وسائل الإعلام الإماراتية تشيد وتبرز زيارة خادم الحرمين إلى مصر

  • 4/12/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أفردت الصحف ووسائل الإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة صفحاتها ومواقعها للحديث عن تفاصيل الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- إلى جمهورية مصر العربية، والتي استمرت على مدار خمسة أيام، وخرجت بنتائج مهمة على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، وأُبرمت خلالها اتفاقيات مهمة، أهمها إنشاء جسر بين المملكة ومصر على طول 10كم، والذي يربط بين عرب آسيا وعرب إفريقيا، والذي من المتوقع أن تبلغ عائداته 200 مليار دولار. وكذلك أشادت شخصيات إماراتية رسمية وشعبية بالزيارة المهمة والتاريخية، فقد أكد الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتية للشؤون الخارجية، أن زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر قوبلت بالترحيب في دول الخليج العربي والمنطقة. وذكر في حسابه على "تويتر"، قائلاً إن "الزيارة الناجحة لخادم الحرمين الشريفين لمصر قوبلت بالسعادة في الخليج العربي والمنطقة، الاستثناء على ما يبدو الإخوان وإعلامهم وإيران وإعلامها". من جانبه قال الدكتور علي بن تميم، الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب؛ "لقد صارت الرياض والقاهرة قلبين نبضهما واحد ولو اجتمع الإخوان والمتشددون فلن يستطيعوا تغيير النبض الواحد أبدًا، وعلى هذا الأساس، استكمل الملك سلمان بن عبدالعزيز الأسس المنهجية والخطط الواقعية وشرع في القضاء على التنظيمات الإرهابية المتسترة بالدِّين وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمين، من خلال مظلة قانونية وتم إطلاق قائمة بأسماء التنظيمات الإرهابية للمرة الأولى، وإذا كان الملك عبدالله قد فكك الخلايا الإخوانية والتنظيمات الدينية المتشددة، فإن الملك سلمان قد أجهز عليها، مطلقًا رصاصة الرحمة على الإرهاب والتشدد من خلال نموذج الشراكة الذي أطلقه من القاهرة". وأكد الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب أن لقاء خادم الحرمين الشريفين بشيخ الأزهر يُبطل مزاعم المتشددين، يدافع عن التنوع مقابل الأحادية، فالأزهر درة التسامح وتاج الانفتاح وجوهرة تاريخية تؤكد أن الاختلاف أفضل من التشابه، وما التشابه إلا جمود وتحجر، وما الوسطية إلا الطريق الأمثل لوضع الأسس الراسخة للتنمية والازدهار، وانطلاقاً من ذلك فإن لقاء الملك بالأزهر لا يبطل مزاعم الإخوان ضد الأزهر فحسب بل يبطل مزاعم السلفية المتشددة، ويدل على أن الأزهر في صميم رؤية الملك، وأنه شديد الاقتناع بخياراته الوسطية. وأشار الدكتور علي بن تميم إلى أن مصر كانت وما تزال، صغيرها وكبيرها، في قلب الملك سلمان النابض بحب مصر، ولا قلب مثل قلب مصر النابض بحب الملك سلمان، وقد قال الملك كلمته الفصل، مصر في القلب، والقلب لا ينبض إلا بها، وكل ما قيل إذن ليس إلا باطل الأباطيل وقبض الريح. واختتم بن تميم حديثه بالتأكيد على أن جسر الملك سلمان ليس رابطًا بين دولتين فحسب، وإنما بين قارتين، جسر جامع