القاهرة - توفي الفنان المصري الكبير صلاح السعدني، الجمعة، عن عمر ناهز 81 عاما بعد مشوار استمر لأكثر من خمسة عقود شارك خلالها في عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية الناجحة إضافة إلى الأفلام والمسرحيات. نعت نقابة المهن التمثيلية في مصر السعدني، كما نعاه عدد من النجوم المصريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي منهم شريهان وأحمد السقا ومنى زكي وماجد المصري ونهال عنبر وأحمد زاهر وسمية الخشاب ومن خارج مصر نعاه الممثل الكويتي طارق العلي والممثلة الأردنية صبا مبارك والممثلة اللبنانية مادلين طبر. وقالت وزيرة الثقافية المصرية نيفين الكيلاني في بيان "الراحل لم يكن ممثلا موهوبا فقط، بل كان فنانا مبدعا، صاحب رؤية ثاقبة، استطاع من خلال أدواره أن يلامس قلوب الجماهير، ويجسد الواقع المصري بكل تفاصيله ببساطة وعمق في آن واحد". ورغم أن السعدني كان خريج كلية الزراعة ولم يكن ذا تكوين فني، إلا أنه قدم على مدار مسيرته الفنية أكثر من 200 عمل فني، تنوعت بين المسلسلات والأفلام والمسرحيات، وتميز بأدائه المحترف، حيث جسد أدوارا كوميدية ودرامية وتراجيدية ببراعة. دخل صلاح المجال الفني مع زميل الدراسة الفنان عادل إمام، ومثلا سويا بمسرح الكلية، ثم عمل في العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية والمسرح، لكنه لم يلمع في السينما كما لمع في التلفاز. قدم الفنان الراحل في بداياته أدوارا صغيرة على المسرح وواكب انطلاق التلفزيون في مصر في الستينيات من القرن الماضي، فشارك في مسلسلات "الضحية"، "الرحيل"، "لا تطفئ الشمس"، و"القاهرة والناس" واستمر لاحقا في تقديم المسلسلات التي شكلت الجزء الأبرز من رصيده الفني. واستمر نجاحه التلفزيوني في مسلسلات منها "أبنائي الأعزاء.. شكرا"، "الأصدقاء"، و"الزوجة أول من يعلم"، لكن يظل مسلسل "ليالي الحلمية" بأجزائه المتتالية للمؤلف أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبدالحافظ هو أيقونة مشواره الفني، والعمل الدرامي الذي شكل انعطافة في مسيرته، حيث قدم فيه دور "العمدة سليمان غانم" الذي يعد من أهم وأشهر أدوراه، ليطلق عليه النقاد لاحقا لقب "عمدة الدراما المصرية". ومن أبرز أدواره التلفزيونية أيضا شخصية "حسن النعماني" في مسلسل "أرابيسك"، و"نصر وهدان القط" في مسلسل "حلم الجنوبي". وكان آخر أعماله "القاصرات" الذي قدمه عام 2013، وهو المسلسل الذي أثار جدل زواج القاصرات، وجسد خلاله الفنان الراحل شخصية عبدالقوي العمدة السبعيني الذي هوايته الزواج من الفتيات الصغار. وفي السينما ترك بصمة مميزة من خلال عدد غير قليل من الأفلام منها "الغول"، "ملف في الآداب"، "العملاق"، "صراع الأحفاد"، "درب الرهبة"، "العودة والعصفور"، و"المراكبي". أما أشهر مسرحياته، فكانت "الملك هو الملك" التي شاركه فيها المغني محمد منير عام 2006. أهلته تجربته لنيل العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته الفنية، تقديرا لإسهاماته المتميزة في الفن المصري. ومن أشهر الجوائز التي حصل عليها، جائزة جامعة الدول العربية عن فيلم "شياطين الليل" 1966 وكانت المرة الأولى التي تعطي الجامعة هذه الجائزة. غاب السعدني عن تقديم أي أعمال فنية منذ نحو عشر سنوات وابتعد عن الظهور في وسائل الإعلام، حتى رحل في صمت في التاسع عشر من أبريل/نيسان 2024.