ترقد الطفلة أمينة الحسوني (7 سنوات) في حالة خطيرة بغرفة العناية المكثفة في مستشفى سوروكا بالنقب جنوبي إسرائيل؛ إثر إصابتها بشظايا صاروخ ضمن هجوم إيراني انتقامي غير مسبوق مساء السبت. وقال والدها محمد الحسوني للأناضول إنه وأبناء عائلته كانوا نياما في منزلهم بقرية الفرعة، غير المعترف بها من جانب السلطات الإسرائيلية، في النقب حينما دوت صفارات الإنذار في المناطق القريبة. وتتكون عائلة الحسوني من 10 أفراد، سارع إلى إخراجهم من المنزل الذي يتشكل سطحه من الصفيح. وتابع: "كانت أمينة في المنزل حينما سقطت شظايا صاروخ عليه، فأصابتها إصابة مباشرة في الرأس". وأضاف: "نقلناها إلى المستشفى، وهي في حالة خطيرة، وخضعت لعملية جراحية أولى وعملية ثانية أمس، ولكن لا تغيير (تحسن) على حالتها.. ندعو الله لها بالشفاء". وسبق أن أعلنت "نجمة داود الحمراء" (خدمة الإسعاف) أن هذه الطفلة هي الوحيدة التي أصيبت بجروح في الهجوم الإيراني، بينما عانى 30 شخصا من "الهلع والتدافع". وزاد الحسوني بأنه عندما انطلقت صفارات الإنذار في مناطق إسرائيلية قريبة، أراد نقل أولاده إلى منطقة مفتوحة قريبة؛ نظرا لعدم وجود ملاجئ في القرية. دون خدمات والقرعة واحدة من 36 قرية غير معترف بها في النقب، ويقطنها نحو 150 ألف عربي، حسب رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب عطية الأعسم. وقال الأعسم للأناضول إن هذه القرى غير معترف بها من السلطات الإسرائيلية، وبالتالي هي غير موجودة على الخارطة الرسمية للدولة، "ما يعني أن الدولة تمتنع عن تقديم أي خدمات لها، مثل المياه والكهرباء والصحة والتعليم". وتابع: "وأيضا تمتنع الدولة الدفاع عن حماية هذه القرى، فإذا ما جاءت صواريخ باتجاهها، فإن القبة الحديدية (المضادة للصواريخ) لا تعترضها؛ لأنها من وجهة نظرهم منطقة مفتوحة خالية من السكان". واستدرك: "هم (السلطات الإسرائيلية) يعرفون أنه يسكنها سكان عرب". وأردف أن المزاعم بأنها مناطق مفتوحة "هي الذريعة التي يستخدمونها لعدم حماية والدفاع عن هذه القرى". ومنذ عقود، تناضل القرى العربية غير المعترف للحصول على اعتراف رسمي إسرائيلي، لكن دون جدوى. وقال الأعسم إن "أكثر مناطق معرضة للخطر هي القرى غير المعترف بها، ففي كل الحروب السابقة بين إسرائيل وحماس، كان هناك دائما ضحايا في هذه القرى". بلا ملاجئ وفي كل صراع، تطلب الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي من السكان التوجه إلى الملاجئ أو الغرف المحصنة، لكنها لا تتوفر في القرى غير المعترف بها. وقال الحسوني: "لا يوجد لدينا ملاجئ، أصلا لا أحد يرانا، ونحن ضحايا إهمال السلطات الإسرائيلية". وأضاف: ماذا نعمل في مثل هكذا وضع؟.. نطلب فقط الرحمة من الله". وتابع: "إنهم (السلطات الإسرائيلية) لا يتذكرونا إلا عندما يريدون هدم منازلنا، فأنا منزلي مهدد بالهدم؛ بداعي أنه أقيم بدون ترخيص، إنهم لا يريدوننا هنا". وتواجه العديد من المنازل في البلدات غير المعترف خطر ا الهدم، وغالبية سكان البلدات غير المعترف هم من البدو الذين يعتمدون في رزقهم على رعي الأغنام. حماية الأطفال وحسب الأعسم فإن "عدم حماية المواطنين العرب في النقب من الخطر، في حالة نشوب حرب، هو أمر متعمد من سلطات الدولة". وأضاف أن "الدولة تمنع السكان من أن يحموا أنفسهم عبر منعها بناء الملاجئ، في حين هي لا توفر لهم الملاجئ، وبالتالي لا توفر الأمن والحماية". وشدد على أن "الدولة هي المسؤولة الرئيسية عن كل الإصابات التي تحدث في هذه القرى". وخارج غرفة العناية المكثفة، ينتظر الحسوني على أمل شفاء طفلته. وقال: "أولادي الآخرين يخافون من العودة إلى المنزل بعد ما جرى، إنهم يقيمون في خيمة قريبة". "كل ما نطلبه هو الحماية لأطفالنا"، ختم الأب حديثه. ومساء السبت، أطلقت إيران نحو 350 صاروخا وطائرة مسيّرة تجاه إسرائيل، زعمت تل أبيب أنها اعترضت 99 بالمئة منها، فيما قالت طهران إن نصف الصواريخ أصابت أهدافا إسرائيلية "بنجاح". وهذا أول هجوم تشنه إيران مباشرة من أراضيها على إسرائيل، وليس عبر جماعات موالية لها، وجاء ردا على هجوم استهدف القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق مطلع أبريل/ نيسان الجاري. وتتهم طهران تل أبيب بشن هجوم دمشق الصاروخي، الذي أسفر عن مقتل 7 من عناصر الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي. ولم تعترف تل أبيب أو تنف رسميا مسؤوليتها عن هجوم دمشق، وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها، وبينهما عقود من العداء واتهامات بشن هجمات متبادلة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :