برهن لص تائب على أنه لم يفت الأوان على التكفير عن سيئاته حينما أعاد مبلغاً من المال سرقه من سائق سيارة أجرة وذلك بعد مرور 12 عاماً على جريمته. وكان السائق أبوبكر لورقات-49 عاماً- قد تعرض لسرقة محفظته في عام 2004 وبداخلها حصيلة يوم من العمل والاجتهاد. وقال سائق سيارة الأجرة انه نسى الحادث تماماً حتى تلقى رسالة اعتذار من مجهول ومعها خمس ورقات من فئة الخمسين جنيها إسترلينيا عبر البريد على عنوان منزله في بلاكبيرن بمقاطعة لانكشاير. وكتب اللص في رسالته "أنا آسف حقا لما حدث وآمل أن تغفر لي من كل قلبك". وقد أسعدت توبة اللص ابو بكر الذي يعول أربعة أطفال مع أمهم. وكان المنجد السابق، والمعروف لأصدقائه باسم "أبو" قد بدأ للتو عمله كسائق سيارة أجرة قد انهى عمله وترك سيارته في وسط مدينة بلاكبيرن للحاق بحافلة إلى منزله ببلده ليتل هاروود عندما وقع الحادث. وعن ذلك قال"وصلت إلى المنزل لاكتشف أن محفظتي اختفت مع رخصة قيادتي ومعها أكثر من 200 جنية إسترليني هي حصيلة عملي في نهاية الأسبوع". ومضى ابوبكر قائلاً "لم أدرك حقيقة ما حدث. هل سقطت مني المحفظة أم أن يداً آثمة امتدت لتسلبني مالي؟ الله ورسوله أعلم". "بالطبع لم يسر ذلك زوجتي أمينة التي اوكلت إليها أمر تدبير شؤون المنزل لأتفرغ للعمل حيث إن هذا المبلغ كان مخصصاً لسداد الفواتير وشراء الطعام". "فقدان المبلغ سبب لنا مصاعب لاسابيع لكننا بفضل من الله تمكنا من تجاوزها. وقال أبوبكر انه شعر بالدهشة عندما فتح المظروف ليجد خمس ورقات من فئة الخمسين جنيهاً إسترلينيا ومعها اعتذار لطيف عن السرقة التي حدثت قبل 10 إلى 15 سنة". وجاء في اعتذار اللص التائب" أنا آسف حقا لهذا الموضوع وآمل أن يتسع قلبك للمغفرة. مرفق بعض المال للتعويض عن المال المسروق منك". وقال سائق سيارة الأجرة "لقد فوجئت حقا بالحصول على المال بعد كل هذه السنوات". "لقد أثلج صدري ما قام به هذا الشخص بعد كل هذه السنوات. اتمنى أن يحذو الكل حذوه". وينوي أبوبكر انفاق المال على رحلته السنوية لرؤية والديه المسنين في ولاية غوجارات في الهند والتبرع ببعضه للفقراء هناك. وقال المفتش عابد خان من شرطة بلاكبيرن: "هذا أمر نادر جدا، ولكنه يثلج الصدر. إنه لأمر جيد أن نرى شخصاً يستجيب لما يمليه عليه ضميره بعد كل هذه السنوات".
مشاركة :