أعلن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية أن المنظمة الأممية تعتزم اليوم توجيه نداء لجمع 2.8 مليار دولار؛ بهدف مساعدة السكان الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلة خلال 2024. وقال أندريا دي دومينيكو في مؤتمر صحفي عبر الفيديو: «بالتأكيد، تسعون في المئة من المبلغ مخصصة لغزة»، موضحاً أن الخطة الإنسانية لعام 2024 قدرت بداية بأربعة مليارات دولار، لكنها خفضت إلى 2.8 مليار دولار بسبب صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية. من جهتها، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس، أنه «لم يطرأ أي تغيير ملموس» على حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة. وقالت الوكالة، في بيان، إن «181 شاحنة مساعدات تعبر إلى غزة يومياً» عبر المعابر البريّة مع إسرائيل ومصر في أبريل الجاري. وأشار البيان إلى أن هذه الشاحنات «لا تزال أقل بكثير من القدرة التشغيلية لكل من المعابر الحدودية والهدف المتمثل بـ 500 شاحنة يومياً». والأسبوع الماضي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت للصحافيين، إن إسرائيل تخطط لـ«إغراق غزة بالمساعدات» وزيادة المساعدات إلى 500 شاحنة يومياً. وقال هيئة وزارة الدفاع المسؤولة عن تنسيق الشؤون الفلسطينية «كوغات»، إن 126 شاحنة دخلت قطاع غزة ليل الاثنين-الثلاثاء، وإن 237 شاحنة دخلت إلى غزة أمس الأول. ولطالما حثت مؤسسات الإغاثة والحكومات الأجنبية بما فيها الولايات المتحدة، إسرائيل على إعادة فتح المعابر الحدودية إلى شمال غزة، حيث تفيد التقارير بأن الأزمة الإنسانية هناك أشد خطورة. إلى ذلك، أعلنت وكالة «الأونروا»، أمس، العثور على قنابل غير منفجرة تزن ألف رطل (حوالي 460 كلغ) داخل مدارس بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وقالت «الأونروا»، إن وكالات الأمم المتحدة قادت «مهمة تقييم» في خان يونس، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المدينة المحاصرة الأسبوع الماضي. وبحسب الوكالة، فقد وجدت «تحديات كبيرة في العمل بأمان بسبب وجود ذخائر غير منفجرة، بما في ذلك قنابل تزن ألف رطل داخل المدارس وعلى الطرق». وأضافت، في بيان، أن «الآلاف من النازحين داخلياً يحتاجون إلى مجموعة من المساعدات المنقذة للحياة، بما في ذلك الصحة والمياه والصرف الصحي والغذاء». وكانت الأمم المتحدة قالت في وقت سابق من هذا الشهر، إن الأمر سيستغرق «ملايين الدولارات وسنوات عديدة لتطهير القطاع من الذخائر غير المنفجرة». وقال رئيس دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام تشارلز بيرش، في بيان في وقت سابق من الشهرالجاري: «نعمل وفقاً للقاعدة العامة المتمثلة في أن 10 في المئة من الذخائر لا تعمل كما هو مصمم لها». وأضاف: «نحن نقدر أن البدء في تطهير غزة يتطلب حوالي 45 مليون دولار». في غضون ذلك، دعا مكتب مفوضية الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، أمس، إسرائيل إلى وقف دعمها لهجمات المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، التي شهدت ارتفاعاً في عدد المداهمات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر الماضي. وتأتي الدعوة بعد يوم من قتل مستوطنين إسرائيليين لفلسطينيين اثنين بالرصاص في الضفة الغربية أمس الأول، وذلك بعد قتل القوات الإسرائيلية فتى فلسطينياً خلال مداهمة عسكرية. وقالت رافينا شامداساني، المتحدثة باسم المفوضية: إن «إسرائيل لا بد أن تتخذ جميع التدابير التي في وسعها لاستعادة النظام العام والسلامة وضمانهما قدر الإمكان في الضفة الغربية المحتلة». وأضافت: «يشمل هذا الالتزام حماية الفلسطينيين من هجمات المستوطنين، وإنهاء استخدام قوات الأمن الإسرائيلية غير المشروع للقوة ضد الفلسطينيين». وتابعت: «لا بد أن تنهي قوات الأمن الإسرائيلية على الفور مشاركتها النشطة في هجمات المستوطنين على الفلسطينيين ودعمها لها». وكان العنف في الضفة الغربية في حالة تزايد بالفعل قبل هجوم إسرائيل على غزة في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل، ويتصاعد العنف منذئذ بتكثيف المداهمات العسكرية الإسرائيلية وعنف المستوطنين وهجمات الفلسطينيين في شوارع الضفة الغربية. ووصفت شامداساني تصاعد العنف في الضفة الغربية بأنه «مسألة مقلقة بشدة». وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية أو المستوطنين قتلوا ما لا يقل عن 466 في الضفة الغربية، فضلاً عن مقتل أكثر من 33 ألفاً في قطاع غزة.
مشاركة :