استثمارات ميتا في الذكاء الاصطناعي تثير قلق منافسيها

  • 4/26/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نيويورك - بدأ المستثمرون يفقدون صبرهم تجاه استثمارات الذكاء الاصطناعي الهائلة، التي تقوم بها شركات التكنولوجيا الكبرى هذا الأسبوع بعد أن أشارت مجموعة ميتا بلاتفورمز الأميركية إلى إنفاق أعمق وطريق طويل نحو الربحية. وضاعفت ميتا صافي أرباحها في الربع الأول من هذا العام، لكنّ ارتفاع تكلفة استثمارات الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام وواتساب في مجال الذكاء الاصطناعي أثار قلق وول ستريت. وشهدت المجموعة التي تحتل المرتبة الثانية في العالم في مجال الإعلان عبر الإنترنت ارتفاع مبيعاتها الربعية بنسبة 27 في المئة، لتصل إلى 36.5 مليار دولار، حققت منها أرباحا بقيمة 12.4 مليار دولار، وكلا الرقمين فاقا التوقعات. لكنّ المجموعة أعلنت أيضا الأربعاء الماضي أن استثماراتها ستتراوح بين 35 و40 مليار دولار هذه السنة، أي أكثر مما كان متوقعا، بسبب الاحتياجات في مجال الذكاء الاصطناعي، سواء في ما يتعلق بالبنية التحتية، أو بالأبحاث والتطوير، أو سوى ذلك. ماكس ويلنز: اتجاه ميتا سوف يتيح لها توليد هوامش تحسد عليها ماكس ويلنز: اتجاه ميتا سوف يتيح لها توليد هوامش تحسد عليها وألقى الامتياز الذي قدمته ميتا في تقريرها ربع السنوي بظلاله على مجموعتي مايكروسوفت وألفابت، مالكة غوغل، اللتين أعلنتا عن أرباحها الربع سنوية الخميس. وقال رئيس المجموعة مارك زوكربيرغ خلال لقاء مع المحللين “أعتقد أن تفاؤلنا وطموحنا زادا في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي”. وأثار هذا الأمر مخاوف في السوق المالية، وهو ما أدى إلى تراجع بنسبة 16 في المئة في قيمة أسهم المجموعة خلال التداولات الإلكترونية بعد إغلاق بورصة نيويورك. لكن سهم مايكروسوفت تراجع بدرجة أقل بنسبة اثنين في المئة وسهم ألفابت بنحو 3 في المئة وسهم نفيديا بواقع 1.4 في المئة. وأبدى بعض المحللين تفاؤلا أكبر، نظرا لنمو أعمال ميتا الأساسية، فالمساحات الإعلانية المتاحة لدى المجموعة للبيع آخذة في الازدياد ومتوسط سعرها يرتفع. ونقلت وكالة فرانس برس ماكس ويلنز من شركة إي ماركتر أن ذلك يتيح “توليد هوامش تحسد عليها، حتى لو استمرت في الاستثمار في القطاعات التي قد لا تساهم في الأرباح قبل سنوات”. وكانت ميتا المتأخرة عن غوغل ومايكروسوفت في السباق المحموم لتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، قد أعلنت الأسبوع الماضي عن نسخة محسّنة من برنامج ميتا أي.آي ميتا أي.آي على غرار تشات جي.بي.تي. وسيكون لبرنامج ميتا أي.آي حضور أكثر فاعلية على منصات المجموعة وبات أكثر ذكاء وأعلى سرعة بسبب التقدم الذي شهده نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد للاما 3. وأكد زوكربيرغ أن الأصداء الأولى كانت إيجابية جدا، وتشجعه على الاستثمار بما يكفي “للبقاء في الطليعة” وجعل ميتا أي.