لعالميْن، وهو بلا أدنى شك قد شيد طريقاً بين زمنين: فهو جسر يعبره الذاهب إلى المملكة بما تحويه من مقدسات وبما لها من قيمة ودور وبما فيها من تنمية وتطور، ويعبره الذاهب إلى مصر الحضارة. أما صحيفة "البيان" الصادرة عن حكومة دبي فقد أكدت أن زيارة الملك سلمان إلى القاهرة بمثابة بوابة العرب لنظامهم الإقليمي، وتحمل مضامين كثيرة ورهانات كبيرة، وهي في نفس الوقت محبطة لكثيرين راهنوا على خلق تباعد سعودي مصري وتمادوا في التقارير والتسريبات لتأتي الكلمة الفاصلة من خلال هذه الزيارة التي وصفها وزير الخارجية المصري سامح شكري بأنها تاريخية. فالمملكة وفقًا للصحيفة لديها رؤية استراتيجية لوضع العالم ومستقبله وهي ترى في مصر المحور الأساس في الأمة العربية، وبالتالي فوجود رؤية مشتركة للعالم العربي وخارطة واضحة لحل مشاكله سيكون واحدة من الأجندات المهمة في هذه الزيارة الملكية. ونوّهت الصحيفة إلى أن الزيارة الملكية تحمل زخمًا مهمًا انعكس على اهتمام الشارع المصري بتفاصيلها. وينظر لها بشكل خاص سواء من الفعاليات الشعبية المصرية أو وسائل الإعلام التي تعاملت مع هذه الزيارة بشكل استثنائي. واتفقت معظمها أن مسار العلاقات سيأخذ شكلًا مختلفًا بعد هذه الزيارة. وعلى مدى تاريخ طويل كان محور الرياض - القاهرة هو صمام الأمان الذي يعمل من أجل العرب، وتأتي هذه الزيارة لتستعيد وهج هذا التجانس الثنائي ليس لمصلحة شعبي البلدين فحسب بل لمصلحة كل العرب. من جانبه قال القيادي والكاتب الفلسطيني الدكتور نبيل عمرو، عبر مقالٍ له بثه موقع "24" الإماراتي والذي يبث من أبوظبي؛ "إن الزيارة التي يؤديها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر، أنعشت في وعينا ذلك التطلع القديم وربما الأزلي لبلورة قوة عربية فعالة ندخل بها المعترك الدولي كرقم يستحيل كسره أو تجاوزه من قِبل أي جهة دولية بما في ذلك القطبين التقليديين روسيا وأمريكا". وأضاف عمرو؛ " لا يخفى على أي مراقب حجم التهديدات التي تواجهها الدولتان الكبيرتان، وكل منهما ينخرط بحجم أو بآخر في حروب تشكل مستقبلهما ومستقبل المنطقة العربية بأسرها، فإن العلاقات بين البلدين القطبين ينبغي الى جانب البعد التراثي والاخلاقي أن توثق باتفاقات ذات طابع استراتيجي تجسد وحدة غير شعارية، والاتفاقيات التي جرى توقيعها والتي هي فوق البنية التحتية التاريخية للعلاقات بين البلدين العربيين، تؤشر إلى نوع من الحداثة في طبيعة وأدوات العلاقات العربية - العربية، وما أعنيه هو أنه فيما مضى كان أساس العلاقات يقوم على نخوة ذات سمة أخلاقية وتراثية، فما أن تتعرض مصر مثلاً إلى عدوان حتى تهب السعودية لنجدة الشقيق، وحين تدخل مصر تحدي التنمية تكون السعودية أول الواصلين والمساهمين، ولقد بلغ الامر في مرحلة تاريخية معينة أن تقود السعودية انقلابًا جريئًا على معادلة النفط والغرب، وكلفها ذلك ما كلفها من أثمان دُفعت بلا تردد تحت بند التضامن مع الشقيق". من جانبٍ آخر ذكر الكاتب الإماراتي علي سيف النعيمي، أن مصر في هذه الأيام تعيش فرحة استثنائية، بالزيارة التارخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والتي