لفت نظري الفيديو المتداول في بعض وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يعرض صورة جميلة للنجوم في الفضاء، مع أصوات طرق رنانة، ويستمع المذيع والضيف لهذه الطرقات، زاعمين أنها أصوات طرقات النجوم! ولا ينتهي بهم الأمر في الاستماع للفيديو التابع لوكالة ناسا، حسب ما ذكر في اللقاء، بل يستشهدان بالآية القرآنية (والسماء والطارق. وما أدراك ما الطارق)، ويتجاذبان الحديث حول أن صوت «الطرقات»، يختلف حسب كتلة النجم ونصف قطره، وقوة الصوت، وسرعته! حدثني أحد الأصدقاء المهتمين بالعلوم حول هذا الفيديو بتعجب قائلا: «إن الفضاء خال من ذرات الهواء، وبطبيعة الحال فإنه يحتاج لهواء، ووسط يساعده على نقل الصوت!». يضيف صاحبنا: «معظمنا يعلم أن الصوت هو تردد آلي، أو موجة قادرة على التحرك في عدة أوساط مادية مثل الأجسام الصلبة، السوائل، والغازات، ولا تنتشر في الفراغ، وقانون الصوت يعتبر من مبادئ الفيزياء، وينص على أنه يجب وجود وسيلة كالهواء، أو الماء، أو الجماد، للصوت حتى ينتقل، بعكس الضوء المكون من الفوتونات وجميع الأشكال الأخرى للإشعاع الكهرومغناطيسي، والحاملة للقوة الكهرومغناطيسية». وإذا كان الفضاء ناقلا للصوت، لماذا لا يسمع صوت الكواكب أثناء حركتها؟! ألا يعني أنه في حال نقل الفضاء للصوت أننا سنكون في فوضى، وضجيج، وإزعاج اصطدام النيازك الضخمة أو المذنبات بأحد الكواكب خارج الغلاف الجوي؟! من نعم الخالق، أن الأصوات الصادرة عن الكوكب، لا تتعدى أصوات حركته الجيولوجية الباطنية، والتي تسببها البراكين والزلازل.. أما حركته حول نفسه أو حول الشمس فلا صوت لها! علم الفيزياء قائم على البحث والتجربة، وحري بنا أن نتفكر، ونتأمل، قبل أن ننشر إشاعات لا أساس لها من الصحة، فما بالكم لا أساس لها في العلم؟! صدقوني... الدين ليس بحاجة لأن نكذب من أجله أو أن ندعي ما ليس صحيحا!.
مشاركة :