قالت صحيفة « هآرتس » إن قراصنة دوليين أنشأوا موقعا إلكترونيا لنشر تسريبات حصلوا عليها من اختراق بيانات حساسة في إسرائيل. وأشارت إلى أن القراصنة نشروا آلاف الوثائق التي قالوا إنهم حصلوا عليها بعد اختراق أنظمة تابعة لوزارة الجيش الإسرائيلي و مؤسسة التأمين الوطني ، ومؤخرا تمكنوا من اختراق أنظمة مرتبطة بوزارة العدل ومنشأة الأبحاث النووية في ديمونا. وأضافت أن الموقع نشر التسريب الذي تحملت مسؤوليته مجموعة قرصنة جديدة وغير معروفة تدعى NetHunt3rs، وتطالب إسرائيل بإطلاق سراح 500 ممن وصفتهم بـ«المخربين» لمنع نشر المعلومات بالكامل. أكدت وزارة الجيش هذا الأسبوع أنه تم اختراق «مواقع غير حساسة»، إلا أن فحص صحيفة هآرتس الإسرائيلية لبعض المواد المسربة يكشف أنها مأخوذة من البوابات الإدارية لوزارة الجيش، وتضمنت معلومات تعريفية لموظفي الوزارة، والمناقصات والمعلومات حول الأنظمة التكنولوجية للجيش الإسرائيلي، بما في ذلك تفاصيل عن المركبات المدرعة، والمخططات الهندسية، والمعلومات الفنية عن أنظمة التصوير عبر الأقمار الصناعية، ومعلومات تعريفية عن الجنود والوحدات التي يخدمون فيها. وزعمت مجموعة أخرى غير معروفة، تدعى «مخالب النسر»، أنها اخترقت مؤسسة التأمين الوطني (الضمان الاجتماعي)، وأن لديها معلومات شخصية لثمانية ملايين إسرائيلي، بما في ذلك تفاصيل الحسابات المصرفية وعناوين السكن، وهددت بتوزيعها عبر الإنترنت. شعار مجموعة مخالب النسر ونفت مؤسسة الضمان الاجتماعي الإسرائيلي أي اختراق، لكن المجموعة وزعت مقطع فيديو يبدو فيه أنها تمكنت من الحصول على معلومات شخصية لمواطنين إسرائيليين. وفقًا لمقطع فيديو نشروه، تمكن القراصنة من الحصول على اسم مستخدم وكلمة مرور لشخص معاق في جيش الاحتلال، واستخدموهما لتسجيل الدخول إلى نظام ذي صلة كمستخدم كامل- وهي الطريقة نفسها تمامًا التي استخدمتها «مخالب النسر» لاقتحام الأنظمة المتعلقة بالتأمين الوطني وتجاوز الآليات الأمنية من الداخل واستخراج الكثير من المعلومات التي يجب أن تكون متاحة للمستخدمين الآخرين فقط. وتم نشر المواد على موقع إلكتروني مخصص تم إطلاقه بداية الشهر الجاري تحت اسم «المحكمة الإلكترونية». وقالت الصحيفة إن هذا الموقع يعتبر نوع من «ويكيليكس» قد يفيد جهود الناشطين المؤيدين لفلسطين، وهو يوفر منصة لكمية كبيرة من الغنائم الرقمية المسروقة من أنظمة الشبكات في إسرائيل. وتم نشر تحقيق أولي حول المنصة على مدونة Memetic Warfare التابعة لشركة Telemetry الإسرائيلية، ويربط التحقيق بين الاختراقات والتأمين الوطني ووزارة الجيش، وبحسب الباحث أرييه بن عامي، فهذه «عملية نفوذ سيبرانية»، وقد تكون مرتبطة بإيران. ويشير موقع «المحكمة الإلكترونية» إلى القنوات عبر منصات إكس وتلغرام التي تم فتحها يوم حدوث التسريبات الأولى، حيث يتم نشر روابط المعلومات. وجاء في المنشور الأول: «هذه هي المنصة التي يُتهم فيها المجرمون الصهاينة… نحن ندعو جميع المتابعين الساعين إلى السلام للانضمام إلى حملتنا ومعاقبة المجرمين». وقالت هآرتس إن الباحثين السيبرانيين في إسرائيل وحول العالم لم يعرفوا هذه المجموعات حتى هذا الأسبوع، وبعد أن تردد صدى ما كشفوا عنه في موقع التسريب، فقد حظوا أيضًا تغطية إعلامية في وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، كما حدث بالفعل في الماضي لمهاجمة الجماعات المرتبطة بأذرع إيران السيبرانية. وأعلن موقع «المحكمة الإلكترونية» أن مجموعات أخرى نشطة ومعروفة انضمت إلى تحالفه من القراصنة، بما في ذلك «أنونيموس السودان»، التي قادت سابقًا موجة من هجمات ضد إسرائيل وتعتبر قريبة من روسيا؛ و«فريق بنغلاديش الغامض»، وهي مجموعة تهاجم في كثير من الأحيان أهدافًا مرتبطة بإسرائيل والهند والمنظمات العلمانية التي يُنظر إليها على أنها تهديد للإسلام. وتابعت هآرتس أن معظم هذه المجموعات هي من الدرجة الثانية في العالم السيبراني، وهي مجموعات مهنية ذات قدرات مألوفة أكثر في عالم الجريمة الرقمية، وليست مجموعات حكومية ذات قدرات سيبرانية عسكرية، وأن موقع المحكمة أشبه بعملية نفوذ لا تهدف فقط إلى جمع معلومات مخترقة، بل إلى إهانة إسرائيل، وخلق شعور بتعبئة دولية للناشطين الذين يحاولون الانتقام من العدوان على غزة. وتنضم هذه الحالات إلى الزيادة المضطردة في الهجمات الرقمية على إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة. ويحذر كبار الباحثين في مجال الإنترنت الإسرائيليين من أنه لا ينبغي الاستهانة بآثار القرصنة بجميع أنواعها وتركيز الكثير من المعلومات على الإسرائيليين، وخاصة على أعضاء المؤسسة الأمنية وأصحاب المناصب السرية. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :