الرعي الجائر يقتل النباتات ويمهد الطريق لزحف التصحر

  • 1/9/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تكتسي المناطق البرية في المملكة عقب سقوط الأمطار ببساط أخضر من الأعشاب والنباتات وتقدم فرصة سانحة لأصحاب المواشي والإبل لرعي مواشيهم على مدار الساعة في ظل غياب تشريعات الرعي وسرعة نقل المواشي من منطقة إلى أخرى بحثا من المناطق كثيفة العشب، وضعف رقابة الجهات المعنية مما أسهم في فناء المراعي وتحوليها إلى مناطق جرداء يسودها التصحر والجفاف. «المدينة» طرحت القضية على عدد من المواطنين والمهتمين الذين طالبوا بحماية المراعي الطبيعية بإيجاد تشريعات تنظم عملية الرعي وتفعيل الضوابط المنظمة لها للحد من تأثيراتها السلبية على البيئة وإعطاء المساحات العشبية الفرصة للنمو كونها تحتاج إلى وقت طويل كي تعود إلى طبيعتها وتستعيد توازنها . كما طالبوا بالوقوف الميداني على الوضع المتردي للمراعي، وايجاد حلول للحد من التصحر، فيما أكدت وزارة الزراعة من جانبها وجود ضوابط جديدة لتنظيم عملية الرعي. فناء المراعي ويقول عمر السابطي: إن فناء المراعي والنباتات البرية أسهم في تكون الكثبان الرملية فهي مصدر قلق لكثير من سكان المناطق الساحلية بمحافظة القنفذة، وتوجد على امتداد الطريق الساحلي، وهي كفيلة بتغيير ملامح البيئة المحيطة في ظل زيادة الزحف الرملي وطمر الطرق والمنازل. ورغم ما تشهده المملكة من تغير في المناخ خلال موسم الربيع من هطول للأمطار على مختلف أرجائها حيث ينبت الزرع وتوشح الأرض باللون الأخضر، إلا ان الرعي الجائر قضى على تلك النباتات وأصابها بالفناء وطالب السابطي بتدخل الجهات ذات العلاقة للحد من الرعي الجائر وتحديد مناطق وأوقات محددة. وفي السياق قال علي الناشري: ان المحافظة تشهد في مثل هذه الفترات من العام كثافة في الرعي في مكان واحد ولا يترك أصحاب المواشي فرصة للنباتات البرية والأعشاب لتنمو ويكتمل نموها وتزداد كثافتها وهذا ما يؤدي الى القضاء على أصل النبتة وانقراضها. ضرورة التنظيم من جانبه طالب حسين السلامي بتنظيم عملية الرعي ومدته وتخصيص أماكن لذلك خارج النطاق العمراني للحفاظ على الغطاء النباتي والرقعة الخضراء لوقف الزحف الرملي. وأضاف بركات السلامي وابراهيم الزاحمي ان الرعي العشوائي المتلاحق أسهم في فناء المناطق الرعوية والرقعة الخضراء فلم يعد هناك مكان للتنزه للعائلات للاستمتاع بالأجواء الربيعية والمناطق العشبية مؤكداً أن الرعي الجائر يتسبب في تصحر الأراضي وزيادة رقعة الجفاف. أما حمزة الحسن العلوي وشامي عطية فقالا ان أصحاب الماشية يستغلون موسم الربيع للرعي في المناطق البرية خاصة مع ارتفاع اسعار الاعلاف، لكن معظمهم لا ينتظر حتى يكتمل نمو النباتات ما يساعد على التصحر. كما قال أحمد العلوي: ان المشكلة تكمن في توافد كثير من الرعاة من خارج المحافظة فتطور وسائل نقل الحيوانات أسهم في تتبع المناطق الخضراء فتجد أن أصحاب المواشي يعمدون إلى نصب مخيمات لهم في مناطق العشب ويطلقون مواشيهم فيها لتشكل إحدى صور الرعي الجائر وتجفيف الأراضي. تأثير أسعار الأعلاف من جانبه اعترف أحد الرعاة ان ما يدفعهم للرعي وتتبع المناطق الخضراء هو الارتفاع في أسعار الشعير والأعلاف، وأضاف ان سبب استعجالهم بالرعي قبل إثمار البنات يعود إلى أن بعض هذه الثمار تضر بالمواشي. استيراد الأغنام وفي السياق طالب كل من يحيى عبدالكريم ومحمد الفلاحي بتدخل الجهات ذات العلاقة خاصة وزارة الزراعة لوضع تشريعات للحد من الرعي الجائر وفرض لائحة غرامات تحد من ذلك وتحافظ على البيئة الرعوية مع تحديد فترات للرعي على مدار العام للمحافظة على البيئة النباتية. أما أحمد بن ناصر فيرى أن غياب نظام واضح للرعي في المملكة أسهم في تفاقم مشكلة الرعي الجائر، مضيفاً أن استيراد الأغنام من الخارج زاد من حالات الاعتداء على المراعي مما حول المناطق العشبية إلى صحراء جرداء. مقترح إنشاء إدارة للمراعي من ناحيته اعتبر المهندس الزراعي علي حسين مغربي أن الحل الأمثل لحماية المراعي في المملكة يتمثل في تخصيص إدارة متخصصة بوزارة الزراعة تعمل على إصدار تشريعات محددة ويكون لها فروع في المناطق والمحافظات تستهدف الحفاظ على تلك المراعي ومنح الإدارة ميزانيات وصلاحيات تمكنها من القيام بدورها الميداني لحماية المراعي وتنظيم استغلالها وتوفير الإمكانات اللازمة لها. أما المهندس الزراعي حسين يحيى السيد فأكد ان من اسباب تدهور المراعي في المملكة القيام بعمليات الرعي الجائر الذي يؤدي إلى حرمان الأراضي من حشائشها والإفراط الذي يحمل المرعى أعداداً من المواشى لا تتوافق مع طاقته، وبالتالي يحدث تدمير سريع للغطاء النباتي في منطقة الرعي وتضعف القدرة على تعويض النبات وتحدث تعرية للتربة لأن الكثرة الحيوانية في هذه المناطق محصلة طبيعية لما يسيطر على اصحاب المواشي من تقاليد ومفاهيم خاطئة تدعوهم لزيادة عدد مواشيهم في المناطق الرعوية دون اعتبار لأي عوامل اخرى كحساب طاقة المرعى، مما يضاعف من حجم المشكلة ويؤدي الى التصحر بالاضافة لموت بعض النباتات قبل ان تنشر بذورها لتنبت في السنة التالية. رأي الزراعة من جهته أكد مدير فرع وزارة الزراعة بمحافظة القنفذة محرق بن صديق الخالدي أن هناك ضوابط جديدة وتشريعات لدى الوزارة لتنظيم عمليات الرعي وحماية المناطق الرعوية للحد من عمليات الرعي الجائر لافتاً إلى ان الامر يتطلب تضافر عدة جهات للحد منه. المزيد من الصور :

مشاركة :