الرباط - تشرع شركة بريطانية خلال الأيام المقبلة في التنقيب عن الغاز في سواحل المغرب، تنفيذا للإستراتيجية المغربية التي تهدف إلى الرفع في إنتاج البلاد من الغاز وتحقيق الاكتفاء الذاتي وسط توقعات بأن تتحول المملكة إلى مصدّر عالمي بالنظر إلى الاحتياطيات الكبيرة التي تمتلكها. وأعلنت شركة "شاريوت" البريطانية المتخصصة في التنقيب عن النفط والغاز عن وصول سفينة الحفر العملاقة "ستينا فورث دريلشيب" إلى سواحل مدينة العرائش في الأيام القادمة، وفق موقع "تليكسبريس" المغربي. وكان المغرب قد وقع اتفاقية لاستكشاف واستغلال الغاز الطبيعي في رخصتين بحريتين هامتين للمغرب وهما رخصة ليكزوي وريصانة. وسفينة "ستينا فورث دريلشيب" التابعة لشركة "ستينا دريلينغ" مزودة بأحدث التكنولوجيا في مجال الحفر العميق. وتمتلك شركة "إينيرجين" للطاقة نحو 45 في المئة من حصص رخصتي ليكزوي وريصانة، بينما حصلت "شاريوت" على مبلغ مالي قدره 10 ملايين دولار من "اينيرجين"، وفق المصدر نفسه. وتهدف الشراكة بين "شاريوت" والمكتب الوطني للهيدروكربورات إلى "تلبية الطلب المحلي على الغاز الطبيعي، ثم في ما بعد تصدير الفائض إلى أوروبا التي تبحث عن تنويع مصادر إمداداتها، استنادا إلى القرب الجغرافي وإمكانية نقل الإنتاج بسهولة عبر خط الأنابيت الرابط بين المغرب وإسبانيا"، وفق موقع "هيسبريس" المغربي. كما يجري تطوير حقل "أنشوا" في منطقة العرائش من طرف شركة "شاريوت" التي اكتشفت كميات كبيرة من الغاز قابلة للاستخراج تصل إلى 1.4 تريليون قدم مكعبة، متوقعة أن "يغطي كامل الاحتياجات السنوية للمملكة خلال السنوات المقبلة"، وفق موقع "الطاقة نات". وكانت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المغرب ليلى بن علي قد أفادت في وقت سابق بأن "بلادها تستهدف رفع إنتاجها من الغاز الطبيعي إلى 400 مليون متر مكعب في الأعوام القليلة المقبلة"، وفق وسائل إعلام محلية. وأشارت إلى أن "رفع الإنتاج سيغطي 40 في المئة من الاستهلاك المحلي مع وجود اكتشافات جديدة تخضع للتطوير في منطقتي تندرارا والعرائش، يرتقب أن توفر قدرة إنتاجية تناهز 300 مليون متر مكعب على الأقل". وأكدت أن "الاكتشافات الجديدة احتياجات إنتاج الطاقة الكهربائية لمدة تصل إلى 20 عاما. وكانت شركة "ساوند إنيرجي" البريطانية قد أشارت في تقرير سابق إلى أن "الخطة المغربية تؤكد فاعليتها متوقعة أن تُحقق أولى العائدات من انتاج الغاز بالمملكة انطلاقا من حقل تندرارة الذي يعدّ أكبر اكتشاف بري في المملكة، ابتداء من الشهور الأولى من العام الجاري". ويبلغ إنتاج المغرب من الغاز الطبيعي 100 مليون متر مكعب حالياً، فيما يصل الاستهلاك الإجمالي السنوي إلى مليار متر مكعب تجري تلبيته من السوق الدولية. وتوقع تقرير أميركي أن "يصبح المغرب مصدرا رئيسيا للغاز في أفريقيا خلال السنوات المقبلة"، لافتا إلى أن "احتياطي المملكة من هذه المادة يقدر بنحو 39 مليار متر مكعب" وهو ما أكدته أيضا شركة "ساوند إنرجي" المختصة في التنقيب عن الغاز والنفط بالمغرب إذ أشارت في وقت سابق إلى أن البلاد قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي والتصدير نحو الأسواق العالمية.
مشاركة :