مجسم لبرج خليفة من نوى التمر

  • 4/12/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: الخليج من نوى التمر تمكن النحات والفنان التشكيلي السوداني، هشام عبد الكريم من إبداع مجسم فني لمبنى برج خليفة بدبي، أطول مبنى أنجزه الإنسان في العالم، وينقل المجسم تفاصيل المبنى بالكامل، مبيناً الطوابق المختلفة للبرج، التي تبرز من خلال خيوط بيضاء رفيعة، بالإضافة للتجسيد الفني الكامل الذي يراعي تفاصيل المبنى، كما أن المجسم مزود بنظام إضاءة يعمل على منحه درجات لونية مختلفة. يقول عبد الكريم، الذي يزور الإمارات هذه الأيام: هذه الزيارة الثالثة له للدولة، بعد زيارته الأولى التي كانت في 2008، التي تعرف من خلالها على التراث الإماراتي عبر زيارة مجموعة من المتاحف في مختلف الإمارات، لتعقبها زيارة أخرى في 2011، تعلق فيها بالشكل المعماري المبهر ل برج خليفة. ويشير إلى أنه اختزن لحظات دهشته الأولى بالمبنى الأيقونة، ليجري عدة محاولات لتجسيده في شكل عمل فني، ليدفعه البحث عن التجريب والمغايرة إلى التفكير في إبداع العمل بمادة صعبة على النحاتين، إلا أنها تعتبر إحدى مفردات التراث والبيئة الإماراتيين، ويضيف: أنجزت المجسم من نوى التمر، لما له من دلالة رمزية كبيرة في التراث الإماراتي، فخلال زياراتي للدولة واهتمامي بالتراث الإماراتي تعرفت على الكثير من جوانبه، لذلك صممت على أن يكون المجسم من نوى البلح، وهو ما كان ليكتمل العمل في 6 أشهر لصعوبة التعامل مع المادة الجديدة، فإذا كان عملي نحتياً عادياً على جسم ثابت غير نوى التمر لتمكنت من إنجازه بسرعة إلا أن الأمر مختلف تماماً عند العمل على نوى التمر، كما استعنت كذلك بمواد لاصقة ونظام إضاءة في محاولة لنقل أبرز الملامح الفنية في العمل. أكثر من 30 ألف نواة تمر، جمعها عبد الكريم ووظفها كمادة رئيسة لعمله الفني، حسبما يروي، إذ استفاد من خلفيته كمهندس ميكانيكي في النحت، ليستفيد من أدوات الصهر والصنفرة في جولات من اللصق والتركيب والتشكيل حتى اكتمل العمل وهو يكتسي بلون التمر. يهدي عبد الكريم العمل لقيادة وشعب الإمارات، مشيراً إلى أنه تعبير عن إعجابه بالنهضة العمرانية والفنية التي تنتظم الدولة، ويضيف أنه يعكف حالياً على إعداد مجسم آخر لمسجد الشيخ زايد بأبوظبي، فهو تحفة معمارية تلهم كل من يزورها، وتستحق منه بذل جهد أكبر لتجسيدها، ويرى أن المسجد يأسر كل من يمر به لما يتمتع به من تصميم معماري فريد، لذلك يتطلب العمل عليه زيارات متكررة وفترة زمنية أطول، كذلك يعمل على مجموعة من المنحوتات التي تصور السفن الإماراتية القديمة. ينحدر عبد الكريم من أقصى شمال السودان، وهو مهندس ميكانيكي احترف النحت والتشكيل الفني منذ عدة أعوام، له مجموعة من المعارض الفنية التي أقامها بالتعاون مع وزارات السياحة والآثار في السودان وخارجه، وهو يعرض أعماله في فعاليات مختلفة، وله مجموعة من المجسمات والمنحوتات الفنية التي يجسد في إحداها المسجد الأقصى من نوى التمر، وتتنوع موضوعات بقية المنحوتات لأشكال فنية تجسد مفردات من التراث السوداني.

مشاركة :