كشف رئيس المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية وزير الصحة الكويتي الأسبق الدكتور محمد الجار الله عن إصدار المنظمة لوثيقتها العالمية للذكاء الاصطناعى على هامش فعاليات المؤتمر الدولي السابع عشر للمنظمة الذي عقد برعاية سمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تحت عنوان الذكاء الاصطناعي: تعزيز للصحة، وتحقيق لمقاصد الشريعة الإسلامية وأختتم أعمال جلساته مؤخراً في الكويت. وقال د. الجار الله: إن الذكاء الاصطناعي يمثل بداية حقبة جديدة، سيغير فيها الحياة ، وبصفة خاصة تقديم الخدمات الطبية وتطويرها، بجناحيها الوقائي والإكلينيكي، إذ تعتبر هذه التقنية من أهم التدخلات الطبية فعالية مقارنة بتكلفتها المادية، وستكون الصحة الرقمية ركيزة تطوير النظم الصحية، خاصة في الحوكمة والإدارة، والشفافية المالية، وتطوير القوى العاملة، وتعزيز الصحة العامة، والتعامل مع الوبائيات المستحدثة، محذرًا من مخاطر الذكاء الإصطناعى التي قد تفوق مخاطر القنبلة النووية ذاتها كما يقول مدير عام منظمة الصحة العالمية. وأشار د. الجار الله :إلى أهمية الذكاء الاصطناعى وقدراته الضخمة فى احداث هذه الثورة الصحية فى العالم أجمع ، وكذلك قدرات الذكاء الصناعى فى حفظ مقاصد الشريعة الاسلامية الخمس وهي : حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال من وجهة نظر صحية، ولكن وفي نفس الوقت حذر الجار الله من قدرات الذكاء الاصطناعى الكامنة في التلاعب بالمبادئ والمفاهيم الإنسانية والقيم الإسلامية الأصيلة ، ومن هنا تأتي أهمية وثيقة الكويت للذكاء الاصطناعي ، حيث تشكل حجر الأساس في وضع خطط وضوابط ورسم السياسات الصحية والتكنولوجية ولتصبح الوثيقة الأولى من نوعها في العالم التي تستنهض القيم الدينية والإسلامية على وجه الخصوص لمواجهة ثورة الذكاء الاصطناعي ومخاطره. ومن جهته أكد البروفيسور عبداللطيف المر استاذ الصحة العامة وعضو مجلس الأمناء بالمنظمة وأمين عام المؤتمر على أهمية الوثيقة للمساهمة فى كبح جماح الذكاء الاصطناعى لتعظيم فوائده وتقليل مخاطره الدينية والأخلاقية والطبية ، مبينًا أنه تم توزيع الوثيقة على عدد كبير من جميع الجهات الدولية المرموقة ذات العلاقة مثل منظمة الصحة العالمية ومجمع الفقه الإسلامى بجدة والأزهر الشريف وغيرها ، وأنه سوف تتم ترجمة الوثيقة إلى عدد من اللغات مثل الإنجليزية والفرنسية وغيرها. ودعا البروفيسور المر في ختام تصريحه إلى أهمية مواصلة عقد مثل هذه المؤتمرات الوطنية والخليجية والعربية والدولية لمزيد من احكام وضع الأخلاقيات والأنظمة نحو التعامل العلمي المهني السليم ضمن الضوابط الشرعية والقانونية والاجتماعية التي صدرت ولا تزال تصدر في هذا الشأن الحيوي الهام. وفي السياق قال البروفيسور توفيق أحمد خوجة عضو مجلس أمناء المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية وأستاذ الصحة العامة بكلية إمبريال كوليدج بلندن وأمين عام اتحاد المستشفيات العربية ، أن الوثيقة تطرقت إلى وضع الضوابط العامة للذكاء الاصطناعي لتحقيق مصالح البشرية، وتعزيز صحة الإنسان وعدم الإضرار به، واحترام المعتقدات الدينية، والحفاظ على الكرامة والقيم الإسلامية والإنسانية المشتركة، وجلب المصالح ودفع المفاسد، ومنع الضرر، والعدل والمساواة، والإذن، والنصيحة، والأمانة، والصدق، وتحقيق الشفافية، والمساءلة، والمسؤولية، والحماية من العنصرية، والتحيزات ضد الأديان والثقافات، والحفاظ على الخصوصية والسرية، وتحقيق سيطرة البشر على الآلات ، كما وضعت الوثيقة أهم الضوابط الصحية والتكنولوجية والإجتماعية. وخلص البروفيسور خوجة إلى القول: إن الوثيقة شددت على أهمية ضمان دور التصدي للأمن السيبرانى وضرورة وجوب اتخاذ التدابير اللازمة لعدم خروج تقنيات الذكاء الاصطناعي عن السيطرة الإنسانية، واتخاذ كل الوسائل لمنع تحكمها في مصائر البشر، أو اتخاذ قرارات مستقلة في الحروب بالإضافة إلى العديد من الضوابط الدينية والاجتماعية والصحية الأخرى لتشكل نواة عالمية لتعظيم الإستفادة وتقليل المضار عند استخدام الذكاء الاصطناعى. يشار إلى أنه شارك من السعودية صفوة ونخبة من المسؤولين والأطباء والطبيبات يتقدمهم الدكتور حمد المانع وزير الصحة الأسبق كرئيس لأحدى الجلسات ، البروفيسور توفيق أحمد خوجة أمين عام اتحاد المستشفيات العربية ، البروفيسور أحمد محمد بلخير وكيل وزارة الصحة للصحة الإلكترونية الأسبق، البروفيسورة حنان سلطان أمين عام الجمعية العلمية السعودية للدراسات الطبية الفقهية ، وغيرهم.
مشاركة :