مقالة خاصة: الولايات المتحدة "أس" الفوضى في الشرق الأوسط

  • 4/18/2024
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في وقت يشهد فيه العالم تدهورا حادا في المشهد الأمني في الشرق الأوسط، قال رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون إنه سيحاول دفع مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل. جاء إعلان جونسون بعد وقت قصير من شن إيران هجوما بمسيرات وصواريخ ضد إسرائيل ليلة السبت ردا على غارة جوية دمرت القنصلية الإيرانية في سوريا. وأشار محللون إلى أن واشنطن لا تزال "تصب الزيت على النار" في وقت تدفع فيه التوترات المتصاعدة منطقة الشرق الأوسط إلى حافة حرب إقليمية شاملة، وهو سيناريو كارثي لن يخرج منه طرف رابحا، محملين الولايات المتحدة المسؤولية عن الصراعات المستمرة والفوضى التي تشهدها المنطقة. -- نفاق ومعايير مزدوجة بعد الهجوم الإيراني بالمسيرات والصواريخ على الأراضي الإسرائيلية، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الولايات المتحدة لن تشارك في الهجوم المضاد ضد إيران. كما ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أن إدارة بايدن تبذل كل ما في وسعها لمنع التصعيد في الشرق الأوسط. ومع ذلك، قال المحللون إن لهجة واشنطن وإيماءاتها الهادئة لا تشكل تهدئة حقيقية على الإطلاق، مشيرين إلى حقيقة تزويدها إسرائيل بالدعم العسكري المستمر منذ بدء الجولة الحالية من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي في أكتوبر الماضي، وغضها الطرف عن محنة سكان غزة، وعرقلتها المتكررة للجهود التي يبذلها مجلس الأمن الدولي لتمرير قرارات تدعو إلى وقف إطلاق النار. وقال تريتا بارسي، وهو المؤسس المشارك ونائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي لفن الحكم المسؤول، وهو مركز أبحاث مقره الولايات المتحدة، في تغريدة على موقع ((إكس)) "إذا كنت تمنح بايدن الفضل (بجدارة) في المساعدة في منع سقوط المنطقة من الهاوية ... يجب عليك أيضا أن تمنحه الفضل في المساعدة في جلب المنطقة إلى حافة الهاوية في المقام الأول لرفضه كبح جماح إسرائيل ومنع وقف إطلاق النار". وأضاف بارسي أن نهج بايدن يسمح لإسرائيل بأقصى قدر من القدرة على المناورة لشن الهجمات والتصعيد حسب رغبتها وذبح المدنيين في غزة مع حث الجهات الفاعلة الأخرى في المنطقة فقط على ضبط النفس. وقال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو يوم السبت إن المجتمع الدولي ليس غريبا على عقلية المعايير المزدوجة للولايات المتحدة، وكذا نفاقها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية-الإسرائيلية، مضيفا أن "دعم الولايات المتحدة العملي للإبادة الجماعية (في غزة) أشعل العالم". وبينما توجه الحكومة الأمريكية دعوات شفهية لمنع التصعيد، فإنها تحث الكونغرس الآن على الموافقة بسرعة على حزمة أمن قومي بقيمة 95 مليار دولار تتضمن تقديم المزيد من المساعدات لإسرائيل بعد هجوم نهاية الأسبوع. وأشار محللون إلى أن معايير واشنطن المزدوجة تجاه إسرائيل وفلسطين هي السبب الأساسي وراء تفاقم الفوضى في المنطقة. وأشار علي مقصود، المحلل السياسي والعسكري السوري، إلى أن إيران اقترحت في السابق على مجلس الأمن الدولي إدانة الهجوم على سفارة البلاد في سوريا، لكنها لم تتلق أي رد من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى. في المقابل، دعت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي إلى إدانة إيران بعد وقت قصير من هجوم نهاية الأسبوع، محذرة من أن إيران "ستتحمل المسؤولية" إذا حاولت القيام بعمل عسكري آخر ضد إسرائيل. وقال رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الإستراتيجية في مصر سمير راغب إن "الولايات المتحدة تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عما يحدث لأنها لم تردع إسرائيل". -- مسؤولة عن الفوضى في الشرق الأوسط ووفقا لوزارة الصحة في غزة، فإن الهجوم الإسرائيلي في القطاع قد أودى حتى الآن بحياة أكثر من 33 ألف قتيل وحوالي 76 ألف جريح. وقال راغب إنه على الرغم من إدعائها المستمر بالدفاع عن حقوق الإنسان، فإن الولايات المتحدة "لم تحرك ساكنا عندما قتل حوالي 34 ألف مدني، معظمهم من النساء والأطفال، في غزة". وأضاف أن "الجميع يدرك أن هؤلاء الأشخاص قتلوا بأسلحة أمريكية وذخائر فتاكة أمريكية تحت حماية أمريكية". وتعتبر واشنطن إسرائيل حليفتها الأكثر أهمية بسبب حاجتها إلى تعزيز هيمنتها في الشرق الأوسط، وقد قدمت إليها كميات كبيرة من المساعدات والأسلحة. وسبق أن وصف السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام ذات مرة إسرائيل بأنها "عيون وآذان أمريكا" في المنطقة. وكانت المرة الأولى التي استخدمت فيها الولايات المتحدة حق النقض (فيتو) دعما لإسرائيل في عام 1972 عندما استخدمت حق النقض ضد قرار يدعو إسرائيل إلى وقف ضربتها ضد لبنان. وبحلول نهاية عام 2023، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد 89 قرارا بمجلس الأمن في المجموع، بما في ذلك 45 قرارا تتعلق بإسرائيل. ومن بين القرارات التي استخدمت حق النقض ضدها، يتعلق 33 قرارا بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية أو معاملة إسرائيل للشعب الفلسطيني. وقال راغب إن الولايات المتحدة وقفت ضد جميع القرارات في مجلس الأمن واستخدمت حق النقض لمنع وقف إطلاق النار ومن أجل مواصلة عمليات القتل ومنع دخول المساعدات إلى غزة. وأردف "ستدفع الولايات المتحدة ثمنا سياسيا باهظا، حيث اهتزت صورتها بشدة". وشاطره الرأي المحلل السياسي العراقي مصطفى خليل، قائلا إن السبب الجذري لهذه التوترات الأخيرة في الشرق الأوسط هو سياسة الهيمنة طويلة الأمد لواشنطن وانحيازها لإسرائيل، مما يدفع منطقة الشرق الأوسط بأكملها إلى حافة الحرب. وحث الولايات المتحدة على تغيير نهجها الذي يقوم على الهيمنة في المنطقة وتعزيز محادثات السلام ووقف إطلاق النار.

مشاركة :