يأتي نسيم الربيع مصحوبا بموسم آخر للبحث عن العمل في الصين، وكذلك المزيد من الخريجين الصينيين الجدد من الجامعات الأجنبية للبحث عن فرصة عمل في البلاد. أصبح تشو يانغ جيان، وهو طالب صيني يدرس في جامعة كيوشو في فوكوكا باليابان، أحد رواد موقع إلكتروني للخدمات الوطنية لتوظيف الطلاب العائدين من الخارج، تحت إشراف وزارة التربية والتعليم. وقال تشو: "أفضّل العمل في الصين. لا يختلف الراتب الإجمالي في اليابان كثيرا عن الراتب في الصين، لكن تكلفة المعيشة في اليابان أعلى، بما انخفضت جاذبية التوظيف المحلي. علاوة على ذلك، هناك وظائف أكثر إثارة للاهتمام في الصين". وتعكس فكرة تشو وجهة نظر غالبية الطلاب الصينيين في الخارج. ووفقا لـ "الكتاب الأزرق لعام 2022 للطلاب الصينيين العائدين إلى الصين للعمل" الصادر عن مركز الخدمات الصيني للتبادل العلمي، فقد نما عدد الطلاب العائدين إلى الصين بشكل كبير منذ عام 2012، حيث عاد حوالي 3.4 مليون شخص، وهو ما يمثل أكثر من 80 في المائة من الأشخاص العائدين من الدراسة في الخارج. ووفقا لـ "تقرير عام 2023 حول دراسة الطلاب الصينيين في الخارج" الصادر عن نيو أوريينتال، وهي وكالة خدمات للدراسة بالخارج، أصبح التوظيف المباشر أو ريادة الأعمال بعد التخرج في عام 2023 هو الاتجاه السائد لأولئك الذين درسوا في الخارج، وهو ما يمثل 65 في المائة في المجمل. عادت هوه جيا لي، التي درست في جامعة ديلاوير فالي في الولايات المتحدة، إلى مسقط رأسها في مدينة جينتشونغ بمقاطعة شانشي بشمالي الصين قبل سنوات. وكرست المعرفة التي اكتسبتها خلال دراستها في الخارج للعمل الزراعي في شركة محلية. وقالت هوه إن سياسة الصين التفضيلية تضمن تمتع الطلاب العائدين بمستوى جيد من حيث بيئة العمل والمعاملة. وفي العقد الماضي، نقلت الصين سلسلة من التدابير السياساتية من المستوى المركزي إلى المستوى المحلي لتوفير الراحة وتهيئة ظروف أفضل للطلاب العائدين من الخارج. وقال تشن شي جيه، نائب مدير مركز خدمات مقاطعة شانشي للطلاب والخبراء الصينيين بالخارج: "من أجل تعزيز توظيف الطلاب العائدين، كنا نتعاون مع مختلف وحدات الخدمات ذات الصلة، وقمنا بتحسين آليات الخدمات، ووفرنا الراحة لريادة الأعمال والتوظيف، وبالتالي تعزيز شعورهم بالانتماء والإنجاز والكسب". ووفقا للبيانات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم الصينية، فإنه من عام 1978 إلى عام 2019، درس 6.56 مليون شخص في الخارج. وخلال هذه الفترة، اختار 4.23 مليون شخص العودة إلى الصين بعد الانتهاء من دراستهم، وهو ما يمثل 86.28 في المائة من المجموعة التي أكملت دراستها. وارتفعت نسبة عدد الأشخاص العائدين بعد الدراسة في الخارج إلى عدد الأشخاص الذين يسافرون إلى الخارج من 38.2 في المائة في عام 2000 إلى 64.5 في المائة في عام 2019.■