تعرية الأسرى وإرغامهم على تقبيل الأحذية المقابر الجماعية.. قصص ستروى لأجيال تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حربها الدامية والمدمرة على قطاع غزة لليوم الـ195 على التوالي، وسط استمرار الغارات والاشتباكات في عدة محاور، هاجم فيها جيش الاحتلال أكثر من 40 موقعا في القطاع. كما قصفت طائرات الاحتلال مصنعا للأدوية شرق مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، وتتوغل آلياته العسكرية في محيط المكان، وسط أعمال تجريف. ولليوم السابع على التوالي، يشهد مخيم النصيرات وسط القطاع قصفا صاروخيا ومدفعيا متواصلا، حيث تتقدم جرافات ودبابات إسرائيلية في محيط محطة توليد الكهرباء شمال المخيم، وتقوم بأعمال تجريف أراضٍ بالقرب من محطة تحلية المياه شمال المخيم. كما دمر جيش الاحتلال معظم الأبراج والمنازل السكنية الواقعة في أرض المفتي، وأطراف المخيم الجديد شمال النصيرات وسط قطاع غزة، والعملية العسكرية ما زالت مستمرة حتى اللحظة. وجنوب قطاع غزة، انتُشلت جثامين 7 شهداء من بينهم 4 أطفال، عقب استهداف صاروخي إسرائيلي منزلاً يعود لعائلة أبو الهنود بمخيم يبنا وسط مدينة رفح. وأضاف أن "جيش الاحتلال قام بإنشاء مركز تحقيق ميداني خلف المدرسة وطلب من الجميع الخروج تحت تهديد السلاح، وأُجبرت النساء على خلع الحجاب، وتم تجريد الرجال من الملابس الخارجية". ووثق المرصد الأورومتوسطي شهادات لسكان مخيم النصيرات، أفادوا فيها بسماعهم أصوات بكاء متكررة لأطفال رضع، وصراخ نساء في وقت متأخر من ليلتي الأحد والاثنين الماضيتين، قبل أن يخرج بعضهم باحثين عن مصدر الصوت لتقديم المساعدة، ليتم قنصهم. وبعد قنصهم، وفق الشهادات، تبين لاحقا أن ما سمعوه كانت أصواتا مسجلة تبثها مسيّرات "كوادكابتر" التابعة لجيش الاحتلال، لدفعهم إلى الخروج من منازلهم إلى الشوارع، واستدراجهم لاستهدافهم بشكل مباشر بالقنص. وبحسب الشهادات التي وثقها المرصد، فإن الأسلوب تضمن بث أصوات إطلاق نار، واشتباكات مسلحة، ودوي انفجارات، فضلا عن حركة آليات عسكرية، وفي أوقات أخرى بث أغان باللغتين العبرية والعربية، بغرض الترهيب النفسي لدى المدنيين، الذين يعيشون في الظلام الدامس ليلا، وصعوبة الاتصالات والتواصل مع العالم الخارجي. تغيير الوضع القائم بالأقصى كشفت وسائل إعلام عبرية، أن ما يسمى "وزير الأمن القومي" اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، يخطط لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، بهدف السماح للمستوطنين اليهود بالصلاة في المسجد على غرار المسلمين. وقالت /هيئة البث الإسرائيلية/ الرسمية، إن "وزارة الأمن القومي والتي يترأسها بن غفير، أدرجت في خطة عملها السنوية، هدفا يشكل سابقة مثيرة للجدل وهو تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى". وأضافت أن هناك نية أخرى لذات الوزارة، وهي اتخاذ تدابير تكنولوجية تحت تصرف الشرطة في محيط الأقصى، وهو الأمر الذي أثار في الماضي معارضة قوية من مديرية الأوقاف الإسلامية بالقدس التابعة للأردن، بل وأدى إلى احتجاجات وصدامات عنيفة ضد شرطة الاحتلال التي حاولت نصب بوابات إلكترونية عند مداخل المسجد. وأشارت إلى أن "مواقف بن غفير من المسجد الأقصى معروفة منذ سنوات، ولكن بطريقة غير مألوفة تحولت هذه المواقف إلى هدف رسمي للوزارة التي يتولاها". وأوضحت أن من بين الأهداف المحددة في خطة العمل لعام 2024، "تعزيز الحكم الإسرائيلي في المسجد الأقصى، وتوفير الحقوق الأساسية ومنع التمييز والعنصرية في المسجد"، وفق زعم /الإذاعة/. وأشارت