يعترض رجل قوي البنية طريق الشابة المكسيكية فابيولا رافعاً سلاحاً نارياً بوجهها، لكنها ببضع حركات رشيقة تلوي ذراعه وتنتزع السلاح من يده. فهذه الطالبة في كلية التمريض تتدرب منذ خمس سنوات على رياضة «تانغسودو»، وهي لعبة قتالية كورية، في ناد يقع في أحد الشوارع الفقيرة من إيكاتيبيك في ضاحية مكسيكو. ويعيش في هذه المنطقة 1,6 مليون نسمة، وهي تتنافس في أعلى نسبة من الجرائم ضد النساء مع مدينة سويداد خواريث الشهيرة مسرح الحروب الطاحنة بين عصابات المخدرات عند الحدود مع الولايات المتحدة. وكل أسبوع، يعثر على جثث لنساء في التلال المجاورة أو في قنوات الصرف الصحي. وبعدما فقد الكثيرون الأمل بأن تتمكن الشرطة من حمايتهم، قرر عدد من النساء أن يدافعن عن أنفسهن وأن يواظبن على تعلم الفنون القتالية في واحد من النوادي المتخصصة في هذه الفنون، مثل نادي «إكستريم مارشال آرتس». تتعلم المتدربات هنا الدفاع عن النفس و «ألا يلفتن الانتباه فيما هن يراقبن كل شيء»، وفق فابيولا، التي فقدت إحدى قريباتها في جريمة قتل. وتقول هذه الفتاة الحائزة حزاماً أخضر في لعبة تانغسودو: «في المدرسة كنت أرى فتيات يخطفن، فقررت أن أدافع عن نفسي». وتلفت أسوكينا سيسنيروس رئيسة جمعية «مستيساس» التي تناصر المساواة بين المواطنين، إلى أنه «إذا كانت سويداد خواريث ترهب العالم، فضاحية إيكاتيبيك ترعبنا نحن». وتشير الأرقام الرسمية إلى أن 47 في المئة من الإناث في المكسيك فوق سن الخامسة عشرة تعرضن لشكل من أشكال العنف في حياتهن.
مشاركة :