تأتي في وقت حرج، وتقدم جوابًا مريحًا لكل المحبين للشعب المصري، بأن سلمان الحزم يقف مع مصر في وقتها الحرج، ويدعمها معنويًا، وماديًا، ويسعى مع زعيمها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لاستعادة العافية لروح الاعتدال العربي كله. وركّز النعيمي على ضرورة الاستثمار في سيناء، ومحاولة مساعدة مصر للتغلب على داء الإرهاب، المتطرف الذي يستغل الفقر، ويستغل المطالب بالتنمية، وهنا فإن الإسراع في عون مصر في هذا الجانب، يتأتى منه الكثير، وهنا تجدر الإشادة بالمبلغ المرصود حسب المسؤولين السعوديين لقرض يعين مصر على التنمية في سيناء، بمبلغ مليار ومئتي مليون دولار، وهو مبلغ يحتاج لاستكمال للتنمية، وسيناء معروفة بأن فيها فرص استثمارية في مجال الغاز والبترول والسياحة، ستعود على الجميع بالخير. وشدد النعيمي على أن دعم الأزهر الشريف، وترسيخ مكانته، يجعلنا على قدرة كبيرة، في مجال حربنا ضد التطرف والإرهاب، فالأزهر وما يمثله من وسطية، هو المبتغى، وما أجمل الأخبار الي تقول أن شارع الأزهر تجمّل استعداداً لزيارة الملك سلمان له، وهذا يجعلنا نحلم بتقدم كبير، في مجال دعم الوسطية، والتواصل بين كل أهل القبلة، والتحالف، لتوحيد الكلمة، وتقريب وجهات النظر الدينية، بما يعود بالمصلحة على عامة المسلمين. خاصة وأن السعودية تكفلت بترميمات في الجامع الأزهر، تعكس هذه الروح الطيبة. من جانبه قال الكاتب محمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الصادرة من أبو ظبي؛ «عندما يتفق جناحا الأمة العربية سيكون العرب بخير، وعلى خير، وإلى خير، وعندما تعمل مصر والمملكة يدًا بيد، وتتجاوزان كل الصغائر، فهذا يعني أن «الخير مقبل»، وأن المستقبل سيكون أفضل، وأن العرب سيتمكنون من التقدم إلى الإمام، وأن الحاقدين سيبقون في الخلف يندبون حظهم، ولا يفعلون غير البكاء على لبنهم المسكوب. واضاف الحمادي؛ «كما كانت زيارة الملك سلمان التاريخية لمصر مزلزلة لإيران والإخوان، فإن كلمته أمام مجلس النواب المصري مدوية، وهو يؤكد أن الخطر الأول الذي يواجهنا هو الإرهاب، وكذلك، وهو يطالب بالعمل الجماعي من أجل محاربة الإرهاب». وأكد رئيس تحرير صحيفة الاتحاد أن «الشرفاء في الوطن العربي هم السعداء بهذه الزيارة، وبما حققته من نتائج سياسية وأمنية واقتصادية واستراتيجية، وعلى رأس تلك الإنجازات، الاتفاق على إنشاء مشروع جسر الملك سلمان الذي سيربط مصر بالمملكة، وعلى الرغم من إدراك الجميع أن هناك تحديات حقيقية تواجه هذا المشروع، فإننا نتمنى هذه المرة، وفي هذه الظروف الدقيقة والحساسة أن يتم تنفيذ المشروع وفي أقرب وقت، فقيمته المعنوية أكبر بكثير من قيمته المالية والاقتصادية، فالشعب العربي بحاجة اليوم إلى بريق أمل يعيد له ثقته بنفسه، وهو بحاجة إلى خطوات عملية من قياداته لتخفيف الضغط والمعاناة التي يعيشها، وهو بحاجة إلى الشعور بالتقدم خطوة إلى الأمام في ظل الإحباطات الكثيرة التي يعانيها، وفي جو الإرهاب المتنامي في المنطقة، وفي هذا المشروع من الرموز ما يربط العرب ببعضهم بعضاً، وفيه ما يتحدى فيه العرب أعداءهم».

مشاركة :