العلاج بالحميات الغذائية الطبية وسيلة فعالة للشفاء من القولون العصبي

  • 4/24/2024
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يؤكد خبراء الصحة على أهمية الحميات الغذائية في علاج الأمراض المتصلة بالجهاز الهضمي، من ذلك القولون العصبي، مشيرين إلى أن الحد من بعض أنواع المأكولات يحقق نتائج أفضل في تقليل أعراض هذه المشكلة الصحية. ويمكن لمرضى القولون العصبي اتباع نظام غذائي يعتمد على تقليل تناول الكربوهيدرات القابلة للتخمر والتي تعرف باسم “الفودماب” وتتضمن المواد التي تحتوي على اللاكتوز. سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - توصلت دراسة علمية أجريت في السويد إلى أن العلاج بالأدوية ليس هو الوسيلة الفعالة دائما للشفاء من متلازمة القولون العصبي، وأن اتّباع حميات غذائية تعتمد على الحد من بعض أنواع المأكولات يحقق نتائج أفضل في تقليل أعراض هذه المشكلة الصحية. ويعاني الكثيرون من متلازمة القولون العصبي، وتتمثل أعراض الإصابة بهذا المرض في اضطرابات الجهاز الهضمي والشعور بآلام المعدة مع نوبات من الإسهال والغازات والإمساك بدرجات متفاوتة من حيث شدتها. وبحسب الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “ذي لنست غسترو أنترولوجي أند هيباتولوجي” المتخصصة في أمراض الجهاز الهضمي والكبد، قام فريق بحثي من جامعة غوتنبرغ بدراسة شملت عقد مقارنة بين ثلاثة أساليب لعلاج القولون العصبي، من بينها طريقة تعتمد على تناول الأدوية وطريقتان تعتمدان على اتّباع حميات غذائية معينة. وفي إطار الدراسة، تم تقسيم مجموعة من المتطوعين الذين يعانون من مرض القولون العصبي إلى ثلاث مجموعات، حيث خضع أفراد المجموعة الأولى للعلاج بالأدوية، فيما اتبع أفراد المجموعة الثانية نظاما غذائيا يعتمد على تقليل تناول الكربوهيدرات القابلة للتخمر التي تعرف باسم “الفودماب” وتتضمن المواد التي تحتوي على اللاكتوز والحبوب والبصل وغيرها، فيما اتبعت المجموعة الثالثة حمية غذائية تعتمد على تقليل نسبة الكربوهيدرات وزيادة معدلات البروتين والدهون. وتضمنت كل مجموعة حوالي 100 متطوع واستمرت فترة الدراسة أربعة أسابيع للوقوف على مدى استجابة أفراد كل مجموعة للعلاج، ومدى تحسن أعراض القولون العصبي لديهم. أعراض الإصابة بالمرض تتمثل في اضطرابات الجهاز الهضمي والشعور بآلام المعدة مع نوبات من الإسهال والغازات والإمساك أعراض الإصابة بالمرض تتمثل في اضطرابات الجهاز الهضمي والشعور بآلام المعدة مع نوبات من الإسهال والغازات والإمساك وتبين من الدراسة أن نسبة تحسن أفراد المجموعة التي اعتمدت على الأدوية لعلاج القولون العصبي بلغت 58 في المئة مقابل 76 في المئة لدى المجموعة التي قللت من تناول الكربوهيدرات القابلة للتخمر و71 في المئة لدى المجموعة التي قللت نسبة الكربوهيدرات ورفعت نسبة البروتين والدهون في وجباتها الغذائية. ونقل الموقع الإلكتروني “سايتيك ديلي” المتخصص في الأبحاث العلمية عن سانا نيباكا الباحثة في جامعة غوتنبرغ قولها “لقد أظهرنا من خلال هذه الدراسة الدور الرئيسي الذي تلعبه الحميات الغذائية في علاج القولون العصبي، وأن هناك كثيرا من الوسائل العلاجية البديلة عن الأدوية التي يمكن الاعتماد عليها والتي تتسم بالفعالية في علاج المرض”. ويعد القولون العصبي مرضا شائعا يصيب الجهاز الهضمي ويتسبب للمرضى بعدم الراحة وآلام في البطن واضطرابات في حركة الأمعاء. وتشير تقديرات المؤسسة الدولية لاضطرابات الجهاز الهضمي إلى أن نحو 5 – 10في المئة من سكان العالم يعانون من متلازمة القولون العصبي، وأن النساء أكثر عرضة للإصابة بالمرض من الرجال، وأن أغلب المصابين به هم دون سن الـ50 عاما، وأنه يتم تشخيص العديد من المرضى بالإصابة بعد مرور أعوام طويلة من ظهور