روى عدد من المواطنين الذين كانوا في نزهة برية قرب وادي تربة الباحة أمس الجمعة تفاصيل الليلة المرعبة التي عاشوها بعد وصول سيول منقولة مع الوادي، أدت لاحتجازهم خلف الوادي أكثر من 12 ساعة، وعدم استطاعتهم العودة لمنازلهم.   وبيّنوا أنهم أبلغوا الدفاع المدني باحتجازهم، وعددهم 14 شخصًا، بينهم مريض بفشل كلوي ومريض سكري وآخر مصاب بانزلاق غضروفي في الظَّهر، إلا أن الفِرق لم تستطع الوصول إليهم؛ ما اضطرهم للسير على أقدامهم مسافة تزيد على 6 كيلومترات، خاصة أن المرضى الذين بينهم لم يتزودوا بأدويتهم الخاصة التي تكفي لبقائهم خلف الوادي حتى يتم إسعافهم.   وقال عبدالعزيز محمد الزهراني، أحد المواطنين المحتجزين، لـ"سبق": نزلنا بعد صلاة الجمعة لوادي تربة الباحة، وتحديدًا كظامة أبو عريضة التابعة لمحافظة القرى، وكان عددنا 14 شخصًا، بيننا طفل ومريض فشل كلوي ومريض سكري ومريض مصاب بانزلاق غضروفي أسفل الظَّهر، وكانت السماء صافية، والوادي مليئًا بالمتنزهين. وفجأة وقع ما لم يكن في الحسبان؛ إذ اجتاحت سيول منقولة الوادي؛ ولم نستطع العودة مع الطريق المؤدي لمنازلنا.   وأضاف الزهراني: قمنا بإبلاغ الدفاع المدني بأمرنا، وكان ردهم أنه لا يمكن الوصول إلينا إلا بطائرة عمودية، وسيتم مخاطبة الجهات المعنية لتوفير الطائرة من الطائف أو عسير، وفي الصباح سيتم البت فيه، ومر الليل ولم نستطع النوم من شدة البرد، وكان السيل شديدًا جدًّا، وأصوات اقتلاع السيول للأشجار وسقوط الصخور مرتفعة، ولم يصل لنا أي أحد، ومريضا السكري والفشل الكلوي لا يملكان الأدوية اللازمة؛ لأننا توقعنا انتهاء النزهة قبل المغرب، ولم يحتاطا بأدويتهما؛ فتحملنا البرد حتى طلوع الفجر، بعد ذلك اضطررنا للمجازفة والمخاطرة والمشي على حافة الوادي وتسلق المناطق الوعرة وقطع بعض المناطق المائية لمسافة تزيد على 6 كيلومترات إلى الحدود الإدارية لمحافظة المندق، وتحديدًا بقرية الجبور دوس، وتم الاتصال على بعض الإخوان والحضور إلى أقرب موقع من هذه القرية.     وأردف الزهراني: نحن بخير، وانتهت مأساتنا - ولله الحمد - دون حدوث مكروه لنا، ولكن نطالب بتوفير أجهزة إنذار مبكر للسيول بالأودية، وتوفير طيران عمودي بمنطقة الباحة؛ حتى يسهل إنقاذ المحتجزين بدون طلب إذن من الرياض وإحضار طائرة عمودية من المناطق المجاورة.