جهود سعودية مكثفة لمنع انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة

  • 4/17/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الرياض - يقوم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بجهود مكثفة إقليميا ودوليا من أجل احتواء أي تدهور للأوضاع الأمنية في منطقة الشرق الأوسط على وقع التوتر غير المسبوق بين إيران وإسرائيل اثر الهجمات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت الدولة العبرية ردا على الهجوم على القنصلية في سوريا. وأجرى الأمير محمد ليل الثلاثاء/الأربعاء، اتصالا هاتفيا من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حيث "بحث الجانبان تداعيات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته على الأمن والاستقرار"، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس). وأكد الأمير محمد والشيخ محمد بن زايد  خلال الاتصال على "أهمية بذل الجهود لمنع تفاقم الأوضاع لتجنيب المنطقة مخاطر الحروب". ويتصاعد منسوب التوتر الإقليمي على وقع تهديدات تل أبيب بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، بعد أن شنت طهران هجوما انتقاميا على إسرائيل في 13 أبريل/نيسان الجاري. ومساء الثلاثاء كذلك أجرى أمير قطر الشيخ حمد بن تميم ال ثاني اتصالا هاتفيا مع ولي العهد السعودي، استعرضا خلاله "العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتنميتها". كما بحثا تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، لا سيما في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وفق الوكالتين القطرية والسعودية. وأكدا على "ضرورة خفض كافة أشكال التصعيد، وتجنب اتساع نطاق الصراع في المنطقة". ويرى مراقبون أن دول الخليج ستكون أكثر الدول المتضررة من نشوب نزاع واسع في منطقة الشرق الأوسط حيث ستتضرر امدادات النفط كما ستهدد التوترات الجهود التي يبذلها قادة الدول الخليجية لتحقيق مزيد من التنمية والرفاه لشعوب المنطقة. ويقول مراقبون أن أن دول الخليج تتشارك "إدراكًا عامًا بأنّ الصراع مضرّ للأعمال وأن تجنّب النزاع أصبح الآن أمرًا ضروريًا مهما كلّف الثمن" وكان وزراء خارجية الدول الخليجية خاصة السعودية اجروا اتصالات مع القوى العظمى بما فيها الولايات المتحدة والصين لنزع فتيل التوتر في المنطقة كما حثوا ايران وإسرائيل على تجنب التصعيد وضبط النفس. وتحدث أمير قطر الاثنين مع الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي عن "ضرورة خفض كافة أشكال التصعيد وتجنّب اتساع رقعة الصراع في المنطقة"، بحسب بيان للديوان الأميري. وكان رئيس الإمارات ناقش الأحد مع كلّ من امير قطر الشيخ تميم وملك الأردن عبدالله الثاني والعاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، "تطوّرات الأوضاع في المنطقة على وقع التصعيد غير المسبوق. وتحدّث ولي العهد السعودي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بحسب وزارة الخارجية السعودية. ومساء السبت، أطلقت إيران مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة تجاه إسرائيل، ردا على هجوم صاروخي استهدف القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق مطلع الشهر الجاري. ولم تتبن تل أبيب أو تنف رسميا مسؤوليتها عن هجوم دمشق، وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها، وبينهما عقود من العداء واتهامات بشن هجمات متبادلة. وشدد أمير قطر وولي العهد السعودي على "أهمية وقف إطلاق النار في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وصولا لتحقيق حل دائم ونهائي للقضية الفلسطينية، بما يحقق سلاما دائما وشاملا في المنطقة". بكين - قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي لنظيره السعودي  الأمير فيصل بن فرحان خلال مكالمة هاتفية إن بلاده مستعدة للعمل مع المملكة لتجنب المزيد من التصعيد في المواجهة الجارية بالشرق الأوسط حيث يرى مراقبون أن البلدين يمكن لهما لعب دور هام لإعادة الاستقرار نظرا لعلاقتهما بإيران وكذلك قدرة الرياض على التأثير في السياسات الأميركية لوقف أي تصعيد إسرائيلي في المستقبل. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) إن بكين تثمن تأكيد السعودية على حل مسألة الهجوم على السفارة الإيرانية في سوريا عبر السبل الدبلوماسية. ولعبت بكين دورا كبيرا في إعادة العلاقات بين طهران والرياض ويمكن وفق مراقبين ان تلعب دورا هاما الى جانب المملكة الدولة المؤثرة في الشرق الاوس لإحلال السلام وتجنيب المنطقة تداعيات حرب شاملة يرى مراقبون أنها تلوح في الأفق. وليست هنالك علاقات بين إسرائيل والسعودية فيما تعتقد ان العلاقات الصينية الإسرائيلية تمر بمرحلة من البرود بسبب مواقف بكين من الحرب في قطاع غزة. وأعلنت السلطات الصينية الثلاثاء أنّ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أكدّ لنظيره الصيني خلال مكالمة هاتفية رغبة طهران بـ"التهدئة" بعد قصفها غير المسبوق لإسرائيل. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" الحكومية أنّ أمير عبداللهيان أبلغ وانغ بموقف الجمهورية الإسلامية من الغارة الجوية التي دمّرت مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق وحمّلت طهران مسؤوليتها لإسرائيل. ونقلت الوكالة عن الوزير الإيراني قوله لنظيره الصيني إنّ مجلس الأمن الدولي "لم يقدّم الردّ اللازم على هذا الهجوم" وإنّ "لإيران الحقّ في الدفاع عن نفسها ردّاً على انتهاك سيادتها". وليل السبت الأحد أطلقت إيران على إسرائيل أكثر من 300 مقذوف شملت طائرات مسيّرة مفخّخة وصواريخ بالستية ومجنّحة، في هجوم غير مسبوق أكّد الجيش الإسرائيلي أنّه تمكّن بمساعدة أميركية خصوصاً من"إحباطه". وقالت طهران إنّ هذا القصف هو ردّ على غارة دمّرت مطلع نيسان/أبريل الجاري القنصلية الإيرانية في دمشق وتسبّبت بمقتل 16 شخصاً بينهم عناصر وقياديان في الحرس الثوري الإيراني. وأكّدت السلطات الايرانية أنّ الغارة التي استهدفت قنصليتها شنّتها إسرائيل. وخلال مكالمته مع نظيره الصيني أكّد عبداللهيان أنّ إيران لديها "الرغبة في ممارسة ضبط النفس" وليست لديها أيّ نية لتصعيد أكبر للتوترات. كما نقلت شينخوا عن الوزير الإيراني قوله إنّ الوضع الإقليمي "حسّاس للغاية". في المقابل، أكّد وانغ أنّ بكين "تدين بشدّة وتعارض بشدّة الهجوم" الذي استهدف القنصلية الإيرانية وتعتبره "انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي". ونقلت الوكالة عنه قوله "يبدو أنّ إيران قادرة على التعامل مع الوضع بشكل جيّد ومنع المنطقة من التعرض لمزيد من الاضطرابات، وفي الوقت نفسه حماية سيادتها وكرامتها". كما حذّر الوزير الإيراني نظيره الصيني، وفقاً للوكالة، من أنّ أيّ هجوم جديد ضدّ مصالح إيران أو أمنها سيؤدّي إلى ردّ فعل "حاسم وفوري وكبير"، مشيرة إلى أنّ هذا التحذير موجّه خصوصاً إلى واشنطن. ومنذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الأول، اندلعت اشتباكات بين إسرائيل والجماعات المتحالفة مع إيران في لبنان وسوريا واليمن والعراق.

مشاركة :