أمريكا اللاتينية تتبنى تكنولوجيا خضراء صينية والولايات المتحدة تشعر بقلق

  • 4/13/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعمل الآلاف من الحافلات الكهربائية ذات العلامات التجارية الصينية حاليا بسلاسة في عواصم دول أمريكا اللاتينية، ويشعر الساسة الأمريكيون بقلق من أن اعتماد أمريكا اللاتينية المتزايد على التكنولوجيات الخضراء الصينية، من الحافلات الكهربائية إلى الألواح الكهروضوئية يمثل مشكلة بل تهديدا. ويعد التبني السريع للتكنولوجيا الخضراء ركيزة مهمة للحد من تغير المناخ، وأصبحت التكنولوجيا الخضراء أحدث خط المواجهة في المنافسة بين الصين والولايات المتحدة، حسبما ورد في مقال نشرته مؤخرا مجلة "الإيكونوميست" البريطانية. وجاء في المقال أن 60% من الكهرباء في أمريكا اللاتينية تأتي من مصادر الطاقة المتجددة. والمنطقة غنية بالمعادن الرئيسية اللازمة لتصنيع التكنولوجيات الخضراء ويمكن أن تكون أيضا بمثابة سوق مهمة. وتهيمن الصين على الإنتاج العالمي للألواح الكهروضوئية والبطاريات وتوربينات الرياح. وتخشى الولايات المتحدة من خسرانها السباق على التكنولوجيات الخضراء في جميع أنحاء العالم وخاصة في "ساحتها الخلفية". وتركز الصين على تطوير "المنتجات الثلاثة الجديدة" وهي السيارات الكهربائية، وبطاريات الليثيوم، والمنتجات الكهروضوئية. وأظهرت البيانات التي جمعها المجلس الأطلسي الأمريكي أن صادرات الصين من هذه المنتجات إلى أمريكا اللاتينية بلغ إجماليها 5 مليارات دولار أمريكي في عام 2021 وتضاعف تقريبا بحلول عام 2023. وفي العام الماضي، كان نحو 99% من الألواح الكهروضوئية التي استوردتها أمريكا اللاتينية مصنوعة في الصين؛ ونحو 70% من السيارات الكهربائية المستوردة جاءت من الصين؛ وينطبق الشيء نفسه على أكثر من 90% من بطاريات الليثيوم المستوردة بأميركا الجنوبية. ويتزايد الاستثمار الصيني المباشر في التكنولوجيات الخضراء بالمنطقة. وقال مسؤول من الجمعية البرازيلية للطاقة الكهروضوئية "إن الصين مهمة للغاية لسوقنا". وفي سانتياغو، عاصمة تشيلي، هناك عدد من الحافلات الصينية التي تسير في الشوارع أكثر من أي مدينة أخرى خارج الصين. وفي البرازيل، استحوذت شركة "بي واي دي" على مصنع سابق لشركة فورد الأمريكية. وسيكون هذا أول مركز إنتاج لشركة "بي واي دي" خارج آسيا. وتعتزم الشركة أيضا بناء مصنع مماثل الحجم في المكسيك. ويرى الكثير من سكان أمريكا اللاتينية أن هذه أخبار جيدة لأن الألواح الكهروضوئية والسيارات الكهربائية في الصين ذات جودة عالية وسعر منخفض. ويأمل السياسيون بالمنطقة في جلب الاستثمارات الصينية المزيد من الصناعات الخضراء إليها وتعزيز فرص العمل والنمو. وخلال زيارته للصين في العام الماضي، أعلن رئيس تشيلي أن شركة صينية ستستثمر في بناء مصنع لبطاريات الليثيوم في تشيلي، وقال إن "الشيء الأكثر أهمية هو أننا سوف ننشئ سلسلة قيمة وننقل المعرفة التقنية". وبالنسبة للولايات المتحدة، فهناك ثلاثة مخاوف: أولا، التكنولوجيا الخضراء في الصين قد تشكل تهديدا أمنيا للولايات المتحدة؛ ثانيا، اعتماد أمريكا اللاتينية على التكنولوجيا الخضراء للشركات الصينية يمنح الصين نفوذا سياسيا؛ وثالثا ما يقلق الولايات المتحدة هو أنها تخسر أمام الشركات الصينية في إعادة تشكيل صناعة التكنولوجيا الخضراء بالعالم. ومن المفهوم أن تشعر الولايات المتحدة بقلق إزاء نقاط ضعفها في مجال التكنولوجيات الخضراء. ولكن بالنسبة لـ"المنتجات الثلاثة الجديدة" في الصين، فلا توجد بدائل جيدة تقريباً في الغرب. وما لم تتمكن الشركات الأمريكية من توفير منتجات عالية الجودة ومنخفضة التكلفة يمكنها حل محل المنتجات الصينية على نطاق واسع، فإن ضغوط واشنطن على زعماء أمريكا اللاتينية لن تساعد، ولكنها ستكون "هجومية".

مشاركة :