وطننا دولة مبتهجة برجالها ونسائها، شديدة الحظ بنوعية كريمة من الناس، تقوم على الاهتمام بها، ومحبة الإنسان المقيم على أرضها، ولقد أتى على المملكة زمن من الوقت كانت تعيش في عز وقوة وسؤدد في عهد بانيها ومهندس توحيدها طيب الذكرى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، ذلكم الزعيم الذي لا تزال الأعوام تتعطّر بسيرته الحسنة، وما زالت المملكة تحتضن ذكراه وأفعاله احتضانَ الأميرة لفارسها، ولم تنسَ المملكة رفيقة دربه، طيبة الذكرى الأميرة حصة بنت أحمد السديري -رحمها الله- التي كانت أثيرة لديه. اسمها حصة بنت أحمد «الثاني» بن محمد بن أحمد «الأول» السديري، وظيفتها: رفيقة درب عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود موحد المملكة، على مدى أكثر من خمسة عقود، لتكون تلك الدعوات قدوة تهتدي بها النساء في المملكة، حين تستلهم سيرة «حصة»، تلك المرأة الرحيمة الفؤاد، الحسنة الخلق التي أنجبت خير الرجال، السادة الفرسان من آل سعود، وتميزت في تربيتهم وتنشئتهم النشأة الصالحة، فغرست فيهم كل القيم الجميلة، ووفرت لهم جميع ما يحتاجون. واليوم تسعد المملكة بالابن السابع للأميرة حصة، فارس المملكة الحازم، وعاشقها الجريء، وباني نهضتها الجديدة، على نمط رؤية المملكة 2030 الفريدة، التي ستجعل منها وجهة للعالم، ودولة تتمنى جميع الدول أن تصعد إلى مكانتها الحضارية الفريدة، ذلكم هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- الذي جعل علوم التاريخ والتراث والثقافة هي شغفه الأول. تلألأ مؤخراً نجم جديد في سماء مدينة الرياض، ليضاف إلى أيقوناتها الثقافية صرحاً تاريخياً، حمل تاريخ الأميرة الراحلة، اسمه «بيت المصانع» في وادي حنيفة، كان الحضور جميلاً احتفاءً وتقديراً لهذه الإنسانة النبيلة، بعرض جزء من مقتنياتها الأسرية والخاصة التي تعكس لك أصالة اختياراتها وصرامتها على الرغم من فائض حنيتها، وما استوحاه قصرها عبر زواياه وأبوابه ونوافذه من حياة البيت النجدي الساحر والجميل بكل تفاصيله، واعتماداً على الوجوه الإنسانية، والمرأة وصفاتها بالذات. كما يستعرض في جنباته قصة معاصرة لحياة الأميرة منذ نشأتها مع والدها الأمير أحمد السديري ووالدتها الأميرة شريفة السويّد، حتى انتقالها من بلدة الغاط إلى مدينة الرياض بعد الزواج بالملك عبدالعزيز، وصولاً إلى انتقالها إلى السكن بقصره برفقة زوجاته بقصر المربع. ويحكي المعرض انتقالات مسكن الأميرة، وصولاً إلى قصر الناصرية حتى استقرت في هذا البيت الذي أحبته، والذي يُعد سابقاً مزرعة للملك المؤسس، وهبها للأميرة عام 1380هـ الموافق 1960م، حتى توفاها الله بعد 9 سنوات من انتقالها للسكن فيه. كان تدشيناً رائعاً يليق بالمكان، ويليق بصاحبته، شرَّفه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس اللجنة التنفيذية عضو مجلس الأمناء لمؤسسة الأميرة حصة بنت أحمد السديري الخيرية، ولعله أول مرة يقام معرض لشخصية تعتبر إحدى أهم سيدات الجزيرة العربية في التاريخ الحديث، وأول معرض يقام لسيدة مشهورة في تاريخ المملكة، ولعل الهدف الذي من أجله كانت هذه الفعالية أن المملكة تولي اهتماماً كبيراً لتراثها، وتعنى جاهدة بالحفاظ على الموروثات، وربط الأجيال الحالية بتاريخهم، وحياة آبائهم وأجدادهم، وبغرس القيم، وإلقاء الضوء على أنماط الحياة وتقاليد المجتمعات السكنية. مؤسسة الأميرة حصة بنت أحمد السديري الخيرية، في أول معارضها، وبداية مشوارها في احتضان وعرض المقتنيات الخاصة للأميرة الراحلة، وفي تكملة مشوارها الذي بدأته عام 1432هـ، من خلال مبادراتها وبرامجها ومشاريعها الخيرية التنموية المتنوعة نحو بناء مجتمع سليم ومتماسك، بالتأكيد فإنها هي واعدة بكل ما هو جميل، وتلبي حاجات المجتمع وأفراده، وتساهم في تنميته ورقيه. بعض الأوجه هي نجوم تشعل في داخلنا ومن حولنا الألفة واللحمة والوفاق، وتبعث في نفوسنا البهجة، وتلك الطاقة الإيجابية نحو الحياة في مغرياتها، «حصة « هي كذلك على الدوام.
مشاركة :