"الراشد": وقوع حرب مباشرة بين إيران و"إسرائيل" أصبح ممكنًا بشكل لم يسبق له مثيل

  • 4/13/2024
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يرى الكاتب والمحلل السياسي عبدالرحمن الراشد، أن وقوع حرب مباشرة بين إيران و"إسرائيل"، أصبح ممكنًا بشكل لم يسبق له مثيل، خاصة في ظل التداعيات المستمرة لحرب غزة، واتساع المواجهات، مع أن الأطراف جميعها لا ترغب في الحرب المباشرة.. أما عن الانتصار في تلك الحرب؛ فلا توجد إجابات مؤكدة؛ حسب الكاتب. السؤال المؤرق: هل تنشب أخيرًا حرب بين إيران وإسرائيل؟ وفي مقاله "هل حرب إيران وإسرائيل وشيكة؟" بصحيفة "الشرق الأوسط"، يقول "الراشد": "منذ أن قتلت إسرائيل عددًا من قيادات "الحرس الثوري" في دمشق؛ تهدد طهران بعمل انتقامي عسكري كبير، وواشنطن أعلنت أنها ستدافع عن إسرائيل، ودخول الصدام المحتمل.. عاد إلى الواجهة السؤال المؤرق: هل تنشب أخيرًا حرب بين إيران وإسرائيل؟ وماذا لو خرجت عن السيطرة واشتركت فيها الولايات المتحدة؛ هل هي الحرب التي ستُنهي الحروب؟ أم التي تأكل الأخضر واليابس؟ قبل الحديث عن فرضية الحرب، نشير إلى أن هذه الدول الثلاث برهنت في إدارة نزاعاتها لأربعين عامًا، على قدرتها على تجنب المواجهات المباشرة وإبقاء المواجهات على مستويات منخفضة. إسرائيل تعد هجوم "حماس" مِن فعل إيران، وأن قتلها قيادات من "الحرس الثوري" كان ردًّا عليه ضمن "قواعد الاشتباك". اليوم.. لا يمكننا استبعاد الحرب المباشرة لهذه الأسباب ويجيب "الراشد" على السؤال قائلًا: "اليوم، لا يمكننا استبعاد الحرب المباشرة لاعتبارات مختلفة، فقد سرّع ووسّع الإيرانيون زحفهم الجغرافي ونفوذهم على 4 دول تحيط بإسرائيل، اليمن الحوثي أصبح ضمن المعادلة. وسيطروا على جبهتي حرب، وضاعفوا عدد وكلائهم المسلحين، خصوصًا في العراق، وتضخم حجم تسليح "حزب الله"، والعامل الأكثر تحديًا هو إصرار إيران على بناء قدراتها العسكرية النووية.. وبالنسبة إلى إسرائيل، والولايات المتحدة، وحتى دول المنطقة؛ فهجمات "حماس" في السابع من أكتوبر 2023 كانت استعراضًا عسكريًّا لقدرات إيران الخاطفة الإقليمية، وتمثل خطرًا جديدًا يضاف إلى الدرونز والصواريخ الباليستية التي تهدد موازين القوى، وتزيد من احتمالات وقوع الحرب". لا نعرف من سينتصر ويضيف "الراشد": "من حيث الانتصار، في الحروب لا توجد إجابات مؤكدة. فالعديد من المختصين يرون إسرائيل متفوقة عسكريًّا، تستطيع شن حرب قصيرة وإلحاق أضرار كبيرة بإيران؛ إنما لا تستطيع حسم المواجهة لوحدها بالانتصار الكامل.. أما الولايات المتحدة فبمقدورها خوض حرب طويلة وتدمير قدرات النظام الإيراني؛ آخذين في الاعتبار -إضافة إلى القدرات العسكرية- وضع الجبهة الداخلية، وتعاون الدول المحيطة، وحساب مواقف الدول الكبرى الأخرى سياسيًّا.. نتذكر أن العراق كان يُعَد أقوى قوة عسكرية في المنطقة، وكان لديه جيش بخبرة واسعة في خوض الحروب لا تضاهيه في مثلها جيوش المنطقة، ونظام سياسي وعسكري صارم، ومع هذا تمكن الأمريكيون من تدميره في أسبوعين فقط في مارس عام 2003.. نظام إيران يتميز عن صدام بأنه أكثر فهمًا في الاستراتيجيات وحساب المخاطر؛ حيث يتحاشى المواجهات، ومستعد لاستيعاب الخسائر. وهذا لا يلغي احتمال وقوع الحرب المدمرة، أو ما يوصف بـ"يوم القيامة"؛ نتيجة استمرار طهران في النهج التوسعي الذي ينذر بتغيير موازين القوى، بالتمدد إلى باب المندب، وكذلك تهديد استقرار الأردن". المواجهة.. نتيجة الأخطاء أو عمدًا ويرصد "الراشد" السيناريوهات المحتملة، ويقول: "لا يمكن أن نستبعد المواجهة نتيجة الأخطاء، أو عمدًا وفق قرارات حسم استراتيجية. مثلًا: لو قررت إسرائيل القضاء على "حزب الله" في لبنان، فالأرجح ألا تقف إيران هذه المرة مكتوفة الأيدي، كما فعلت حيال "حماس". وهذا يفسر بشكل كبير امتناع "حزب الله" عن الرد المماثل على هجمات إسرائيل. في تصوري يوفر "حزب الله" قدراته الكبيرة، بوصف ذلك جزءًا من سياسة الردع لحماية إيران، ويستخدمها في اليوم الذي قد تندلع فيه الحرب الكبرى بين إيران وإسرائيل، ليمطر المدن الإسرائيلية بآلاف الصواريخ، راغبًا في إلحاق أضرار هائلة بها.. هجمات "حزب الله" الحالية والسابقة لم تخرج عن قواعد الاشتباك المحدودة. أما هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر؛ فكان نموذجًا مختلفًا لا يقوم به "حزب الله" لأنه يحمل مخاطرة عالية باندلاع حرب بين طهران وتل أبيب، أو على الأقل غزو إسرائيلي يهدف إلى القضاء على "حزب الله". وقوع حرب مباشرة أصبح ممكنًا بشكل لم يسبق له مثيل وينهي "الراشد": "من المستبعد تمامًا أن تبدأ إسرائيل حربًا مباشرة مع إيران؛ لأنها مكلفة وخطرة؛ لكنها مستعدة، وربما راغبة، في خوض حرب ضد "حزب الله"، مستفيدة من التأييد الواسع عند الإسرائيليين للحرب في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر، الذي عدته تهديدًا وجوديًّا لم تتعرض لمثله منذ حرب عام 1973، وهو يفسر تقبل الرأي العام الإسرائيلي لاستمرار الحرب والخسائر الكبيرة في غزة اليوم.. تداعيات حرب غزة مستمرة، واتساع المواجهات أصبح ممكنًا بشكل لم يسبق له مثيل، مع أن الأطراف جميعها لا ترغب في الحرب المباشرة".

مشاركة :