قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم (السبت) إنه عقد محادثات معمقة وودية مع نظيره من بابوا نيو غينيا جاستن تكاتشينكو، وتم التوصل إلى توافق واسع بشأن العلاقات الثنائية. جاءت تصريحات وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، في مؤتمر صحفي مشترك مع تكاتشينكو عقب اجتماعهما. وأجمع وانغ وتكاتشينكو على إيمانهما بأنه يتعين على الصين وبابوا نيو غينيا مواصلة الثقة والدعم المتبادلين، والحفاظ بثبات على الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين وتطويرها. وأشار وانغ إلى أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تنظر الصين دائما إلى بابوا نيو غينيا على أنها شريكة مهمة وصديقة مقربة، وتنظر إلى العلاقات الثنائية من منظور استراتيجي، وتعزز التبادلات بين البلدين على قدم المساواة. وشدد على أن الصين تدعم بثبات بابوا نيو غينيا في حماية سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، فضلا عن دعمها في تبني مسار تنمية ناجح يناسب ظروفها الوطنية. كما ثمن وزير الخارجية الصيني التزام بابوا نيو غينيا بمبدأ صين واحدة ودعمها للمصالح الأساسية للصين وشواغلها الكبرى. واتفق الاثنان بالإجماع على التركيز بصورة مستمرة على التنمية والاهتمام برفاهية الشعب وتعزيز التعاون متبادل المنفعة في جميع المجالات. وأوضح وانغ أن بابوا نيو غينيا كانت أول دولة جزرية في الباسيفيك توقع مذكرة تفاهم وخطة تعاون بشأن تعاون الحزام والطريق، وأنها أصبحت أكبر شريك تجاري للصين وكذا أكبر وجهة استثمارية وسوقا لتعاقدات المشروعات للصين في المنطقة. وذكر أنه بفضل الجهود المشتركة من الجانبين، تم إحراز تقدم مهم في تنفيذ نتائج زيارة رئيس وزراء بابوا نيو غينيا جيمس مارابي للصين في أكتوبر من العام الماضي. وتابع وانغ قائلا إن الجانبين عازمان على دفع التعاون العملي بجودة أعلى وسرعة أكبر ونتائج أفضل في مجالات رئيسية مثل الوقاية من الكوارث والتخفيف من حدتها، والمعلومات والاتصالات، وتجارة المنتجات الزراعية، والطاقة. وفي سياق حديثه عن كوارث الفيضانات الأخيرة في بابوا نيو غينيا، أعرب وانغ عن تعاطفه بشأن ذلك، قائلا إن الصين قدمت مساعدات إنسانية طارئة إلى بابوا نيو غينيا وسترسل مجموعة من إمدادات الإغاثة الأسبوع المقبل. وأعرب وانغ وتكاتشينكو بالإجماع عن تأييدهما بأنه يتعين عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول جزر الباسيفيك، وأنه يتعين عدم إنكار حقها في التنمية المستقلة، وأنه يتعين تأمين بيئة للسلام والاستقرار في تلك الدول. وأكد وزير الخارجية الصيني أن دول جزر الباسيفيك لديها الحق في تنفيذ التعاون الودي مع جميع شركاء التنمية، مشيرا إلى أن الصين ودول جزر الباسيفيك أعضاء في الجنوب العالمي فضلا عن كونهما من الدول النامية. وأضاف أنه من الصواب والمناسب أن يساعد الجانبان بعضهما البعض، وأن يعمقا التعاون الجنوبي-الجنوبي. ومضى وانغ قائلا إن الصين تنظر إلى دول جزر الباسيفيك كشركاء لا غنى عنهم في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وتؤيد دائما سياسة "جوانب الاحترام الأربعة الكاملة" للحفاظ على سيادة هذه الدول واستقلالها، وإرادتها، وتقاليدها الثقافية، والجهود نحو السعي إلى القوة من خلال الوحدة، وذلك عند إقامة علاقات مع دول جزر الباسيفيك. وأردف وانغ قائلا إن الصين قدمت مساعدات لدول جزر الباسيفيك دون أي شروط أو إملاءات سياسية، مضيفا أن تلك المساعدات لم تكن مجرد كلام. ودعا وانغ المجتمع الدولي إلى إيلاء المزيد من الاهتمام للوضع الخاص والشواغل المشروعة لدول جزر الباسيفيك، والتركيز على قضايا ذات أهمية أكبر لها، مثل تغير المناخ وتحسين سبل معيشة مواطنيها، والتوصل إلى المزيد من الحلول والإجراءات من أجل صالح هذه الدول. وأكد وانغ أن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى من الأعراف الأساسية للعلاقات الدولية التي حددها ميثاق الأمم المتحدة، فضلا عن كونها ضمانة لبقاء الدول النامية. وفي الوقت الذي تجري فيه جزر سليمان انتخابات عامة، أعرب وانغ عن أمنياته لإتمام العملية الانتخابية هناك بصورة سلسة وآمنة، قائلا إنه يتعين على جميع الأطراف احترام اختيار شعب جزر سليمان، والامتناع عن التدخل في شؤونها الداخلية. واختتم وانغ قائلا إن شعب جزر سليمان يملك الحكمة والقدرة على تقرير مستقبل بلاده بنفسه.
مشاركة :