طهران - ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الاثنين أن الأسلحة النووية لا مكان لها في العقيدة النووية الإيرانية، وذلك بعد أيام من تحذير صدر عن قائد بالحرس الثوري الإيراني من أن طهران قد تغير سياستها النووية إذا استمرت التهديدات الإسرائيلية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني خلال مؤتمر صحفي في طهران "قالت إيران عدة مرات إن برنامجها النووي يخدم الأغراض السلمية فقط. ولا مكان للأسلحة النووية في عقيدتنا النووية". وحذر أحمد حق طلب القائد المسؤول عن حماية المنشآت النووية بالحرس الثوري الأسبوع الماضي بعد تصاعد التوتر مع إسرائيل من أن التهديدات الإسرائيلية قد تدفع طهران إلى "مراجعة العقيدة والسياسات النووية الايرانية والعدول عن الاعتبارات المعلنة سابقا". وأفتى الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، صاحب القول الفصل في برنامج طهران النووي، في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بتحريم صنع الأسلحة النووية. وأكد خامنئي مرة أخرى في عام 2019 أن "بناء وتخزين القنابل النووية أمر خاطئ واستخدامها حرام... على الرغم من أن لدينا التكنولوجيا النووية، فقد تحاشت إيران ذلك تماما". وفي عام 2021، قال وزير الاستخبارات الإيراني آنذاك إن الضغط الغربي قد يدفع طهران إلى السعي للحصول على أسلحة نووية، وهو أمر أصدر خامنئي فتوى بتحريمه في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ومنذ عام 2022 توقفت المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع في عام 2015. وكان الاتفاق يهدف إلى منع إيران من تطوير سلاح نووي، ويلزم طهران بقبول قيود على برنامجها النووي وبعمليات تفتيش أكثر شمولا للأمم المتحدة مقابل إنهاء العقوبات التي فرضتها عليها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وحدد نسبة تخصيب طهران لليورانيوم عند 3.67 بالمئة لكن في عام 2018 انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق قائلا إنه قدم تنازلات كثيرة للجمهورية الإسلامية. وقال رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فبراير/شباط إن إيران واصلت تخصيب اليورانيوم بمعدلات نقاء تصل إلى 60 بالمئة وهو ما يتجاوز بكثير احتياجات استخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية. والاسبوع الماضي عبر غروسي عن قلقه إزاء احتمال استهداف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية مشيرا الى أن إيران أغلقت منشآتها النووية الأحد الماضي "لاعتبارات أمنية" وأعادت فتحها الاثنين الماضي. وكانت المخابرات الإسرائيلية حذرت قبل اندلاع الحرب في قطاع غزة بأن إيران امامها سنتين لصنع القنبلة النووية داعية لاستهداف منشاتها النووية عسكريا. وشهدت بعض المواقع النووية الإيرانية في السنوات الأخيرة انفجارات غامضة وهجمات الكترونية فيما تعرض علماء نوويين إيرانيين للاغتيال حيث يعتقد ان المخابرات الإسرائيلية وقفت وراء تلك العمليات المعقدة. وانسحب ترامب عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي بموجبه رفعت القوى الكبرى العقوبات المفروضة على إيران مقابل فرض قيود على أنشطتها النووية. وبعد إعادة فرض العقوبات طورت إيران برنامجها النووي إلى ما هو أبعد بكثير من حدود الاتفاق.
مشاركة :