أن المهام المحددة في خطة العمل لوزارة الأمن القومي هي "توسيع العنصر التكنولوجي المساعد للشرطة وتعزيز تشكيلاتها في المسجد الأقصى". هدم منازل شرق الخليل هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منزل أسيرين فلسطينيين في بلدة بني نعيم شرق الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة. وقالت مصادر محلية، إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال، ترافقها آليات ثقيلة، اقتحمت البلدة، وحاصرت منزل الأسيرين محمود علي زيدات، وأحمد علي زيدات، وسط البلدة، ومنعت الصحفيين والمواطنين من الحركة، قبل أن تشرع بهدمه. وتتهم قوات الاحتلال، الأسيرين بتنفيذ عملية فدائية في مستوطنة "رعنانا" شمال "تل أبيب"، والتي أسفرت عن مقتل مستوطنة وإصابة 18 آخرين في يناير الماضي. واقعٌ مرّ داخل السجون يحلّ يوم الأسير الفلسطيني هذا العام على 9500 أسير وأسيرة، يقضون حياتهم في سجون الاحتلال، بظروفٍ مأساوية وعصيبة دون أن يُسَمع صوتهم؛ بفعل الانتهاكات الإسرائيلية التي أخذت شكلًا انتقاميًا متصاعدًا، بتعليمات من ما يسمى وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير. فمنذ الحرب الوحشية المدمرة على قطاع غزة، تتعرض الحركة الأسيرة إلى هجمة غير مسبوقة لتحقيق ما عجزت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة عن تحقيقه، وفق ما جاء في بيان صادر عن مؤسسات الأسرى. وتؤكد مؤسسات الأسرى، أنّ الشهور الستة الماضية هي الأشد والأقسى في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية من حيث مستوى كثافة التعذيب والتنكيل والإجراءات الانتقامية التي فرضت على الأسرى داخل السجون، ومست بمصير الآلاف منهم. لقد شكّل تاريخ السابع اكتوبر 2023 محطة فرضت تحولات جذرية على واقع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، وانعكس ذلك تلقائيا على كافة المعطيات التي تتعلق بهذه القضية، وعلى كافة الأصعدة وذلك في ضوء العدوان الشامل على الشعب الفلسطيني وأسراه، واستمرار الإبادة الجماعية بحقّ الفلسطينيين في غزة . وعلى مدار تلك الفترة نفّذت أجهزة الاحتلال بمستوياتها المختلفة، جرائم مروعة بحقّ الأسرى، أدت إلى ارتقاء 16 أسيرًا جرّاء عمليات التّعذيب والممنهجة، والجرائم الطبيّة، وسياسة التجويع، إضافة إلى جملة من الانتهاكات وعمليات التنكيل والاعتداءات التي طالت الأسيرات والأسرى منهم الأطفال وكبار السّن والمرضى. وبالإضافة إلى ما تم الإعلان عنه من الشهداء الأسرى والمعتقلين، فإن قضية معتقلي غزة تبقى حبيسة لجريمة "الاختفاء القسري" التي فرضها الاحتلال عليهم منذ العدوان، حيث تعرض الآلاف من الفلسطينيين للاعتقال خلال عمليات الاجتياح البري لغزة، منهم نساء وأطفال ومسنين ومرضى، حيث يواصل الاحتلال رفضه الإفصاح عن أي معلومات واضحة عن معتقلي غزة الذين ما زالوا رهن الاعتقال في السجون والمعسكرات. وهنا نشير إلى مجموعة من التقارير الذي كان إعلام الاحتلال قد كشف من خلالها مجموعة من المعطيات المروعة، كان أبرزها استشهاد 27 معتقلًا من غزة داخل المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال. وفي ضوء عشرات الشهادات التي تابعتها المؤسسات المختصة لمعتقلين وأسرى داخل السجون وممن أفرج عنهم لاحقًا، وما عكسته عن مرحلة هي الأشد والأقسى في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية من حيث مستوى كثافة التعذيب والتنكيل والإجراءات الانتقامية التي فرضت على الأسرى داخل السجون، ومست بمصير الآلاف منهم. الأسرى في أرقام يقبع حاليًا