انهيار المنظومة الصحية جراء الممارسات الإسرائيلية والاعتداءات المتكررة على المستشفيات والكوادر الطبية، وشدد على أن ذلك يؤثر في الخدمات الطبية للمرضى والمصابين. وأوضح النمس في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن هناك أكثر من 75 ألف إصابة، و350 ألف مريض من أصحاب الأمراض المزمنة في قطاع غزة، جميعهم بحاجة إلى خدمات طبية متكاملة، والتي أصبحت غير متوافرة بسبب الحرب. وأشار المسؤول بالهلال الأحمر إلى أن هناك 30 مستشفى من أصل 36 خرجت عن العمل، بالإضافة إلى خروج 54 مركز رعاية أولية من 60 مركزاً، مما يؤثر في الخدمات الطبية المقدمة، ويعرض حياة الكثيرين في القطاع لخطر الموت. وطالب رائد النمس بتحركات أممية حقيقية لوقف العدوان والانتهاكات بحق الأطقم الطبية، والعمل على إيفاد كوادر وإنشاء مستشفيات ميدانية، لافتاً إلى أن الهلال الأحمر الفلسطيني أنشأ 5 نقاط طبية ميدانية وإسعافية لمساندة الفريق الطبي العامل في غزة. ويعيش الشعب الفلسطيني في غزة منذ نحو 200 يوم أوضاعاً إنسانية مأساوية نتيجة الحرب الدائرة في القطاع والتي أدت إلى تدمير البنية التحتية، ومنها المستشفيات والخدمات الطبية؛ مما أثر سلباً على الاستجابة الصحية لآلاف الجرحى والمصابين. وتواصل الطواقم الطبية وفرق الدفاع المدني في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، انتشال العشرات من الضحايا المدفونين في باحات مستشفى ناصر خلال اجتياح القوات الإسرائيلية للمدينة، وحصار مستشفى ناصر لأسابيع عدة. وأكدت مصادر طبية، أن عدد الضحايا المنتَشلين تجاوز 283، معظمهم لم يُتعرف على هوياتهم، لافتة النظر إلى أن الوضع الصحي داخل مستشفى ناصر «كارثي» في ظل تدمير مرافق المستشفى، وانهيار كامل للمنظومة الصحية فيه. وأوضحت المصادر أن الضحايا المنتَشلين من المقابر الجماعية في باحات مستشفى ناصر دُفنوا في المقابر، مشيرة إلى وجود العديد من الضحايا لم يُنتشلوا. وفي السياق، حذرت مصادر فلسطينية، أمس، من تنفيذ إسرائيل تهديدات اجتياح مدينة رفح، جنوبي القطاع، ما يعني القضاء على «القليل المتبقي» من منظومة العمل الصحي. وقالت: «نحذر من أن تنفيذ الجيش الإسرائيلي لوعوده باجتياح محافظة رفح يعني القضاء على القليل المتبقي من منظومة العمل الصحي وحرمان السكان من أي خدمات صحية». وتابعت: «انهيار منظومة العمل الصحي سيعرض المئات من السكان لخطر الموت». سياسة ممنهجة قالت تلاتنغ موفوكينغ، المقررة الأممية الخاصة المعنية بالحق في الصحة البدنية والعقلية، أمس، إن «إسرائيل تعمل بشكل منهجي على تجويع سكان قطاع غزة، وحرمانهم من حقوقهم». وأضافت موفوكينغ في مؤتمر صحفي عقدته حول الوضع الصحي بقطاع غزة أن «غزة تشهد إبادة جماعية بشكل لا لبس فيه، وإسرائيل تعمل بشكل منهجي على تجويع سكان غزة، وحرمانهم من حقوقهم م».
مشاركة :