الأعراض. وقال الدكتور أنتوني ليمبو، مدير الأبحاث في معهد أمراض الجهاز الهضمي في كليفلاند كلينك، “لا تزال أسباب متلازمة القولون العصبي غير معروفة، لكن الباحثين حددوا مجموعة من عوامل الخطورة للإصابة بالمرض، والتي تشمل التغير في بكتيريا الأمعاء، والتهابات الجهاز الهضمي الشديدة، وعدم تحمل الأطعمة، والضغوط والتوتر في مرحلة الطفولة، ومشاكل التنسيق بين العقل والأمعاء. وأظهر بحث أُجري مؤخرا أن القيام ببعض التعديلات في أسلوب الحياة يمكنه التقليل من مخاطر إصابة الأفراد بمتلازمة القولون العصبي بشكل كبير”. وأشار الدكتور ليمبو إلى دراسة شارك فيها وتم نشرها في وقت سابق من العام الجاري في مجلة “غات” البريطانية لأمراض الجهاز الهضمي، والتي تم خلالها متابعة نحو 64268 راشدا في المملكة المتحدة تتراوح أعمارهم ما بين 37 و73 عاما (متوسط العمر هو 55 عاما) لفترة 12 عاما، وكانوا جميعا ممن لم يتم تشخيصهم سابقا بمتلازمة القولون العصبي. وأضاف الدكتور ليمبو “سلطت دراسة مجلة ’غات‘ الضوء على خمس عادات متعلقة بأسلوب الحياة يمكنها أن تقلل وبصورة ملموسة من مخاطر إصابة الأفراد بمتلازمة القولون العصبي، وبيّنت أنه يمكن توظيف التعديلات على أسلوب الحياة كإستراتيجية وقائية أساسية. وتعتبر هذه العادات مفيدة للصحة بشكل عام، ولقد نجح الأفراد الذين قاموا بتطبيق ثلاث من أصل خمس عادات في أسلوب حياتهم في خفض مخاطر إصابتهم بمتلازمة القولون العصبي بنسبة 42 في المئة”. Thumbnail وتشمل عناصر أسلوب الحياة الخمسة ما يلي: الحصول على قدر كافٍ من النوم (من سبع إلى تسع ساعات يوميا)، وممارسة الأنشطة البدنية بانتظام، واتّباع نظام غذائي صحي ومتوازن، والامتناع عن التدخين، والإقلاع عن الخمر. وفي تعليقه على كيفية تطبيق هذه العادات في أسلوب الحياة بصورة عملية، أوضح الدكتور ليمبو أنه يمكن للأفراد تحسين جودة النوم من خلال اتّباع مبادئ صحة النوم مثل تقليل الوقت الذي يقضونه على الشاشات قبل النوم، ووضع برنامج ليلي، وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين في المساء. وفيما يخص النظام الغذائي، فإن اتّباع برنامج غذائي مثل حمية البحر الأبيض المتوسط هو أمر على قدر كبير من الأهمية؛ إذ تتضمن هذه الحمية كمية كبيرة من الألياف وتركز على الأطعمة غير المعالجة. وبخصوص ممارسة التمارين الرياضية، فإن ممارسة 30 دقيقة من التمارين الرياضية متوسطة إلى مرتفعة الشدة ثلاث إلى خمس مرات أسبوعيا تعد مفيدة في هذا السياق، ولكن يجب القيام بذلك بحسب مستوى صحة الفرد وبعد الحصول على موافقة الطبيب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأفراد التعاون مع فرق الرعاية الصحية الخاصة بهم من أجل تحديد المحفزات الفردية لنوبات متلازمة القولون العصبي ومعالجتها، والتي تشمل العديد من العناصر بدءا من التوتر وصولا إلى تناول دواء أو طعام معين. وفي حال كان الطعام هو المحفز، فإنه يمكن للبرامج الغذائية، التي تنص على تجنب تناول بعض الأطعمة، والتي يتم الالتزام بها بالتشاور مع الطبيب، المساعدة في تخفيف الانزعاج وتحديد الأطعمة التي تسبب نوبات متلازمة القولون العصبي. وتشمل الأطعمة التي عادة ما يتم إسقاطها من الأنظمة الغذائية كلا من الغلوتين ومنتجات الألبان والسكر والأطعمة المعبأة والمعالجة. وأشار الدكتور ليمبو إلى أن التغييرات في أسلوب الحياة وتجنب المحفزات التي تتسبب بالنوبات قد لا تكون خطوات كافية لوحدها في حالة العديد من المرضى، وقال في هذا السياق “يركز مستشفى كليفلاند كلينك على الرعاية الشاملة متعددة التخصصات، كما توجد هناك عدة خيارات دوائية لمعالجة بعض أعراض متلازمة القولون العصبي والحالات الأساسية المرتبطة بها، كما أن الأساليب العلاجية السلوكية قد تكون مفيدة كذلك”.

مشاركة :