عمر عبدالعزيز: الثقافة العربية منتج معرفي عابر للقارات

  • 4/13/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي مساء أمس الاول الإثنين في مقر الاتحاد بالمسرح الوطني في أبوظبي، محاضرة بعنوان (الثقافة العربية من منظور أنثربولوجي) للدكتور عمر عبدالعزيز، قدمه فيها الشاعر محمد نور الدين. تطرق د. عبدالعزيز لتعريفات الثقافة المختلفة ما بين مفاهيم الانتلجنسيا وأشكال الفنون والآداب، والثقافة بوصفها إعادة إنتاج شامل للقيم المادية والروحية، مؤكداً أن لكل تعريف من هذه التعريفات مسوغاته ومبرراته. وأوضح د. عبدالعزيز أن محاضرته تركز على الثقافة العربية كرافد كبير من روافد الثقافات الإنسانية، من حيث تفاعلاتها التاريخية، وقدم قراءة أنثروبولوجية في الثقافة في صلتها بعلم الإناسة كمنتج إنساني شامل. واشتملت المحاضرة على قراءة أفقية للثقافة العربية من حيث المنشأ والخصائص والفرادة والتكامل مع الثقافات الإنسانية، وأوضح د. عبدالعزيز أن العرب قبل الإسلام كانوا على تقارب مع الحضارة اليونانية، وما وجد في الجزيرة العربية قبل الإسلام مثل التعددية الإلهية يثبت ذلك، وهو الانتقال من التجسيد العبادة الوثنية إلى التجريد الذي هو شكل من أشكال التوحيد. وأكد د. عبدالعزيز أنه كانت هناك صلة ما قبل ظهور الإسلام وما بعده، فالمجتمع لم يكن في ظلام مطلق، كانت هناك مقدمات لضرورة انبثاق الرسالة المحمدية، فاليونانية تعتبر مرجعية ثقافية حتى في أوروبا، موضحاً أن التيارات القومية في العالم العربي تأست بالتيارات الأوروبية. وذكر أن ما من لغة عالمية إلا ومتعددة في محليتها، فالمفردة حاملة لمعطيات ثقافية متغيرة، وكذلك اللغة العربية فقد تغيرت طبيعة المفردات في العصر الأموي والعباسي، لأن الأنساق اللغوية في حالة تنوع وتعدد. وأضاف أن الثقافة العربية تعتبر منتجاً تشاركياً كما أن دالة الثقافة تتجاوز المكان والزمان، وهي عابرة للقارات، مشيراً إلى أن التراكم الكمي يؤدي إلى تحول معرفي، وأن قانون التاريخ لا يخبو ويتلاشى إلا ليعود مرة أخرى.

مشاركة :