في سجون الاحتلال أكثر من 9500 معتقل، منهم 80 أسيرة، وأكثر من 200 طفل موزعين على سجون "مجدو، وعوفر، والدامون"، وفق المعطيات التي نشرتها مؤسسات الأسرى بمناسبة يوم الأسير. فيما شهد عدد المعتقلين الإداريين ارتفاعًا ملحوظًا حيث وصل حتى بداية إبريل إلى أكثر من 3660 معتقلًا، من بينهم 22 من النساء، وأكثر من 40 طفلا. أما عدد الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال، فقد بلغ 56 صحفيا، منهم 45 اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر، وما زالوا رهن الاعتقال، من بينهم 4 صحفيات. وتشير المعطيات إلى أنّ عدد المعتقلين القدامى بلغ بعد استشهاد الأسير المفكر وليد دقة 21 معتقلا، أقدمهم المعتقل محمد الطوس من بلدة الجبعة بمحافظة بيت لحم، المعتقل منذ عام 1985. وهناك من بين الأسرى 600 معتقل يمضون أحكامًا بالسجن المؤبد مدى الحياة، لمرة واحدة أو لمرات عدة، وهنا المؤبد مفتوح، ومن دون تحديده بسنوات كما هو متعارف عليه في دول العالم، ويُعتبر الأسير عبدالله البرغوثي الأعلى حكماً، إذ صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد 67 مرة، يليه إبراهيم حامد 54 مؤبدا. الأسرى الشهداء وفي حضرة يوم الأسير، نستحضر أرواح وحكايات 252 أسيرًا ارتقوا شهداء بعد الاعتقال منذ سنة 1967، جرّاء التعذيب والإهمال الطبي المتعمد والقتل بعد الاعتقال، هذا بالإضافة إلى مئات آخرين توفوا بعد خروجهم من السجن، متأثرين بأمراض ورثوها من السجون. من بين هؤلاء الشهداء 16 أسيرًا ارتقوا داخل السجون منذ السابع من أكتوبر، فيما تؤكد مؤسسات الأسرى أنّ هذا العدد لا يشمل كافة شهداء الحركة الأسيرة، في ظل استمرار إخفاء هويات غالبية شهداء معتقلي قطاع غزة الذين ارتقوا في معسكرات تابعة لجيش الاحتلال. أما عدد الشهداء المعتقلين المحتجزة جثامينهم فقد بلغ 27 شهيدًا، أقدمهم الشهيد أنيس دولة المحتجز جثمانه منذ عام 1980. الأسرى.. تعذيبٌ وانتقام واقع التعذيب المأساوي، والإهانة، وسوء المعاملة، التي يتعرض له الأسرى في السجون وتضاعفت بعد السابع من أكتوبر، وثقتها المؤسسات الحقوقية نقلًا عن شهادات الأسرى المفرَج عنهم سواءً كانوا من الضفة أو قطاع غزة. ومن أبرز وسائل التعذيب بحق الأسرى، هي تغطية الوجه والرأس، والشبح، وهو وقوف أو جلوس المعتقل في أوضاع مؤلمة لفترة زمنية طويلة، وغالبًا ما يتم إجلاس المعتقل على كرسي صغير لا تتجاوز قاعدته 25سم × 25سم، وارتفاعه حوالي 30سم وتقيد يديه إلى الخلف. وشملت أساليب التعذيب والإهانة، الحرمان من النوم، والحبس في غرفة ضيقة أو إبقاء الغرف دون زجاج أو نوافذ، وسحب الأغطية والملابس، والضرب المبرح، والتهديد بإحداث إصابات وعاهات، وتوفير نوعية رديئة وقليلة من الطعام أدّت إلى مشاكل صحية لدى الأسرى ونزول أوزانهم بشكل كبير، تعريضهم لصعقات كهربائية، والحرق أحيانًا بمياه مغليّة.وعمد السجانون الإسرائيليون، الحط من كرامة الأسير الفلسطيني، إذ يرغم الأسير على القيام بأمور من شأنها الحط من كرامته، مثل إرغامه على تقبيل حذاء المحقق، وتعريته تعرية كاملة، مطالبته بالنباح قبل إعطائه وجبات الطعام، أو إجبارهم على ترديد أغان تمجد الاحتلال الإسرائيلي. إلى جانب ذلك كله، حصلت "مؤسسات الأسرى" على شهادات وإفادات من الأسرى الذكور حول تعرضهم لاعتداءات جنسية خطيرة ومنها الضرب المبرح على أماكن حساسة في الجسد، ومحاولات وتهديدات بالاغتصاب، والتفتيش العاري المذل، إضافة إلى شهادات من أسيرات حول تعرضهنّ لتهديدات بالاغتصاب، وتحرشات، بما فيها تحرشات لفظية.
مشاركة :