تهتم جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة “ضمن مشروع جودة حياة” بتقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية للأيتام أو القائمين على رعايتهم من الأسر البديلة، وذلك نظرا لاحتياجهم لهذه الخدمة في عدد من المجالات، ويهدف “مشروع جودة حياة” للاستشارات النفسية لمساعدتهم على الاستقرار النفسي والاجتماعي وتحسين جودة حياتهم، فكثيرا من الأمهات يعانين من فرط الانفعالات الناتج من الأطفال، ويبحثن دائماً عن طرق لتنظيم تلك الانفعالات. ولهذا الاحتياج قدم القسم النفسي بجمعية كيان للأيتام مساء أمس دورة تدريبية بعنوان “تنظيم الانفعالات” عبر منصة زوم شاركت فيها طالبات التدريب من جامعة الملك سعود، المتدربة غلا المالكي والمتدربة مرام الحربي، وذلك بحضور الدكتورة عقيلة العنزي المشرفة عليهن في الجامعة وإشراف الأخصائية النفسية ريم البليخي من جمعية كيان. واشتملت الدورة الموجهة لمستفيدات كيان للأيتام على عدد من المحاور منها:” مفهوم الانفعالات وتنظيمها، أنواع الانفعالات، أسباب سرعة الانفعالات، تأثير الانفعالات على السلوك والصحة، تنظيم الانفعالات والمراحل العمرية، واستراتيجيات تنظيم الانفعالات “. هذا وبينت المتدربة غلا المالكي “تعريف مفهوم تنظيم الانفعالات وإدارة انفعالاته ومحاولة التحكم فيها”، كالوعي بتلك الانفعالات وإدراكها مع القدرة على كيفية التعبير عنها، وتحدثت عن أنواع الانفعالات المتمثلة في الغضب والخوف والسعادة والحزن وتطرقت إلى الشرح الوافي عن أشكالها وتأثيراتها على السلوك والإبداع والإنتاجية، والتفاعل الاجتماعي، والصحة الجسدية، والعقلية. كما أوضحت أن العواطف هي استجابات للمحفزات الداخلية والخارجية ويمكن أن تؤثر على صحة الشخص. سواء كانت مشاعر إيجابية على الصحة مثل الفرح والرضا، أو تكون مشاعر سلبية مثل الغضب والقلق والاكتئاب تزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة البدنية والعقلية. وتؤثر على اتخاذ القرارات السليمة للشخص، كما أشارت إلى أنواع متعددة للانفعالات منها الإيجابية، والسلبية، والفطرية، والمكتسبة. ثم تحدثت الأخصائية النفسية المتدربة مرام الحربي عن “تنظيم الانفعالات في المراحل العمرية المختلفة “سن الطفولة المبكرة والمتأخرة، ومرحلة المراهقة والشباب، ومرحلة الكهولة والشيخوخة، وشرحتها شرحا مفصلا مما أثرى معلومات الحاضرات من مستفيدات كيان. وأشارت إلى أنه من أسباب الانفعالات السلبية: الإحباط والعصبية والغضب والضغوط النفسية كضغوط العمل أو الضغط داخل الأسرة، وكذلك التفكير السلبي: كالتفكير في الفشل الذي يؤثر على المشاعر فتصبح مشاعره حزينة وبالتالي تنتقل هذه المشاعر إلى السلوك. مضيفة أن للتنشئة أيضا دور في الانفعالات. ثم تحدثت الدكتورة عقيلة العنزي المشرفة على طالبات التدريب بقسم علم النفس بجامعة الملك سعود عن” استراتيجيات التنظيم الانفعالي “موضحة أن هناك استراتيجيات تتمركز على الموقف، أو على المعرفة، أو على الاستجابة وأشارت إلى كيفية التحكم في انفعالاتنا لنصل لدرجة الثبات، من خلال المرونة والتماس الأعذار للآخرين وعدم اتخاذ القرارات وقت الغضب، والتنفيس بالكتابة على الورق، وممارسة الرياضة والنوم الكافي وتقبل النقد البناء. وبينت أن الانفعالات هي تغير في الحالة الوجدانية، واستجابة منظمة لحدث ما ولها مظهر فيزيولوجي ومعرفي وسلوكي، وأنه من مظاهر النضج أن يقوم الأشخاص بمحاولات لتنظيم انفعالاتهم متوافقين في ذلك مع محيطهم الاجتماعي. وأبانت أن عملية تنظيم الانفعالات تتضمن استخدام استراتيجيات عدة، بعضها تكيفي كإعادة التقييم مثلاً، وبعضها الآخر أقل تكيفاً كاستراتيجية القمع، وتستخدم هذه الاستراتيجيات للتعامل مع الانفعالات السلبية والايجابية على حد سواء، مع اختلاف دقيق يتعلق بتحقيق الأمان الاجتماعي في ظل الظروف الضاغطة التي تثيرها. وهذه الاستراتيجيات غاية في الأهمية منها المرتبط بالمواقف وكيفية تعديلها، واستراتيجيات متمركزة على المعرفة وكيفية تعديلها، واستراتيجيات تتمركز على الاستجابة وكيفية تعديلها كما أشارت إلى ضرورة قمع التعبير الانفعالي. وقدمت عددا من النصائح للمستفيدات ودار بينها وبينهم نقاش مثمر. هذا وشكرت الأخصائية النفسية ريم البليخي من جمعية كيان الدكتورة عقيلة العنزي والأخصائيات المتدربات على كل ما قدمن من معلومات استفاد منها مستفيدات جمعية كيان، مضيفة أنه تم اختيار موضوع الدورة ومحاورها بناء على احتياجات القسم النفسي لدى الجمعية وكان الحضور والتجاوب رائع.
مشاركة :