أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس أن بلاده ستحقق «النصر» بعد هجوم إيراني غير مسبوق عليها، استخدمت فيه طهران مسيرات وصواريخ، قالت تل أبيب إنها «أحبطته»، فيما توعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي برد «أقوى» على أي خطوة «متهورة» لإسرائيل وحلفائها. وسارع حلفاء إسرائيل إلى التعبير عن إدانتهم للهجوم، مؤكدين دعمهم لتل أبيب. وكانت الخارجية السعودية قد عبرت عن «بالغ القلق جراء تطورات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته»، داعية جميع «الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب». وأكدت الوزارة «ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤوليته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين، ولا سيما في هذه المنطقة بالغة الحساسية للسلم والأمن العالمي، وللحيلولة دون تفاقم الأزمة التي ستكون لها عواقب وخيمة في حال توسع رقعتها». وكانت إيران قد نفذت هجوماً بمسيرات وصواريخ ليل السبت الأحد في أول عملية مباشرة من هذا النوع تشنها طهران ضد إسرائيل، بعد حوالى أسبوعين على قصف القنصليّة الإيرانية في دمشق. ويثير الهجوم مخاوف من استمرار التصعيد في المنطقة. وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض معظم الصواريخ خارج الحدود الإسرائيلية، مشيراً إلى أن بعض الطائرات ألحقت أضراراً طفيفة بمنشأة عسكرية إسرائيلية. في حين أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري الأحد أن الهجوم «حقق كل أهدافه». و أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أمس»إحباط» الهجوم مؤكداً اعتراض «99 بالمئة» من الطائرات المسيّرة والصواريخ التي أطلقت، بمساعدة حلفاء تتقدمهم الولايات المتحدة. وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان أن واشنطن ساهمت في إسقاط «تقريباً كل» المسيرات والصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل. وشدد على أنه أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في اتصال هاتفي «التزام الولايات المتحدة الثابت أمن إسرائيل». وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري قد قال في وقت سابق إن إيران أطلقت أكثر من 200 مسيرة وصاروخ. وتزامناً مع الهجوم الذي انطلق من الأراضي الإيرانية، نفذ حلفاء لطهران في المنطقة هجمات ضد إسرائيل، اذ أطلق حزب الله اللبناني صواريخ كاتيوشا في اتجاه هضبة الجولان المحتلة، وأطلق الحوثيون في اليمن مسيرات في اتجاه جنوب الأراضي الإسرائيلية. وفي مؤشر على انتهاء التهديد الأمني في الوقت الراهن، أعادت إسرائيل فتح مجالها الجوي اعتباراً من الساعة 04:30 أمس، بعد إغلاقه تزامناً مع الهجوم، وفق هيئة المطارات المحلية. كذلك فعل الأردن ولبنان والعراق. ونددت دول عدة بالهجوم، وتخوفت من خطورة التصعيد فيما عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة بناء على طلب إسرائيل، للبحث في العملية الإيرانية. وذكر الرئيس الأمريكي أنه سيدعو قادة مجموعة السبع الأحد إلى تنسيق «رد دبلوماسي موحد» على الهجوم الإيراني واصفاً إياه بـ»الوقح». في المقابل، أعربت الصين عن «بالغ القلق جراء تطورات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته»، داعية جميع «الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب». من جهتها، كتبت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة عبر منصة «إكس» إن «المسألة يمكن اعتبارها منتهية. لكن إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإن رد إيران سيكون أشد خطورة بكثير». وطلبت طهران من واشنطن عدم التدخل في هذا التصعيد. وأكدت البعثة الإيرانية «هذا نزاع بين إيران والنظام الإسرائيلي المارق، ويجب على الولايات المتحدة البقاء في منأى عنه». وسمع دوي انفجارات فجراً في أجواء القدس، وفق صحافيين في وكالة الأنباء الفرنسية، وانطلقت صفارات الإنذار في المدينة. كذلك، أطلِقت الصفارات في شمال إسرائيل وفي النقب جنوباً. وفيما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) بأن أكبر قاعدة جوية في النقب تعرضت «لأضرار جسيمة» بعدما أصابتها صواريخ إيرانية ليلاً، أكد الجيش الإسرائيلي وقوع أضرار «طفيفة» في القاعدة. وقال في بيان «من أصل أكثر من 120 صاروخاً بالستياً، اخترق عدد ضئيل جداً الحدود الإسرائيلية... سقط في قاعدة لسلاح الجو في نفاطيم (جنوب) وألحقت أضراراً طفيفة في منشأة». إلا أنه أكد أن «القاعدة تواصل عملها ومهامها»، وأن إيران «فشلت» في اعتقادها بأنها «ستشل عمل القاعدة الجوية وستضر بقدراتنا الجوية». وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد قال مساء السبت إن إسرائيل «مستعدة لمواجهة أي سيناريو دفاعياً كان أو هجومياً». وفي وقت مبكر أمس، أعلن حزب الله اللبناني الذي يتبادل القصف يومياً مع إسرائيل منذ أكثر من ستة أشهر، أنه استهدف بصواريخ الكاتيوشا، قاعدة عسكرية للجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة، للمرة الثانية خلال ساعات قليلة. وقال إنه استهدف «المواقع الإسرائيلية نفح ويردن وكيلع في الجولان السوري المحتل بعشرات صواريخ الكاتيوشا». إلى ذلك، أفادت وكالة «أمبري» البريطانية للأمن البحري بأنها تلقت تقارير مفادها أن «الحوثيين أطلقوا طائرات من دون طيار باتجاه إسرائيل». ولفتت إلى أن عملية الإطلاق من جانب الحوثيين تمت «بالتنسيق مع إيران»، مشيرة إلى أن «الموانئ الإسرائيلية تُعتبر أهدافاً محتملة» للهجوم. وأتت هذه الإطلاقات بعد ساعات من قيام القوة البحرية للحرس الثوري السبت، باعتراض سفينة حاويات تحمل اسم «إم سي إس أريز» (MCS Aries) «مرتبطة» بإسرائيل قرب مضيق هرمز وعلى متنها 25 بحاراً واقتادتها إلى المياه الإقليمية الإيرانية. ودعا البيت الأبيض إيران إلى الإفراج فوراً عن ناقلة الحاويات وطاقمها. ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الاتحاد الأوروبي إلى إدراج الحرس على قائمة «المنظمات الإرهابية» بعد احتجاز السفينة.
مشاركة :