آي مساعد الذكاء الاصطناعي “الأفضل والأكثر استخداما في العالم”. وأضاف “لم نعد نكتفي بتدريب نماذج ذكاء اصطناعي جيدة لبناء منتجات جديدة للشبكات الاجتماعية والتجارة الإلكترونية، بل وصلنا إلى مرحلة نظهر فيها أننا قادرون على بناء نماذج متطورة وأن نصبح الشركة الأولى في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم”. استثمارات ميتا لكنّ زوكربيرغ أقرّ بأن الأمر قد يستغرق “سنوات عدة” قبل أن تؤتي هذه الجهود ثمارها. ومع ذلك، رأت وول ستريت أنها فترة طويلة جدا وغير مؤكدة النتائج، حتى إن بعض المحللين اقترحوا خلال اللقاء أن تنفق ميتا أقل في ميتافيرس وأن تحرر بالتالي قسما من الأموال بحيث تُخصَص للذكاء الاصطناعي. ومجددا، سجّل فرع رياليتي لابس المعنيّ بتطوير الأجهزة والبرامج الخاصة بعالم ميتافيرس، الذي يوفر خاصية المزج بين العوالم الحقيقية والافتراضية عبر نظارات وسماعات عالية التقنية، خسائر كبيرة بلغت أكثر من 3.8 مليار دولار. وتوقعت ميتا أن يزيد حجم هذه الخسائر، لكن مارك زوكربيرغ الذي يعتبر أن ميتافيرس هو مستقبل الإنترنت، أكد ثقته في الإمكانات التي تنطوي عليها هذه التكنولوجيا. ورأى أن الذكاء الاصطناعي يتماشى جيدا مع المنتجات الجديدة المرتبطة بميتافيرس، وقال إن “النظارات المتصلة تُعدّ مثالية لمساعد الذكاء الاصطناعي، لأنها تتيح له رؤية ما يراه المستخدم وسماع ما يسمعه، وبالتالي سيتوافر للمساعد كل ما يلزم لمعاونة” المستخدم. وأطلقت المجموعة الأميركية أخيرا نظامها التشغيلي ميتا هورايزن أو.أس لأجهزة الواقع المختلط، الذي يجمع بين العناصر الحقيقية والواقعين المعزز والافتراضي، وهو ما بات مفتوحا أمام الشركات المصنّعة الأخرى. وبحلول نهاية السنة الجارية، سيكون في وسع ميتا البدء ببيع الإعلانات على منصتها النصية ثريدز المشابهة لمنصة إكس. وتوقّع نائب رئيس شركة فورستر مايك برولكس أن يرضي ذلك “المعلنين الذين يرغبون في التواصل في الوقت الفعلي مع جمهورهم والذين سيكون لديهم أخيرا بديل من إكس”. ولاحظت ديبرا ويليامسون من سوناتا إنسايتس أن ميتا متأخرة عن الركب في مجال الذكاء الاصطناعي، لكنّها رأت أن “منصاتها توفّر لها قاعدة مستخدمين ضخمة لاختبار تجارب الذكاء الاصطناعي وإجراء تقويم سريع لتلك التي ينجذب إليها مستخدموها”. زوكربيرغ يؤكد أن الأصداء الأولى كانت إيجابية جدا، وتشجعه على الاستثمار بما يكفي للبقاء في الطليعة وتشير ميتا إلى أن 3.24 مليار شخص يستخدمون واحدة على الأقل من خدماتها يوميا، أي بزيادة 50 مليونا عمّا كان عليه عدد مستخدميها في نهاية 2023. وفي مذكرة بحثية أصدرتها شركة نيو ستيرت ريسيرش الاثنين الماضي، حول ألفابت، قال المحللون إن “احتمال زيادة النفقات الرأسمالية بشكل ملموس كان مصدر قلق قبل إعلان النتائج”. وتتوقع شركة الأبحاث الآن أن تبلغ النفقات الرأسمالية لألفابت للعام بأكمله 45.9 مليار دولار، ارتفاعا من تقديراتها السابقة البالغة 42.7 مليار دولار. وتعمل غوغل على اللحاق بسباق الذكاء الاصطناعي التوليدي وأصدرت برنامج جيميني، وهو نموذج يمكنه فهم وإنشاء أنواع مختلفة من المعلومات بما في ذلك النص والصوت والفيديو. ويعد إنشاء محتوى باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي أمرا مستهلكا للطاقة، وقد أشار زوكربيرغ إلى التكلفة كسبب لارتفاع نفقات ميتا. وفي الوقت نفسه، وضعت مايكروسوفت نفسها لتكون الفائز في مجال الذكاء الاصطناعي بسبب شراكتها مع أوبن أي.آي، التي أطلقت جنون الذكاء الاصطناعي العام الماضي مع تشات جي.بي.تي، وفق مذكرة أصدرتها شركة جيفريز في مارس الماضي. وكتب محللو جيفريز أن “على مستوى الصناعة، يركز المساهمون الآن على البحث عن الإيرادات، بما في ذلك نماذج التسعير وما إذا كان بإمكان العملاء العثور على حالات استخدام تبرر تكلفة الذكاء الاصطناعي التوليدي”. وأضافوا “لقد أمضينا العام الماضي في الحلم بإمكانيات الذكاء الاصطناعي. سيكون هذا العام حول المضي قدما بخطوات ملموسة”.

مشاركة :