تواصل الفرق المتنافسة في الدوري السعودي للمحترفين "دوري روشن 2023-2024" محاولة بلوغ تطلعاتها وطموحاتها المتباينة بكل تفاصيلها، وتحقيق أهداف رُسِمَت ملامِحُها، طوال مسيرة امتدت لـ 28 جولة سابقة، سواءً على صعيد التتويج بلقب الدوري، على غرار الهلال المتصدر ووصيفه النصر، أو المنافسة على المقعد الآسيوي الذي ينشده كل من الأهلي والاتحاد والتعاون، وربما يدخل الفتح وغيره في هذه المنافسة. وفي منطقة الوسط، تحاول الفرق الحصول على مركزٍ وسطٍ في منطقةٍ دافئة بجدول الترتيب تضمن لأندية مثل ضمك والشباب والخليج والفيحاء، لأن يستعجلوا بوضع خطة مبكرة، تسهم في تقديمهم لعطاءٍ أفضل في الموسم القادم، أو أندية أخرى تنازع الروح والحياة بل وتقاتل للهروب من دوامة الصراع على الهبوط لمصاف أندية الدرجة الأولى العام المقبل، مثل الوحدة والرائد والطائي والرياض رغم أنهم لا يقعون ضمن محيط الخطر على غرار أبها والأخدود والحزم، المعرضين أكثر للحرمان من فرصة اللعب في دوري روشن 2024 - 2025. فالهلال على سبيل المثال يستضيف بعد غدٍ الجمعة على ملعب المملكة أرينا نظيره الفتح، واضعاً نصب عينيه هدفين، يتمثل الأول في محاولة تضميد ومداواة جراح خروجه من نصف نهائي دوري أبطال آسيا 2023، مستعيناً بهيبة وقوة صنعها طوال مسيرته الدورية هذا الموسم، تمكن عبرها من تسيد المشهد بصدارة جدول ترتيب المسابقة بـ 77 نقطة جمعها من 28 مباراة، وبفارق 9 نقاط عن ملاحقه النصر صاحب الـ 68 نقطة، تحصل عليها من 28 مواجهة، لذا يركز في هدفه الثاني، الاستمرار بصدارة الترتيب والابتعاد بها. هذه الطموحات الهلالية لم تتراجع رغم غياب نجمي الفريق الصربي ألكسندر ميتروفيتش والبرازيلي نيمار دا سيلفا الغائبين بسبب الإصابة، إلى جانب شكوك تحول حول مشاركة الظهير ياسر الشهراني والقائد سالم الدوسري، بعد إصابتهما في مباراة العين في إياب نصف النهائي القاري، إذ ستتحدّد مشاركتهما من عدمها بعد خضوعهما للفحوص الطبية. في المقابل يأمل الفتح، سادس الترتيب، استغلال ظروف الهلال من أجل تحقيق نتيجة ايجابية، وهو يعيش موسماً جيداً، إذ يتقدّم على الاتفاق والشباب في جدول الترتيب. من جانبه يستضيف صاحب الوصافة فريق النصر بقيادة البرتغالي كريستيانو رونالدو فريق الخليج صاحب المركز التاسع يوم السبت لحساب ذات الجولة الـ 29 على ملعب الأول بارك، متطلعاً لتحقيق فوزه السادس توالياً ومواصلة مطاردة الهلال على الصدارة، رغم غياب أكثر من لاعب، على رأسهم المهاجم السنغالي ساديو مانيه بسبب الإيقاف، وأيمن يحيى الذي يقدم أداءً ملفتاً مع الأخضر الأولمبي في مسابقة كأس أسيا تحت 23 عاماً في قطر، والمصابين البرازيلي أندرسون تاليسكا المصاب، ومحمد مران اللذين انتهى موسمهما بعد إصابتين ستغيبهما نظير حاجتهما لتدخل جراحي. وستشهد هذه الجولة لقاء قمةٍ يجمع الاتحاد رابع الترتيب مع صاحب المركز الـ 11 فريق الشباب في جدة، وسط تطلعاتٍ متشابهةٍ إلى حدٍ كبير، فكلاهما يبحثان عن تحسين مركزهما، إذ يأمل أصحاب الأرض الوصول للنقطة الـ 53 والوصول لثالث الترتيب، بجانب رغبتهم تعويض خسارتهم ذهاباً أمام ضيفهم الشباب 0-1، رغم غياب لاعب الوسط البرازيلي فابينيو، بسبب إصابة في الفخذ امتدت إلى وتر داخل النسيج العضلي، فيما يتسلح الضيوف بأوراق مهمة وصفقات استطاعوا انتدابها خلال الفترة الشتوية، وباتت منسجمة بشكلٍ كبير مع المجموعة التي بدأ بها الشبابيون موسمهم هذا العام، بل وفتحت لهم آفاق جديدة ورفعت سقف طموحاتهم للعمل بجدية وسعيٍ حثيث لتحسين ترتيب فريقهم في سلم الترتيب، على غرار الكرواتي إيفان راكيتيتش الذي يخضع لاختبارات لياقية ستحدد مصير مشاركته في هذه الموقعة، والمدافع المغربي رومان سايس، ولاعب الوسط البلجيكي كاراسكو. ويتطلع الأهلي صاحب المركز الثالث من جهته إلى حصد نقاط مباراته أمام ضيفه الرياض غداً الخميس، ومعوضاً تعادله الأخير أمام الوحدة 1-1، إلا أن الرياض بدوره يدخل هذه المواجهة بطموحات تحقيق نتيجةٍ إيجابية تبعده عن مراكز الخطر، وتساعده على خوض ما تبقى من الجولات براحة وتركيز أكبر للحفاظ على فرصة البقاء في دوري الأضواء. وفي ذات السياق وبذات التفاصيل ستشهد باقي مواجهات هذه الجولة إثارة وندية ومستوى فنياً عالياً، لا سيما وأن السباق في أمتاره الأخيرة، لذا تتطلع باقي الفرق لتحقيق نتائج إيجابية تمكنها من إسعاد محبيها وتحقيق آمالهم، على غرار الوحدة الذي سيستضيف في مدينة الملك عبدالعزيز بالشرائع بمكة المكرمة متذيل الترتيب فريق الحزم، والطائي عندما يحل ضيفاً بالمجمعة على الفيحاء، وضمك حين يقابل التعاون في خميس مشيط، والأخدود الذي سيستقبل أبها، والرائد عندما يواجه على ملعبه ببريده فريق الاتفاق.
مشاركة :