دبي:محمد إبراهيمكشفت نتائج استطلاع أصداء بيرسون- مارستيلر السنوي الثامن لرأي الشباب العربي، للعام 2016، الذي صدر أمس، تبوؤ دولة الإمارات، وللسنة الخامسة على التوالي، مرتبة الصدارة لدى الشباب العربي كوجهة يفضلون العيش فيها، ويرغبون لبلادهم أن تحذو حذوها، فضلاً عن احتلالها المرتبة الأولى كنموذج يحتذى للبلدان الآمنة اقتصادياً، والوجهة المفضلة لتأسيس الأعمال في العالم العربي. ووفقاً للاستطلاع الذي أعدته شركة الاستطلاعات العالمية بين شوين آند بيرلاند، وضم 3500 مقابلة مع شباب عربي، تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، ويعيشون في 16 دولة ضمت الإمارات، والبحرين، والسعودية، وعُمان، وقطر، والكويت، الأردن، وتونس، والجزائر، العراق، وفلسطين، ولبنان، وليبيا، ومصر، والمغرب، واليمن، أعرب واحد من أصل كل 4 من المشاركين 22% عن تفضيلهم العيش في دولة الإمارات العربية المتحدة، لتكون الإمارات متقدمة بذلك على دول مثل الولايات المتحدة 15%، وألمانيا 11%، والمملكة العربية السعودية 11%، وكندا 10%. وقال 23% إنهم يتمنون أن تحذو بلادهم حذوها، تلتها الولايات المتحدة الأمريكية 19%، وألمانيا 12%، وفرنسا 10%، والمملكة المتحدة 10%، في وقت احتلت الدولة المرتبة الأولى بالنسبة لرواد الأعمال المحتملين من الشباب العرب، حيث أعربوا عن رغبتهم بتأسيس مشروعهم الخاص فيها، واعتبرها واحد من أصل كل أربعة، أي ما نسبته 24% وجهة الأعمال المفضلة لهم في العالم العربي، تلتها المملكة العربية السعودية 18%، وقطر 13%. 3 أسباب وبلور الشباب أسباباً ثلاثة لاعتبار الإمارات النموذج المفضل للعيش للسنة الخامسة على التوالي، تمثلت في الأمن والاستقرار والفرص الاقتصادية، إذ احتل الأمن والأمان المرتبة الأولى بنسبة 36% من المشمولين في الاستطلاع، ثم الاقتصاد المتنامي بنسبة 29%، وتوافر باقة واسعة من فرص العمل وعروض الرواتب المجزية في رأي 29%. وتبوأت السعودية المركز الأول للعام الخامس على التوالي كحليف أكبر لبلدان الشباب العربي بنسبة 31%، تلتها الإمارات بنسبة 28%، ثم الولايات المتحدة الأمريكية 25%. وتمثلت أكبر التطورات في العلاقات الإقليمية منذ عام 2015 بتصاعد نفوذ إيران التي أصبحت لأول مرة من أهم 10 حلفاء في الاستطلاع، حيث اعتبرها 13% من الشباب العربي حليفاً لبلدانهم. ويناشد ثلثا الذين شاركوا بالاستطلاع أي ما نسبته 67% قادتهم لبذل جهود أكبر من أجل تعزيز الحريات الشخصية وحقوق الإنسان. كما اتسع نطاق الاعتقاد بضرورة بذل المزيد من الجهود في مجال حقوق الإنسان، وهو ما يوافق عليه 74% في بلدان الخليج العربي، و57% في دول شرق المتوسط واليمن، و68% في بلدان شمال إفريقيا. وتقارب هذه النسبة 67% من الموافقين على أن على القادة الإقليميين بذل المزيد من الجهود للارتقاء بحرية وحقوق المرأة. تنظيم داعش يعتقد ربع الذين شاركوا في الاستطلاع 24%، أن الافتقار إلى الوظائف والفرص يعد أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع الشباب للانضمام إلى صفوف داعش، في حين أن واحداً من بين كل أربعة أشخاص 25%، لا يستوعبون سبب انضمام أي شخص إلى هذا التنظيم