توقيف مساعد نائب ألماني يميني في البرلمان الأوروبي بشبهة التجسس للصين

  • 4/23/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وأثارت الاتهامات التي تأتي بعد يوم على اعتقال ثلاثة أشخاص آخرين يشتبه بأنهم تجسسوا لصالح الصين في ألمانيا، غضب بكين التي اعتبرت أن هدف عملية التوقيف "تشويه" سمعتها. كما أنها تسدد ضربة جديدة لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتشدد الذي يواجه سلسلة فضائح بما في ذلك اتهام عدد من أعضائه بالارتباط بروسيا. وأفاد مدعون فدراليون في بيان أن المشتبه به الذي تم التعريف عنه باسم جيان غ. متهم بمشاركة معلومات مرتبطة بالبرلمان الأوروبي مع جهاز استخبارات صيني والتجسس على شخصيات صينية معارضة في ألمانيا. وجيان غو مدرج في البرلمان الأوروبي كمساعد معتمد للنائب ماكسيميليان كراه، أبرز مرشحي "البديل من أجل ألمانيا" للانتخابات الأوروبية المقبلة. وتفيد تقارير أنه عمل مساعدا لكراه في بروكسل منذ العام 2019. وأفاد مدعون بأن المشتبه به "موظف في جهاز سري صيني". وقالوا "في كانون الثاني/يناير 2024، سلّم المتهم بشكل متكرر معلومات بشأن المفاوضات في البرلمان الأوروبي وقراراته. كما تجسس على أعضاء المعارضة الصينية في ألمانيا لصالح جهاز الاستخبارات". وأعلن البرلمان الأوروبي بأنه أوقف المساعد عن العمل "بأثر فوري" على خلفية المعلومات التي تم الكشف عنها. واعتبرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر الاتهامات "خطيرة للغاية" ودعت إلى تحقيق معمّق. وقالت "في حال ثبت وجود تجسس لصالح الصين من داخل أروقة البرلمان الأوروبي، فإن ذلك سيمثّل اعتداء من الداخل على الديموقراطية الأوروبية". مخاوف من التدخل في الانتخابات وصف ناطق باسم حزب "البديل من أجل ألمانيا" الاتهامات بأنها "مقلقة للغاية" وقال إن الحزب لا يملك معلومات إضافية عن القضية. وأما كراه، فأفاد بأنه علم بتوقيف مساعده عن طريق التقارير الإعلامية. وقال في بيان إن "التجسس لصالح دولة أجنبية تهمة خطيرة. إذا ثبتت الاتهامات، فسيؤدي ذلك إلى إنهاء خدمته فورا". تسبب عملية التوقيف مزيدا من الاضطرابات لحزب "البديل من أجل ألمانيا" المناهض للإسلام والهجرة بعدما وجد كراه نفسه غارقا في فضيحة أخرى اتُّهم في إطارها بعض النواب الأوروبيين بالقبول بمبالغ مالية لنشر مواقف مؤيدة لروسيا في موقع إخباري تموله موسكو. ورد اسم كراه في تقارير إعلامية بعدما أعلنت الحكومة التشيكية أواخر الشهر الماضي الكشف عن شبكة دعائية روسية. وقال كراه إنه ظهر مرّتين في موقع "فويس أوف يوروب" لكنه "بالطبع لم يحصل على أي أموال لقاء ذلك". كما نفى النائب عن حزب "البديل من أجل ألمانيا" بيتر بيسترون بأن يكون قبل بأي مبالغ مالية للتعاون مع الموقع الإخباري. لكن الاتهامات سلّطت الضوء على التدخل الخارجي المحتمل والتضليل قبيل انتخابات السادس إلى التاسع من حزيران/يونيو والتي يتوقع بأن تحقق أحزاب اليمين المتشدد في أنحاء أوروبا مكاسب فيها. ودعا نواب من كتلة "الخضر" اليسارية في البرلمان الأوروبي الثلاثاء المجلس التشريعي إلى تسريع التحقيقات بشأن العلاقة بين نواب البرلمان الأوروبي والقوى الخارجية. وقال أبرز مرشحي "الخضر الأوروبيين" باس إيكهوت إن "المواطنين سيصوّتون لاختيار أعضاء البرلمان الأوروبي في غضون أقل من سبعة أسابيع. عليهم أن يكونوا على يقين بنسبة 100 في المئة بأن المرشحين في الانتخابات يعملون بشكل ديموقراطي من أجل أوروبا -- لا من أجل روسيا أو الصين أو أي نظام استبدادي آخر". سلسلة قضايا تجسس تم توقيف غو في مدينة درسدن في شرق ألمانيا الاثنين وتم تفتيش أماكن إقامته، بحسب المدعين. وبموجب أبحاث أجرتها شبكات "أيه آر دي" ARD و"آر بي بي" RBB و"إس دبلو آر" SWR الألمانية التي كانت أول من نشر المعلومات المرتبطة بعملية التوقيف، فإن غو ليس غريبا على الاستخبارات الألمانية. وتفيد تقارير بأنه عرض خدماته كمخبر قبل عقد على الأقل لكن عرضه قوبل بالرفض للاشتباه بأنه قد يكون عميلا مزدوجا صينيا. تأتي قضية غو بعدما أوقفت ألمانيا الاثنين ثلاثة من مواطنيها يشتبه بأنهم تجسسوا لصالح الصين عبر توفير إمكانية الوصول إلى تكنولوجيا بحرية سريّة، وهي اتهامات رفضتها السفارة الصينية في برلين بشدّة. ويؤكد الإعلام الألماني بأن القضيتين غير مرتبطتين. وفي بريطانيا الاثنين، اتُّهم رجلان بتمرير معلومات إلى الصين بين سنة 2021 والعام الماضي. وعمل أحد المشتبه بهما سابقا كباحث في البرلمان البريطاني.

مشاركة :