عقدت يوم الاثنين في العاصمة الفرنسية باريس ندوة دولية حول مفهوم التبادلات بين الثقافات والتعلم المتبادل بين الحضارات. ناقشت الندوة، التي عقدت في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، البعد التاريخي للتبادلات الثقافية على طول طرق الحرير، فضلا عن الحوار بين الثقافات والتعلم المتبادل في العالم المعاصر. وقال تشانغ جيان تشون، نائب وزير دائرة الدعاية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، في كلمته الافتتاحية، "في مواجهة المخاطر والتحديات في عالم اليوم، من الضروري استكشاف الأعمال الكلاسيكية للاستفادة من حكمة الحضارات والوراثة والابتكار على حد سواء من أجل تعزيز التنمية والتقدم، والتواصل والتعاون من أجل تحسين التفاهم المتبادل". وأشار إلى أنه في مارس 2014، زار الرئيس الصيني شي جين بينغ مقر اليونسكو لأول مرة وألقى خطابا حول تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات. وبعد مرور عشر سنوات، باتت تحظي التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات بشعبية متزايدة، حيث يتم تقاسم الحكمة والحلول الصينية من أجل المصالح المشتركة للبشرية جمعاء، وفقا لما ذكره تشانغ. وأضاف أن "الصين تواصل مشاركتها بشكل كامل في التعاون المثمر مع جميع الأطراف، بما في ذلك اليونسكو، وتعزيز التبادلات والحوار بين الحضارات بشكل مشترك". ودعا جميع الأطراف إلى تفعيل مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، وهي ثلاث مبادرات طرحها الرئيس شي، من أجل توسيع التوافق بين الحضارات ودفع التنمية المشتركة. وفي كلمته، قال نائب المديرة العامة لليونسكو تشو شينغ إنه لا يمكن أن يكون هناك أي مجتمع دولي حقيقي دون تبادل المعارف وتفاهم وثقة متبادلين، داعيا جميع الأطراف إلى بناء الثقة. وقال دودو ديين، المدير السابق لقسم الحوار بين الثقافات في اليونسكو، إن هيئة الأمم المتحدة تعمل بنشاط على تعزيز التبادلات الثقافية والتعلم المتبادل من خلال العديد من البرامج، بما في ذلك برنامج "طرق الحرير، طرق الحوار" الذي أطلق في عام 1988 وحقق نجاحا كبيرا. وشدد الخبراء في حلقات النقاش على أن تبادل الأفكار والأديان والفنون والقيم قد ساهم باستمرار في إثراء جميع الحضارات، بينما عكفوا على استكشاف التحديات الرئيسة التي تواجه التبادلات بين الثقافات والحوار بين الحضارات في عالم معولم وحضري ورقمي. حضر نحو 200 شخص الندوة التي استضافها المكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصيني واليونسكو واللجنة الوطنية الصينية لشؤون اليونسكو.
مشاركة :