يُعد التُراث العُمراني بنجران كنزاً حضارياً ثميناً، يسرد للزائر جزءاً مهماً من أجزاء العِمارة الشعبية القديمة بالمنطقة التي تُعبر عن أهمية مكتسباتنا التُراثية، وتفردت نجران بأبواب البيوت الطينية، متباهية بزخارفها وأشكالها البديعة التي تغذي البصر. يتكون الباب التراثي في نجران من خشب السدر أو الأثل وانطبع فن زخرفة الأبواب الخشبية لبيوت الطين في نجران بذاكرة المنطقة كدلالة على أسرار هذه الحرفة الشعبية وأهميتها، حيث إن الباب هو المُستَقبلُ الأول لكل زائر، لذا يحرص صاحب البيت أن يكون الباب مكتسياً بمظاهر الفتنة والجمال. وثُمثل الأبواب الحالة المادية لِصاحب المنزل، من ناحية تراكيبها وهندستها الزخرفية وأحجامها، حيث يتكون الباب التراثي في نجران من قطعتين أو ثلاث قطع من خشب السدر أو الأثل، وتتفاوت من بيت إلى آخر وكانت تعرف بأسماء "الشبح"، و"المضلع". وتتكون أجزاء الباب من "القرعة"، وهي قطعة دائرية أو مسطحة من الحديد لقرع الباب، و"المعقم" وهو قطعة كبيرة من الخشب تحت الباب ويكون فيها حفرة يدور فيها الباب، و"المغلق" وهي قطعتان من الخشب مصنوعتان بطريقه معينه لإغلاق الباب، و"المفتاح" كان في البداية من الخشب ثم تطور وأصبح من الحديد، و"السكرة" وهي أداة تثبت في الباب من الأعلى بشكل رأسي كمزلاق لإقفال الباب من الأعلى. وتُعد مهنة نِجارة الأبواب القديمة من المهن الشعبية العريقة التي انحسرت في وقتنا الحالي، حيث كان يبدع الصُنّاع حسب كل منطقة في بناء الأبواب أو النوافذ معتمدين على أشجار الأثل والسدر، بعد تقطيعها وتشذيبها على شكل ألواح مستطيلة حتى يأخذ الباب شكله النهائي، كما كانوا يتفننون في صناعتها وزخرفتها بما يعكس الموروث الشعبي والاجتماعي لكل منطقة، وتختلف حسب مواقعها في المنزل من باب "الحوش"، أو على المدخل الرئيس للمنزل، إلى أبواب الغرف، ولكنها تتميز بجمال التصميم وصلابتها التي أبقت بعضًا منها موجودًا حتى الآن.
مشاركة :