يبحث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال زيارته الرسمية إلى تركيا تلبية للدعوة الموجهة من الرئيس رجب طيب أردوغان، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما سيترأس خادم الحرمين الشريفين وفد المملكة إلى القمة الإسلامية الـ13 لمنظمة التعاون الإسلامي، التي ستعقد في إسطنبول يومي 7 و8-7-1437هـ. وتشهد العلاقات بين البلدين تنامياً مستمراً وتوافقاً في معظم المواقف حيال قضايا المنطقة والعالم، فيما يعود تاريخ هذه العلاقات إلى عام 1929، إثر توقيع اتفاق الصداقة والتعاون بين البلدين في العام السابق له. وأرست الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين - بحسب وكالة الأنباء السعودية - قواعد هذه العلاقة ودعمتها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية كافة. ففي المجال السياسي تتسم مواقف البلدين بالتنسيق والتشاور وتبادل الآراء في ما يخص القضايا التي تهم البلدين وتخدم مصالح الأمة الإسلامية سواء عن طريق الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين أم داخل الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية. وأولى البلدان بوصفهما جزءاً لا يتجزأ من الأمة الإسلامية قضاياها جل اهتمامهما من منطلق إيمانهما بعدالة هذه القضايا، وفي مقدمها القضية الفلسطينية وما يقومان به من جهود مكثفة لنصرة الشعب الفلسطيني وللوصول إلى تسوية عادلة للنزاع العربي الإسرائيلي، وكذلك دورهما الفاعل في منظمة التعاون الإسلامي لكل ما فيه خدمة الإسلام والمسلمين. ويتفق موقف البلدين في مواجهة آفة الإرهاب بكل صوره وأشكاله ويدعوان دائماً إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل. سجل الزيارات المتبادلة بين القيادتين سجلت الزيارات المتبادلة بين القيادتين السعودية والتركية دليلاً ساطعاً على قوة العلاقات ومتانة وشائجها، وشهدت التوقيع على عدد من الاتفاقات بين البلدين في مختلف المجالات. ففي إطار الزيارات المتبادلة بين الجانبين استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حينما كان ولياً للعهد في 27 كانون الثاني (يناير) 2013 في الرياض وزير الخارجية التركي البروفيسور أحمد داود أوغلو، والوفد المرافق له. كما قام في 21 أيار (مايو) 2013، حين كان ولياً للعهد بزيارة رسمية إلى تركيا التقى خلالها الرئيس التركي السابق عبدالله غول، وعقدا اجتماعاً استعرضا فيه العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين في مختلف المجالات، وحضرا توقيع اتفاق التعاون الصناعي الدفاعي بين البلدين الذي وقعه من الجانب السعودي الأمير سعود الفيصل رحمه الله، ومن الجانب التركي وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. وفي اليوم ذاته، اجتمع الملك سلمان بن عبدالعزيز (ولي العهد آنذاك) في أنقرة مع وزير الدفاع التركي عصمت يلماز، ووزير الخارجية التركي البروفيسور أحمد داود أوغلو كل على حدة. وفي 22 أيار (مايو) 2013 قام الملك سلمان بن عبدالعزيز، بزيارة إلى رئيس الوزراء التركي (آنذاك) رجب طيب أردوغان في مقر رئاسة الوزراء في أنقرة، وعقدا اجتماعاً بحثا خلاله عدداً من المواضيع. وفي الثاني من آذار (مارس) 2015 عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في الرياض جلسة محادثات رسمية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جرت خلالها مناقشة آفاق التعاون بين البلدين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك ومجمل الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية. وفي 17 حزيران (يونيو) 2015 استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في جدة وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، والوفد المرافق له. وفي 12 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى تركيا على رأس وفد المملكة للمشاركة في قمة قادة دول مجموعة الـ20 التي عقدت بمدينة أنطاليا، حيث التقى خلال القمة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزعماء دول المجموعة. وفي 15 نوفمبر من العام ذاته التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في أنطاليا رئيس وزراء تركيا البروفيسور أحمد داوود أوغلو، على هامش أعمال قمة المجموعة. وفي 29 كانون الأول (ديسمبر) 2015 استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الرياض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعقدا جلسة محادثات رسمية جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية وبحث آفاق التعاون بين البلدين، إضافة إلى مناقشة تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية. اتفاقات للتعاون في المجالات كافة بين البلدين شهد التعاون بين المملكة وتركيا في المجال الاقتصادي منذ توقيع اتفاق التعاون التجاري والاقتصادي والفني 1973، تطوراً ونمواً مستمراً ارتفع معه حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مستوى كبير. وتشكلت على ضوء الاتفاق لجنة سعودية - تركية مشتركة. وأعلنت الحكومتان العزم الأكيد على توثيق العلاقات الاقتصادية، وعقدتا مجموعة من الاتفاقات الثنائية شكلت الإطار القانوني المناسب لهذه العلاقات. وتمثل التطور في العلاقات الاقتصادية في تبادل الزيارات والمعارض، وإنشاء الشركات المشتركة وارتفاع مستوى التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين. وفي المجال الثقافي تأكدت الرغبة المشتركة للبلدين في التعاون الثقافي وتبادل الزيارات من خلال اتفاق التعاون الثقافي في 1976، وإقامة الأيام الثقافية السعودية في تركيا التي تضمنت صوراً حية لواقع المملكة الثقافي والأدبي والفني تجسدت من خلال المعارض والمحاضرات والأمسيات والحفلات والعروض الفنية. وأعطت الأيام الثقافية السعودية في تركيا انطباعاً جيداً عن الثقافة السعودية، وتركت صورة طيبة للغاية عن السمات المشتركة لشعبين مسلمين يلتقيان في عناصر عدة، منها الدين والتاريخ والمصير المشترك وكانت نقطة انطلاق لتعزيز وتنشيط وتعميق التبادل الثقافي بين البلدين. كما يفد إلى المملكة سنوياً أكثر من 250 ألف تركي لأداء مناسك الحج والعمرة، فيما تستضيف المملكة نحو 100 ألف تركي يعملون في مختلف المجالات ويشاركون في تنمية الوطن وإعماره.
مشاركة :