رشيد مشهراوي لسان حال "سينما المقاومة" في غزة

  • 4/24/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

منذ أن بدأت الحرب على غزة في أكتوبر الماضي قرر المخرج رشيد مشهراوي أن يهتم أكثر بسينما المقاومة في غزة، عبر مؤسسة خاصة به، وهو بمشاركته في مهرجان أسوان لأفلام المرأة يوصل صوت الفلسطينيين وقصصهم ويوضح أهداف مؤسسته وتوجهاتها بالتزامن مع الأفلام الفلسطينية التي يعرضها المهرجان. أسوان (مصر) - يفخر المخرج الفلسطيني البارز رشيد مشهراوي بـ”سينما المقاومة”، وهو العنوان الذي اختاره مهرجان أسوان لأفلام المرأة، تضامنا مع سينمائيات فلسطينيات في ظلّ الحرب الجارية في قطاع غزة. وقال مشهراوي البالغ من العمر 62 عاما والذي يرأس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم المصري في المهرجان، على هامش مهرجان أسوان لأفلام المرأة بمصر، “هناك حاجة إلى تصدير صورة سينمائية مختلفة من غزة”. ورفض مشهراوي الدعوة إلى وقف الأنشطة الفنية والثقافية في البلدان العربية كنوع من التضامن مع الشعب الفلسطيني، وقال “لا أعتبر السينما والفن مشروعا ترفيهيا فقط”، مضيفا “إذا لم تقم المهرجانات السينمائية حال وقوع كوارث كبرى شبيهة بما يحدث حاليا في فلسطين، فما الذي يدعو إلى إقامتها أصلا؟”. ويركّز مهرجان أسوان في نسخته الثامنة على “سينما المقاومة” الفلسطينية في ظلّ الحرب بين إسرائيل وحركة حماس بقطاع غزة، والتي اندلعت إثر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر. دفاعا عن النفس مشهراوي يعمل على إعداد فيلم وثائقي يدور حول الحرب الحالية ويسلّط فيه الضوء على “أكذوبة الدفاع عن النفس” تُعرض ضمن مسابقات المهرجان ستة أفلام فلسطينية قصيرة، من بينها الفيلم الوثائقي “خيوط من حرير” للمخرجة ولاء سعادة التي قُتلت الشهر الماضي في الحرب، ومدته 14 دقيقة، ويحكي عن الثوب الفلسطيني وما تحمله تطريزاته من معان. كما يشارك فيلم “أنا من فلسطين” للمخرجة إيمان الظواهري، ومدته خمس دقائق، ويحكي قصة صامدة، الفتاة الفلسطينية – الأميركية المقيمة في الولايات المتحدة والتي تُصدَم في يومها الدراسي الأول برؤية خارطة العالم منقوصة من وطنها. ويتناول الفيلم الوثائقي “مستقبل مقطوع”، ومدته 16 دقيقة، للمخرجة علياء أرصغلي التجارب الحياتية لـ27 فتاة تتراوح أعمارهن بين 11 و17 عاما في ظلّ الاحتلال الإسرائيلي. ويعمل مشهراوي على إعداد فيلم وثائقي يدور حول الحرب الحالية ويسلّط فيه الضوء على “أكذوبة الدفاع عن النفس” -وفق قوله- التي تستخدمها إسرائيل. ويقول “كيف تدّعي الدفاع عن النفس وأنت المعتدي؟”، مضيفا “فجّر الاحتلال مرسما في غزة لإحدى الفنانات مع اللوحات والتماثيل.. فأين هو الدفاع عن النفس في ذلك؟”، وأشار إلى “قتل الفنانين والمثقفين كإرهابيين”. ويعد مشهراوي صاحب أول تجربة فلسطينية سينمائية عرضت بشكل رسمي في مهرجان كان السينمائي في عام 1996 من خلال ثاني أفلامه الطويلة “حيفا”. ومن بين أبرز أفلامه أيضا فيلم “عيد ميلاد ليلى” في عام 2008 وفيلم “فلسطين ستيريو” في عام 2013. ويعود تاريخ السينما في قطاع غزة إلى أربعينات القرن الماضي عندما أنشئت سينما “السامر” التي تمّ تحويل مبناها إلى وكالة لبيع السيارات. وأغلقت دور السينما في القطاع خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987 – 1993) لتعود بعد نشأة السلطة الفلسطينية عام 1994 وافتتاح سينما “النصر” في وسط غزة، لكن متظاهرين إسلاميين