نيقوسيا - علقت السلطات في قبرص اليوم الأحد النظر في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد زيادة كبيرة جدا في عدد المهاجرين غير الشرعيين هذا الشهر. ووصل أكثر من ألف شخص إلى قبرص على متن قوارب قادمة من لبنان منذ بداية أبريل وسط تصاعد التوتر في الشرق الأوسط. ودفع ذلك الأمر نيقوسيا إلى دعوة شركائها في الاتحاد الأوروبي إلى بذل المزيد من الجهود لمساعدة لبنان، وإعادة النظر في وضع سوريا التي مزقتها الحرب، والتي تعتبر في الوقت الراهن غير آمنة لإعادة طالبي اللجوء إليها. وقال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس للصحافيين "هذا إجراء طارئ، وهو قرار صعب لحماية مصالح قبرص". وأصبحت قبرص من المقاصد الرئيسية للمهاجرين بعد إغلاق نقطة انطلاق تركية صوب الجزر اليونانية في اتفاق أبرم في 2016 بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة. وتقع قبرص في الطرف الشرقي للاتحاد الأوروبي وهي أقرب دول التكتل للشرق الأوسط وتبعد نحو 160 كيلومترا إلى الغرب من شواطئ لبنان أو سوريا. وسجلت وصول أكثر من ألف مهاجر عن طريق البحر في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام مقارنة مع 78 فقط خلال الفترة نفسها من عام 2023. ومن الناحية العملية، يعني هذا الإجراء أن طالبي اللجوء سيقتصر وجودهم في مخيمين للاستقبال يوفران الطعام والمأوى، دون أي فائدة أخرى. وقالت مصادر حكومية إن أولئك الذين يختارون مغادرة المركزين سيفقدون تلقائيا أي نوع من المزايا ولن يُسمح لهم بالعمل. وزار خريستودوليدس لبنان الأسبوع الماضي، ويجري اتصالات مع المفوضية الأوروبية حول كيفية مساعدة بروكسل لبيروت في وقف هذه التدفقات. ويستضيف لبنان، الذي يعاني من أزمة مالية طاحنة، مئات الآلاف من اللاجئين السوريين. وقبل أيام قليلة من رحلته إلى لبنان، قال الرئيس القبرصي إنه طلب شخصيا من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التوسط لدى السلطات اللبنانية للحد من مغادرة قوارب المهاجرين. وعلى الرغم من أنه يجب على الاتحاد الأوروبي تقديم دعم "كبير" من الاتحاد الأوروبي للبنان، فإن خريستودوليدس قال إن أي مساعدة مالية يجب أن تكون مرتبطة بمدى فعالية السلطات اللبنانية في مراقبة سواحلها ومنع مغادرة القوارب. ويوجد بين لبنان وقبرص بالفعل اتفاق ثنائي يقضي بإعادة السلطات القبرصية المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى الجزيرة من لبنان. لكن وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس يوانو قال إن لبنان يرفض الالتزام بجزئه من الاتفاق بسبب الضغوط الداخلية. ويرى مراقبون أن تزايد أعداد المهاجرين إلى الجزيرة من لبنان يرتبط بتحسن العوامل المناخية، لكن أيضا قد يكون في علاقة بتخفيف السلطات اللبنانية لقبضتها لرغبة في الضغط على الاتحاد الأوروبي من أجل توقيع اتفاقيات شبيهة بتلك التي أبرمها مع عدد من الدول. وقال نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، مارغاريتيس شيناس في وقت سابق من الشهر الحالي إنّ الاتحاد الأوروبي يمكن أن يتوصل إلى اتفاق مع لبنان لوقف تدفق المهاجرين، إذ اشتكت قبرص من أنها تغرق بسبب زيادة عدد الوافدين من الشرق الأوسط. وأبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقيات مع عدة دول لمساعدتها في التعامل مع أعباء الهجرة المتزايدة، ولمنع انتشارها إلى الدول الأعضاء بالتكتل في نهاية المطاف. وانتقدت جماعات حقوقية تلك الاتفاقيات بشدة.
مشاركة :