المتطرّف. وأشار الاستطلاع إلى أسباب أخرى تشجع على الانضمام إلى داعش بما فيها الاعتقاد بأن تفسيرهم للإسلام هو الأصح 18%، والتوترات الطائفية بين السنة والشيعة 17%، وبزوغ القيم العلمانية الغربية في المنطقة 15%. وأبدى ثلاثة من كل أربعة من المشاركين قلقهم من تزايد نفوذ تنظيم داعش الإرهابي، فيما اعتقد واحد فقط من أصل كل ستة من المشاركين في الاستطلاع أن التنظيم سينجح في نهاية المطاف بإقامة دولة إسلامية في العالم العربي. ورغم تزايد القلق حيال داعش، يرى 50% من الشباب المشاركين في الاستطلاع أن التنظيم يشكل العائق الأكبر في المنطقة مقارنة ب37% في العام الفائت، إلا أن المعطيات تشير إلى انحسار الدعم الضمني الذي يحظى به، حيث أعرب حوالي 13% من الشباب العربي بأنهم قد يدعموا التنظيم لو لم يستخدم العنف المفرط. السنة والشيعة وأكد حوالي نصف الشباب العرب (47%) من المشاركين في الاستطلاع أن العلاقات بين السنة والشيعة قد تدهورت خلال السنوات الخمس الماضية. ومن ناحية أخرى، فإن أكثر من نصف الشباب (52%) يؤمنون أن الدين يلعب دوراً أكبر مما ينبغي له في منطقة الشرق الأوسط، ويترسخ هذا المفهوم في المنطقة، حيث وافق على ذلك 61% من الشباب الخليجي، و44% من الشباب في دول شرق المتوسط واليمن، و47% في شمال إفريقيا. في حين يؤيد 45% من الشباب العربي الاتفاق النووي الإيراني، إلا أن 39% قد عارضوا هذا الأمر. ومن ناحية أخرى، فتتباين آراء الشباب العربي إلى حدٍ كبير بخصوص النزاع السوري فيما إذا كان يمثل حرباً بالوكالة، أو ثورة، أو حرباً أهلية. وبشكل عام، فإن أكثرية الشباب العربي (39%) يرى بأن الصراع الدائر في سوريا يعد حرباً بالوكالة تخوضها قوى إقليمية ودولية، فيما يرى (29%) أن ما يجري حالياً هو ثورة ضد نظام بشار الأسد، في حين يعدها (22%) حرباً أهلية بين السوريين. واقع المنطقة أظهرت نتائج الاستطلاع أن التفاؤل بتحسن واقع المنطقة في أعقاب الربيع العربي، قد تراجع بشكل مطرد خلال السنوات الخمس الأخيرة. وفي عام 2016، يشعر 36% فقط من الشباب العربي أن العالم العربي بات أفضل حالاً عقب أحداث الربيع العربي، وهذا ما يعد تراجعاً مقارنة مع نسبة 72% التي تم تسجيلها في ذروة الاضطرابات عام 2012. ويتفق أغلب الشباب العربي (53%) على تشجيع الاستقرار في المنطقة على حساب الديمقراطية (28%). أشار 2 من كل 3 من الشباب العربي (66%) عن قلقهم إزاء هبوط أسعار الطاقة مقارنة بنسبة 52% في عام 2015. فيما لا يزال 4 من أصل كل 5 من المشاركين في الاستطلاع (78%) يعتقدون بأحقيتهم في الحصول على دعم لتكاليف الطاقة، وفي حال رغبت حكوماتهم إيقاف الدعم، يعتقد نحو نصف من المواطنين العرب من الشباب (49%) بوجوب اقتصار ذلك على المقيمين فقط. بينما قال 32% من المشاركين بالاستطلاع أنهم يحصلون على الأخبار اليومية إلكترونياً، وأشار 29% إنهم يلجؤون إلى مشاهدة التلفاز و7% إلى قراءة الصحف للاطلاع على الأخبار والمستجدات اليومية (مقارنة مع 13% في عام 2015). ويبدو واضحاً الدور المتنامي لوسائل التواصل الاجتماعي كمنصات إخبارية، إذ يشير 52% من المشاركين بالاستطلاع اعتمادهم على فيسبوك لمشاركة المقالات الإخبارية التي يقرؤونها مقارنة مع 41% في العام الماضي. 