يعتقد الكثيرون خطأ أن استهلاك الحلويات بكثرة قد يكون السبب المباشر في الإصابة بمرض السكري. هذا الأمر تنفيه الدكتورة ريفيتال غوروديسكي باسكن، أخصائي الغدد الصماء في المستشفى الجامعي بكليفلاند، وإن كانت لا تنفي كونه أحد أسباب الإصابة ببعض أنواع السكري. ووفق ما نقله عنها موقع “University Hospitals” الأمريكي، فإنك “إذا كنت غير مصاب بزيادة الوزن، فقد يشكل تناول الحلويات بكثرة مقدمة للإصابة بالسكري من النوع 2″، ذلك لأن استهلاك الأطعمة الغنية بالسكر بشكل مستمر قد يؤدي إلى زيادة الوزن وظهور مقاومة الأنسولين، وهي علامة مبكرة على مقدمات السكري. الحلويات ومقاومة الأنسولين ووفق “باسكن”؛ عندما نستهلك السكر – بما في ذلك الكربوهيدرات المعقدة كالنشويات التي يتم تقسيمها إلى سكر للحصول على الطاقة – ينتج البنكرياس الأنسولين، وهو الهرمون المطلوب لنقل الجلوكوز من مجرى الدم إلى خلايا الجسم واستقلابه للحصول على الطاقة. فإذا كنا نأكل الحلويات طوال اليوم، يعمل البنكرياس باستمرار لإنتاج ما يكفي من الأنسولين، وحينما ترتفع مستويات الأنسولين إلى مستويات فوق الطبيعية، فإن الجسم يقاومها، وبمرور الوقت، يصبح الأنسولين غير فعال، لتبدأ مرحلة داء السكري من النوع 2. ماذا يحدث عند مقاومة الأنسولين؟ إذا قاوم الجسم آثار الأنسولين أو لم ينتج ما يكفي منه، يبقى الجلوكوز في مجرى الدم. ارتفاع مستويات السكر في الدم يقطع استجابات نظام الجسم الطبيعي والشفاء، ويمكن أن يسبب تلفًا بالأعصاب ومن ثم فقدان الرؤية أو الأطراف. وفي الوقت نفسه، يتم تخزين السكر الزائد غير المستخدم للطاقة على شكل دهون، وهذا يؤدي إلى زيادة الوزن وزيادة مقاومة الأنسولين، ما يفاقم وضع مرض السكري من النوع 2 ويؤدي إلى الإصابة بالكبد الدهني وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول وأمراض القلب والأوعية الدموية. وهذه كلها علامات وأعراض متلازمة التمثيل الغذائي، نتيجة للاستهلاك المفرط للسكر لفترة طويلة. هل سكريات الفاكهة صحية؟ في حين أن السكر الموجود في الكعك والمشروبات المحلاة غالبًا ما يرتبط بالإفراط في تناول السكر، فإن السكر الموجود في الفاكهة قد يساهم كذلك في مقاومة الأنسولين إذا تم تناوله بكثرة. ولكن نظرًا لأن الفواكه تقدم فوائد الألياف والعديد من العناصر الغذائية، فهي بديل جيد للوجبات الخفيفة والمشروبات السكرية. وفي حين أن جميع الفواكه صحية، عند مقارنة محتوى السكر في الحلوى المصنعة، فإن التوت أقل في محتوى السكر من باقي الفواكه مثل البطيخ والعنب والأناناس. والمفتاح في تناول الفاكهة هو الاعتدال للحفاظ على مستويات السكر في الدم الصحية. الاعتدال هو المفتاح تقول “باسكن” إنه في حين أن تناول الكثير من السكر في بعض الأحيان لا يسبب مرض السكري بشكل مباشر في الوزن الطبيعي، ومع الشخص السليم، فإن الكثير من السكر يمكن أن يكون ضارًا بالتأكيد. وهي تنصح بالاعتدال لتجنب الأضرار. فإذا كنت تستهلك الكثير من السكر على أساس يومي أو كل ساعة، فمن المرجح أن تكتسب وزنًا وتصاب بمتلازمة التمثيل الغذائي. لا تمنع السكر ولكن تناوله باعتدال.