عائشة صالح آل علي، عشرينية درست التسويق في كلية إدارة الأعمال بجامعة الشارقة، تمتلك العديد من الهوايات والمواهب، لكن الرسم هوايتها المفضلة، ووسيلتها للتخلص من الطاقات السلبية وضغوط الحياة اليومية واستبدالها بطاقة إيجابية ومحفزة، يجد البعض في أعمالها مثالاً للفنان المتمكن إلا أنها تؤكد أنها في بداية الطريق ولا يزال أمامها الكثير لتصل لمرحلة الاحترافية، كما تحلم بعرض أحد أعمالها في متحف فن الأنيمي في الولايات المتحدة. مع عائشة صالح آل علي كان لنا هذا الحوار.. } متى بدأت معك رحلة الفن؟ - بدأت هواية الرسم منذ نعومة أظافري، إذ كنت أرسم خربشات على كل ما تراه عيني ويصله قلمي كجدران المنزل والكتب والأرضيات والأغراض، فأدرك حينها والداي أني أحب الرسم، فكانا أول من تبنى موهبتي وحثني على الالتحاق بمركز الطفل لأمارس وأطور من موهبتي، كما كنت أتطلع لحصة الفن بالمدرسة بفارغ الصبر لشدة تعلقي بكل ما يخصه، وبتشجيع من معلماتي وكل من هم حولي قررت أن اتخذ الرسم متنفساً وأسلوباً للتعبير بلا كلمات، ومنذ ذلك الحين لازمتني هذه الهواية. } كيف عملت على تنمية هذه الموهبة؟ - بما أني من عشاق فن الأنيمي والرسوم المتحركة، لذا أتابع كل جديد في هذا الفن، وأطلع على التقنيات المستخدمة في الرسم والتحريك، كما يهمني الاطلاع على الطرق الكلاسيكية القديمة لصناعة الرسوم المتحركة التي تتطلب كثيراً من الجهد، إذ لا يعتمد الفنان على برامج التحريك التلقائي، وهي بالنسبة لي مصدر إلهام كبير لأنها برأيي، الأساس لجميع فناني الرسم، ولكن أهم من كل ذلك بنظري، هي الممارسة المستمرة، التي عملت على تنمية موهبتي وطورت أدائي على مدى السنين. } هل تؤمنين أن كل موهبة تحتاج لدراسة حتى تكبر؟ - أنا أعتبر أن جميع المواهب بمختلف أشكالها هدايا من الله، ومن الواجب علينا صقلها وتطويرها، إذ إنها وحدها لا تكفي، خصوصاً في مثل هذا المجال لأنه دائم التجديد ولمواكبته، يجب على الموهوب الاستفادة من الخبرات وتوجيهات الفنانين المتمرسين في هذا المجال. } كل الفنانين الشباب يعرضون أعمالهم على مواقع التواصل، لماذا لا تقومين بنفس الخطوة؟ - لا يخفى أن مواقع التواصل الاجتماعي اليوم أصبحت وسيلة سهلة ومنصة واسعة لعرض كل أنواع المواهب لتكوين جمهور ومتابعين يبدون إعجابهم وانتقاداتهم للعمل الفني، إلا أنه يتطلب استمرارية ومواظبة على إدراج الأعمال بشكل دوري، وهذا للأسف ما لا أتفرغ له، ورغم أن الجميع أشاد بموهبتي في الرسم فإني أفتقر إلى الثقة بالنفس وأشعر في قراره نفسي بأني نقطة في بحر من الفنانين والرسامين الذين يتمتعون بمواهب رائعة، وكما أني أحتاج المزيد من الوقت لتطوير موهبتي بشكل أوسع لأكون راضية تماماً عما أقدمه للجمهور. } هل تحلمين بعمل معرض خاص بك؟ - بالتأكيد، ولكن عمل معرض للرسوم يتطلب كثيراً من الجهد والوقت لإبراز العمل الفني على أكمل وجه، فيجب في هذه الحالة أن يكون المعرض ضمن أهم أولوياتي، ليصل للجمهور بصورة أكون بها راضية عن عملي، وأن يكون ما أقدمه من فن على مستوى من الدقة والاحترافية. } هل تجذبك رسوم المانغا؟ - نعم كثيراً، فهي مصدر الإلهام الأول لي. ومعظم الشخصيات التي تعلقنا بها جميعاً في الصغر من رسوم متحركة، هي من إبداعات فن المانغا الياباني، وما شدني إلى هذا النوع من الفن هو إبرازه للتفاصيل ومبالغته في تصوير التعابير والمشاهد. } ما رأيك بالرسم الإلكتروني الذي يراه البعض مهنة وليس موهبة؟ - الرسم الإلكتروني فن جميل، ومن مميزاته أن له مساحة واسعة للإبداع والابتكار في الخطوط والألوان والنقوش، فالاعتقاد السائد أن الرسم الإلكتروني لا يتطلب موهبة، خاطئ. فالموهبة والذوق يلعبان دوراً أساسياً لإنتاج الرسم الإلكتروني المبدع. } ما أهم الشخصيات التي ابتكرتها؟ - ابتكرت العديد من الشخصيات ولكن لا أعطيها أسماء، وذلك لأترك المجال للآخرين بإطلاق العنان لمخيلتهم عند الاطلاع عليها، لكن لا أخفي أنه في أغلب الأحيان أبتكر شخصيات مستوحاة من شخصيات حقيقية في حياتي، وأترجمها إلى شخصيات كرتونية وأنيمي. } وما أقرب شخصية كرتونية لقلبك؟ - جميع شخصيات الرسوم المتحركة الكلاسيكية التي تعلقت بها في طفولتي قريبة إلى قلبي، مثل أليس من أليس في بلاد العجائب وسيمبا من الأسد الملك، إلا أن سكوبي دوو كان وما زال المفضل لدي، وذلك لجودة الفكاهة العفوية المختارة، وبساطة الرسومات والخطوط المكونة لهذه الشخصية. } من يعجبك من الرسامين؟ - أتطلع للفنانة شيماء المالك، فهي استطاعت تحويل هواية الرسم إلى عمل حر، إلى جانب تنوع أعمالها الفنية، كما أنها تعتبر مثالاً للفتيات الإماراتيات المهتمات بالرسم والفنون بشتى أنواعها، لما حققته من إنجازات ورصدها للكثير من الجوائز، كما يعجبني فنان الكاريكاتير حيدر محمد، لابتكاره شخصيات شعبية الكرتون التي أدخلت البهجة على قلوب الكبار قبل الصغار، أما من الفنانين الأجانب فلا بد لي من اختيار المنتج الرسام والت ديزني الذي يعتبر شخصية محورية لما تركه من إرث عالمي في تاريخ صناعة الرسوم المتحركة، كما أستوحي كثيراً من قصة حياته التي بدأت من الصفر. } هل من الممكن أن تتفرغي في يوم من الأيام للرسم، خصوصاً أنك موظفة؟ - على الرغم من أني أجد نفسي كثيرة الانشغال عن ممارسة هوايتي مؤخراً، فإنني لا بد أن أرجع إليها، فلهواية الرسم مكان خاص في قلبي، وأنا متأكدة بأنني سأستمر في الرسم كهواية، إن توفرت لي أوقات الفراغ، ولا يمكنني تخيل الرسم كمهنة لي لأني لا أستطيع الرسم إلا عفوياً، بعد أن أحصل على الإيحاء، وذلك لا يحدث في أي وقت ومكان. وكما ذكرت فأنا أعتبر الرسم وسيلة لإيجاد السلام الداخلي وبإذن الله سأسعى لكي أحقق أمنيتي يوماً ما، بأن أعرض أعمالي في متحف فن الأنيمي بالولايات المتحدة.
مشاركة :