1.65 %نسبة الخطأ تم الاختيار لجميع المشاركين في الاستطلاع، من مواطني الدول المشاركة حصراً، ليتبلور من خلالها نتائج دقيقة للأوضاع الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية لكل واحدة من الدول المشمولة. وكانت نسبة الذكور إلى الإناث الذين شاركوا في الاستطلاع هي 50:50. وتبلغ نسبة الخطأ في الاستطلاع +/- 1.65%. 300 مشارك من الإمارات بلغ عدد الذين شاركوا في الاستطلاع من كل دولة 200 مشارك، باستثناء الإمارات والسعودية ومصر، التي حظيت بمشاركة 300 لكل منها، والعراق 250، وفلسطين بمشاركة 150، وعند وضع منهجية العمل الميداني للاستطلاع، أخذت بين شوين آند بيرلاند بعين الاعتبار أيضاً التوزع الجغرافي للمشاركين. 10 قضايا ملحة ركز الاستطلاع على إجراء مقابلات معمقة مع المشاركين حول 10 قضايا مهمة، خاصة بالشباب، بدأت بالمسائل السياسية وصولاً للمواقف الشخصية، وتناولت مخاوف وتطلعات الشباب العربي، وتوقعاتهم حيال الاقتصاد، وتأثير البطالة وانخفاض أسعار النفط، وحقوق المرأة، وتبعات الربيع العربي، واستخدامهم لوسائل الإعلام. الانتشار الجغرافي شهد الاستطلاع تعددية في المناطق والبلدان المستهدفة، حيث تم الاختيار للمشاركين في السعودية من ثلاث مناطق هي الرياض، وجدة، والدمام، بينما اختير المشاركون في فلسطين من غزة، والضفة الغربية، وفي عُمان من مسقط والباطنة. المشاركون اللبنانيون، تم اختيارهم من بيروت وصيدا وطرابلس، والتونسيون في تونس العاصمة وصفاقس وسوسة، والعراقيون في بغداد وأربيل والبصرة، والمصريون في القاهرة والإسكندرية والمنصورة. سؤال للمرة الأولى تضمن الاستطلاع للمرة الأولى، هذا العام سؤالاً موجهاً إلى رواد الأعمال المحتملين من الشباب العرب الذين أعربوا عن رغبتهم بتأسيس مشروعهم الخاص خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وذلك حول البلد الذي يطمحون لتأسيس مشروعهم فيه. وجاءت دولة الإمارات في المرتبة الأولى، تلتها المملكة العربية السعودية، ثم قطر. التوقعات والاتجاهات السياسية عكست نتائج الاستطلاع صورة مختلطة من التوقعات والاتجاهات السياسية، التي تشير بوضوح إلى أن الانطباعات في منطقة الشرق الأوسط متشعبة ومقسمة إلى توجهات عدة حول القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية والأمن، وأظهر الشباب في دول مجلس التعاون الخليجي مستويات عالية من التماسك الفكري والنظرة المشتركة حول قضايا السياسة الخارجية، وينظرون إلى العلاقات التاريخية بين أمريكا والسعودية بوصفها ضامنة للأمن والرخاء. بلدان الربيع أظهرت النتائج أن حماسة الشباب تجاه الربيع العربي قد تزعزت، وتراجع زخم الثورة لديهم في 3 من بلدان الربيع العربي التي شملها الاستطلاع (تونس، ليبيا واليمن ) في غضون عام واحد فقط، وبعد 5 سنوات على انطلاق شرارة ثورات الربيع العربي، يبدو أن الشباب العربي غير متأكد إذا ما كانت النتائج تستحق التكلفة الباهظة لتلك الثورات، لاسيما أن 36% فقط من المشاركين يوافقون بأن العالم العربي أصبح بحالة أفضل بعد أحداث الربيع العربي.
مشاركة :