أحرقوا مبناها في عام 1996. أفلام من المسافة صفر لقطة من فيلم "خيوط من حرير" لقطة من فيلم "خيوط من حرير" منذ الشهر الثاني للحرب في غزة، بدأ مشهراوي العمل على تأسيس صندوق لدعم السينما في غزة، مشيرا إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي يسرد طوال الوقت روايات مزيفة، ولا بدّ من إظهار الحقيقة ليس فقط للعرب وإنما للعالم بأكمله”. ويهدف الصندوق الذي يحمل عنوان “مؤسسة مشهراوي لدعم السينما والسينمائيين في غزة” إلى تقديم المساعدة للفنانين في غزة، وخاصة منهم السينمائيين، في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يواجهها القطاع جرّاء حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي منذ أكتوبر الماضي، لإدراكه مدى قوة هذا الفن ودوره في خدمة الإنسانية والدفاع عنها. وتحت مظلة المؤسسة أطلق رشيد مشهراوي برنامجا عنوانه “من مسافة الصفر”، تقوم فكرته الأساسية على إتاحة الفرصة للفنانين، وخاصة الشباب من صانعي الأفلام الموهوبين والمبتدئين في غزة، للتعبير عن أنفسهم بإنتاج أفلام قصيرة روائية أو وثائقية أو تجريبية، مدتها ثلاث دقائق. ويرمي المشروع إلى إنتاج عشرين فيلما، تصل مدتها الإجمالية إلى 60 دقيقة تقريباً، يمكن تقديمها في عروض فردية أو جماعية، لسرد قصص لم تُحكَ من قبل، خاصة القصص الشخصية، وتقديمها بطريقة تحترم الجودة الفنية والتقنية، لإتاحة فرصة المشاركة في مهرجانات فنية هامة والانخراط في فعاليات على مستوى عال. ويشير مشهراوي إلى أن مبادرة “أفلام من المسافة صفر” ستساعد مخرجين ومخرجات في غزة “تحت القصف أو أصبحوا لاجئين” على إنتاج أفلامهم. هدفُ برنامج “من مسافة الصفر” هو أن يتيح لصانعي الأفلام المبتدئين في غزة فرصة إظهار موهبتهم بإنتاج أفلام قصيرة وتنشط في المبادرة سينمائيات نساء. ويقول مشهراوي “دائما في أصعب اللحظات، نجد المرأة الفلسطينية في المقدمة”. ويعتبر المخرج الفلسطيني أنه على الرغم من أن إسرائيل “تقتل منّا الكثير”، إلا أنه “من الصعب أن يحتلّوا (الإسرائيليون) ذاكرتنا، هوياتنا والموسيقى والتاريخ والثقافة”. ومنذ عام 2008 خاضت إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ثلاث حروب، وحصل أكثر من تصعيد دام. ويرى مشهراوي أن تضامن الجمهور العربي مع الشعب الفلسطيني، “وأنا أقصد الشعوب وليس القيادات، ربما (…) نابع من عجزه وتقييده من أنظمته”. ويضيف “كنت أحلم بأن تكون الأنظمة العربية مثل الشعوب. ولكن أقولها بكل وضوح: هذا لم يحدث، حتى بعد اقترابنا من مئتي يوم على الحرب”. يذكر أن رشيد مشهراوي من مواليد عام 1962. أخرج فيلمه القصير الأول “جواز السفر” عام 1986، ثم هاجر إلى هولندا عام 1993 حيث أقام لمدة 3 سنوات وأسس مع هاني أبوأسعد شركة أفلام “أيلول” التي أنتجت أفلاما بالتعاون مع شركة أفلام “أركوس” الهولندية. قدم فيلمه الروائي الأول بعنوان “حتى إشعار آخر” 1993، ثم فيلمه الروائي الطويل الثاني “حيفا” عام 1996، والذي كان أول فيلم فلسطيني يعرض بشكل رسمي في مهرجان كان السينمائي. وفي عام 1996 أسس رشيد مشهراوي “مركز الإنتاج السينمائي” في رام الله، وأنتج من خلاله مجموعة من الأفلام منها “رباب” 1997، و”توتر” 1998، و”خلف الأسوار” 1999، و”غباش” 2000، و”موسم حب” 2000، و”مقلوبة 2000، و”من فلسطين بث مباشر” 2001. حصل على العديد من الجوائز العالمية في المهرجانات الدولية، وشارك في عضوية ورئاسة لجان تحكيم في مهرجانات عربية ودولية.

مشاركة :