فاحش

  • 1/9/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

المزاج السياسي السوري مزاج صعب ومتقلب، يصنع ما يشاء وفق أهوائه ومبتغاه وأهدافه، ويفني ما يشاء إن اقتضت الحاجة إلى أهوائه وما الذي يتفق مع مصالحه سياسياً أو عسكرياً، وما الذي يتنافى مع مصالحه، حتى لو كان ذلك على حساب دمار شعبه وبنيته التحتية وتفتيت المجتمع إلى أشلاء، بل وصل الأمر حتى إلى استخدام السلاح الكيماوي. فالمراقب للوضع منذ انطلاق الثورة السورية يلاحظ استماتة تسويق النظام السوري في بادئ الأمر حكاية الجماعات الإرهابية المتطرفة، وتشويه صورة الثورة وحرف مسارها والالتفاف عليها سياسياً، في محاولة لإقناع المجتمع الدولي بما يخشاه، ولكن حينما شعر أن العالم والمجتمع الدولي لم تنطلِ عليه تلك اللعبة وأدرك مأزقه، استعان بما يسمى (داعش) المشتقة من تنظيم القاعدة، التي تقدم الخدمات مجاناً لكل عمل تدميري وناسف للبشرية والإنسانية لتنقذه من هذا المأزق الحرج، وجاءت تلك الـ(داعش) تلبية لصيحة واستغاثة النظام، التي مع الأسف مازال يقتنع بعض السذج بأنها جماعة جهادية جاءت لنصرة الشعب السوري لتنتشله من ديكتاتورية نظامه وتنصره على طاغيته، بينما ما يحدث عكس ذلك، داعش تقف في صف النظام ضد الثوار، وتقدم له الفرص على طبق من دماء ونار، التي وقودها هؤلاء الشباب ممن ذهبوا بدافع حماسي وغيرة على الإسلام، الذين تلقفتهم أيادي التحريضيين والتكفيريين وبدأوا يشحنونهم دينياً وعقائدياً ويؤدلجونهم للذهاب إلى الجهاد والانضمام إلى داعش كأدوات انتحارية من أجل الثراء الفاحش!

مشاركة :