إسطنبول / الأناضول إلى مستوى قياسي جديد، ارتفع إجمالي الانبعاثات الكربونية للغلاف الجوي في 2023، مع استمرار الاعتماد على الوقود الأحفوري باعتباره أبرز مصادر الطاقة المستهلكة عالميا. وتكشف بيانات وكالة الطاقة الدولية وأخرى متطابقة للأمم المتحدة، أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية المرتبطة بالطاقة ارتفعت 1.1 بالمئة في 2023، بزيادة قدرها 410 ملايين طن متري. ** نقطة مضيئة ووصلت كمية الانبعاثات إلى مستوى قياسي جديد قدره 37.4 مليار طن متري في 2023، مقارنة بـ490 مليون طن في 2022 (1.3 بالمئة). وواصل الفحم تصدره لأكثر مصادر الطاقة إصدارا للانبعاثات الكربونية، وشكلت الانبعاثات من الفحم أكثر من 65 بالمئة من الزيادة عام 2023، مقارنة بـ67 بالمئة في 2022. والنقطة المضيئة في أرقام العام الماضي، تتمثل في تباطؤ نمو الانبعاثات الكربونية العالمية، ويعود ذلك بشكل رئيس إلى تزايد دخول الطاقة الجديدة والمتجددة على خطوط الإنتاج. ويظهر مسح للأناضول استنادا إلى بيانات لوكالة الطاقة الدولية، أنه لولا النقص العالمي في توليد الطاقة الكهرومائية بسبب الجفاف خلال العام الماضي، وارتفاع الانبعاثات بنحو 170 مليون طن بسبب ذلك، لكانت الانبعاثات من قطاع الطاقة العالمية قد انخفضت في 2023. وبين عامي 2019 و2023، زاد إجمالي الانبعاثات المرتبطة بالطاقة بنحو 900 مليون طن، ولولا النشر المتزايد لخمس تقنيات رئيسية للطاقة النظيفة منذ 2019، الطاقة الشمسية الكهروضوئية، وطاقة الرياح، والطاقة النووية، والمضخات الحرارية، والسيارات الكهربائية، لكان نمو الانبعاثات أكبر بثلاثة أضعاف. وبفضل النشر المتزايد للطاقة النظيفة، تشهد الانبعاثات تباطؤا هيكليا. وفي العقد المنتهي عام 2023، زادت الانبعاثات العالمية بما يفوق قليلا 0.5 بالمئة سنويا، وهو أبطأ معدل منذ الكساد الكبير عام 1929. ** عاصمة الانبعاثات والتحول وارتفعت الانبعاثات في الصين بمقدار 565 مليون طن عام 2023، وهي أكبر زيادة على مستوى العالم واستمرار للنمو الاقتصادي الصيني كثيف الانبعاثات في فترة ما بعد الوباء. ومع ذلك، استمرت الصين في الهيمنة على الإضافات العالمية للطاقة النظيفة. وشهدت الصين فترة صعبة استمرت 12 شهرا متتاليا من هطل أمطار أقل من المتوسط منذ منتصف 2022 إلى منتصف 2023، وكان العجز حادا بشكل خاص خلال النصف الثاني من 2022، ما أثر على إنتاج الطاقة الكهرومائية. وحتى مع انتعاش هطل الأمطار تدريجيا على مدى 2023، تم استخدام تدفق المياه الإضافي في المقام الأول لإعادة ملء الخزانات المائية بدلا من إنتاج الكهرباء. وهذا يعني أنه على الرغم من أن أسوأ عجز في هطل الأمطار شوهد في النصف الثاني من 2022، فإن التأثير على إنتاج الطاقة الكهرومائية لم يظهر إلا في 2023. وعام 2023، انخفض توليد الطاقة الكهرومائية في الصين بنحو 4.9 بالمئة، وهو أسوأ انخفاض في العشرين عامًا الماضية. وفي الهند، أدى النمو القوي للناتج المحلي الإجمالي إلى ارتفاع الانبعاثات بنحو 190 مليون طن، لكن الرياح الموسمية الضعيفة أدت إلى زيادة الطلب على الكهرباء وخفض إنتاج الطاقة المائية، ما ساهم بحوالي ربع الزيادة في إجمالي الانبعاثات عام 2023. ** الاقتصادات المتقدمة وبعد انخفاضها بنحو 4.5 بالمئة عام 2023، أصبحت الانبعاثات في الاقتصادات المتقدمة أقل مما كانت عليه قبل 50 عاما. وبلغت كميات الانبعاثات الكربونية في الاقتصادات المتقدمة خلال 2023، نحو 10.4 مليارات طن متري، نزولا من 11 مليار طن متري في 2022، وهو أدنى مستوى منذ عام 1973. وحدث قرابة ثلثي الانخفاض في الانبعاثات من الاقتصادات المتقدمة عام 2023 في قطاع الكهرباء. وللمرة الأولى في التاريخ، بلغ توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية 50 بالمئة من إجمالي التوليد في الاقتصادات المتقدمة، وتمثل مصادر الطاقة المتجددة وحدها حصة غير مسبوقة بلغت 34 بالمئة. وعلى العكس من ذلك، انخفضت حصة الفحم إلى مستوى تاريخي منخفض بلغ 17 بالمئة من مجمل التوليد. وأدى هذا التحول في قطاع الكهرباء إلى دفع الطلب على الفحم في الاقتصادات المتقدمة، إلى مستوى منخفض لم يتم تسجيله منذ عام 1900 تقريبا، باستثناء فترة الكساد الكبير عام 1929، بحسب وكالة الطاقة الدولية. ومنذ ذروته في 2007، انخفض الطلب على الفحم إلى النصف تقريبا بنهاية عام 2023. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :