جيهان عبدالمنعم أخت السندريلا: سعاد حسني كانت أختاً حنونة وأماً لأولادنا

  • 4/25/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إنها السندريلا سعاد حسني التي اجتمعَ على حبِّها ملايينُ الناسِ في كلِّ مكانٍ. ملكةُ الإحساسِ في جيلها، بل وعلى مرِّ العصورِ في الفنِّ. لم تعرف السينما المصريَّة نجمةً مثلها، إذ كانت تمتلكُ كلَّ مقوماتِ النجوميَّةِ من موهبةٍ، وخفَّةِ ظلٍّ في أفلامٍ، مقابلَ نضجٍ، وواقعيَّةٍ، ونجاحٍ منقطعِ النظيرِ في أدوارٍ مركَّبةٍ وصعبةٍ، تبكيكَ بها في أفلامٍ أخرى. كانت بحق نجمةً، تنفردُ بأدواتها الفنيَّة، وموهبتها الفطريَّة، ما جعلَ منها فنَّانةً شاملةً، تجيدُ كافةَ الأدوارِ التي تؤديها بحرفيَّةٍ عاليةٍ حتَّى اجتمعَ على حبِّها كلُّ الجماهير، وما زالت في قلوبهم على الرغمِ من رحيلها قبل 23 عاماً.   «سيدتي» زارت منزلَ أختها من والدتها، السيدةُ جيهان عبدالمنعم، ففتحت لنا قلبها، وسردت ذكرياتٍ لا تنساها مع أختها الكبرى سعاد. أخبرتنا كيف كانت أختاً حنونةً، مرحةً، تحبُّ جوَّ العائلةِ، وتحرصُ على الوجودِ دائماً وسطَ إخوتها من والدتها. كانت تشعرُ بأن أبناءَهم أبناؤها، وأحفادَهم أحفادُها. بدأت السيدةُ جيهان، التي تحتفظُ بكثيرٍ من مقتنياتِ شقيقتها من فساتينَ، وإكسسواراتٍ، وصورٍ خاصَّةٍ وفنيَّةٍ في منزلها، حكاياتها وذكرياتها مع السندريلا منذ طفولتها بالقول: «أنا أختُ سعاد من الأمِّ، فبعد انفصالِ والدها عن والدتنا، وزواجِ أمي من أبي، انتقلت سعاد وكوثر وصباح، وهنَّ شقيقاتٌ من الأبِ والأمِّ، للإقامةِ معنا. سعاد كانت أختاً حنونةً، ودائماً ما كانت بيننا علاقةُ محبَّةٍ واحترامٍ. كانت تلعبُ معنا أنا وإخوتي، وفي الأعيادِ، ترسمُ على وجوهنا بشكلِ البلياتشو، وتجري وراءنا، وتُعطينا العيديَّة. في ذلك الوقت، كانت سعاد تشتركُ في برنامجِ الإذاعةِ بابا شارو، ولم تكن قد عملت في السينما. أذكرُ أنها كانت تنصحنا دائماً مثل أختٍ كبرى، وتذاكرُ لنا دروسنا على الرغم من أنها لم تتعلَّم، لأن والدها، كان يرفضُ تعليمَ بناته!». يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط أبي قام بتعليمها القراءةَ والكتابةَ واللغةَ الإنجليزيَّة، كما أنها تعاملت مع كبارِ المثقَّفين أمثال يوسف السباعي، الدكتور مصطفى محمود، وصلاح جاهين، الأبُ الروحي لها. كانت تقرأ كتبَ نجيب محفوظ، ولكبارِ الكُتَّابِ والأدباء، لذا حينما التحقَ ابن شقيقتي بكليَّةِ الآدابِ، نصحته سعاد بأن يدرسَ في قسمِ الفلسفةِ، بل وصارت تذاكرُ له الموادَّ الفلسفيَّةَ أيضاً بحكمِ أنها كانت تقرأ جيداً في الفلسفةِ، وعلمِ النفس، والعلومِ الإنسانيَّة، وتثقِّفُ نفسها على الدوام. أبي كان صديقاً للكاتبِ والمخرجِ عبدالرحمن الخميسي، لذا كان يزورنا في منزلنا كثيراً، وفي يومٍ من الأيامِ، وبالصدفةِ شاهدَ سعاد، وتوسَّم فيها خفَّةَ الظلِّ، والموهبةَ الفنيَّة، فأسندَ إليها بطولةَ فيلم «حسن ونعيمة». كانت سعاد تبلغُ من العمرِ 14 عاماً حينها، وبعد دخولها عالمَ السينما، تولَّدت لديها رغبةٌ بالإقامةِ في منزلٍ هادئ، يوفِّرُ لها التركيزَ عند قراءةِ السيناريوهات التي كانت تعرضُ عليها، وأخبرت والدتنا بأنها ستنتقلُ إلى منزلٍ آخرَ، فوقتها كنا أطفالاً، نلعبُ، ونصرخُ، لذا لم تكن تجدُ الهدوءَ المطلوب. وحقاً، انتقلت سعاد للإقامةِ في منزلها الجديدِ، وسكنت معها أختنا صباح، التي كانت مقرَّبةً جداً منها، فهي أختٌ شقيقةٌ لها، كما أن صباح، كانت تشبه سعاد كثيراً، وتجمعهما علاقةُ صداقةٍ قويَّةٌ أيضاً، وتتوافقُ آراؤهما بشكلٍ كبيرٍ. وأذكر أنه قبل رحيل صباح، تعاقدت سعاد على ثلاثةِ أفلامٍ، ومسلسلٍ، ومسرحيَّةٍ، وتحديداً في الستينيات. لقد كانت سعاد تعدُّ «صباح» توأم روحها، وفي إحدى الليالي، كانت الأخيرةُ في طريقها إلى مدينةِ الإسكندرية لحضورِ حفلِ شقيقتها المطربةِ نجاة الصغيرة، لكنَّ القدرَ كتب نهايتها خلال هذه الرحلة، إذ توفيت بحادثِ سيرٍ مؤلمٍ. بعد وفاةِ صباح، انتقلتُ للإقامةِ مع سعاد في شقَّةِ «العجوزة». وقتها كنت في المرحلةِ الإعداديَّة، وعلى الرغمِ من فارقِ العمرِ بيننا إلا أنها كانت تعدُّني صديقةً لها، وتأخذُ رأيي في أشياءَ كثيرةٍ بحياتها، وفي عملها، وعندما دخلتُ المرحلةَ الثانويَّة، بدأت تذاكرُ لي الفلسفةَ، وعلمَ النفس، إذ كانت تعشقُ العلومَ الإنسانيَّة. حضرتُ معها تصويرَ مسلسلِ «هو وهي»، وتصويرَ أغنيةِ «بانو بانو على أصلكم بانو» في فيلمِ «شفيقة ومتولي» ببيتِ السحيمي. كانت سعاد مهتمَّةً جداً بمعرفة رأيي في الأغنية، فقلتُ لها: «حبيبتي، إنها رائعةٌ». فردَّت: «تجاملينني لأنني أختك». فأجبتها: «صدقاً يا سعاد أنتِ رائعةٌ». لقد كانت متواضعةً جداً، وتحبُّ أن تكون معنا ومع والدتنا في كلِّ المناسباتِ العائليَّةِ، وتشتري لنا الهدايا، والملابسَ، والأحذيةَ في الأعيادِ، وتهديني ملابسَ من خزانتها، لأن مقاسَ جسمها مشابهٌ لمقاسِ جسمي، كما أنها لم تكن من هواةِ الاحتفاظِ بالملابس. سعاد كانت تساعدُ أي إنسانٍ، يطلبُ منها ذلك، في المقابلِ كانت ترفضُ أن يساندها أحدٌ، أو يساعدها مالياً، مثلاً خلال رحلةِ علاجها من العمودِ الفقري والعصبِ السابع في لندن، رفضت مساعدةَ الدولةِ لها في التكاليفِ على الرغمِ من إنفاقها كلَّ مدخراتها على العلاجِ، وعليه قرَّرت أن تقرأ أشعار صلاح جاهين في العاصمةِ البريطانيَّة، وتسجِّلها بمقابلٍ مادي حتى تتمكَّن من العيشِ هناك. جمعتهما علاقةُ صداقةٍ واحترامٍ، لكنْ بحكم أن كلَّ واحدٍ منهما فنَّانٌ، وله آراءٌ يتمسَّكُ بها، كانا يدخلان في مشكلاتٍ كثيرةٍ بالعمل، خاصَّةً أثناءَ تصويرِ مسلسل «هو وهي». ما رأيك بالاطلاع على هذا اللقاء مع إيمان ذو الفقار ابنة مريم فخر الدين       خلال إقامتي مع سعاد في منزلها بـ «العجوزة»، ربطتني في المرحلةِ الثانويَّةِ علاقةُ حبٍّ بمهندسِ طيرانٍ. اعترفتُ لسعاد بأنني أعيشُ قصَّةَ حبٍّ مع هذا الشاب، وبالفعلِ تقدَّم لخطبتي من والدتي. كانت سعاد، تقولُ لي: «أنتِ صغيرةٌ على الحبِّ والخطوبة». لكنني كنت أؤكِّدُ لأختي دائماً حبّي له، وحقاً تمَّت الخطوبة، وبعدها سافرَ خطيبي في «حرب 73»، وعقب 20 يوماً، جاء في إجازةٍ لمدةِ ثلاثةِ أيامٍ إثر تعرُّضه لإصاباتٍ خفيفةٍ، وأصرَّ على أن نتزوَّج، فوافقَ أهلي على طلبه، واحتفلنا بـ «عقدِ القران» والزفافِ في منزلِ سعاد، ويومها أعطتني فستاناً من خزانتها بديلاً لفستانِ الزفاف. الحاضرون لحفلِ زفافي، كانوا بالصدفةِ فريقَ عملِ فيلم «الزواج على الطريقة الحديثة»، منهم حسن يوسف، وزوجته في ذلك الوقت لبلبة. حسن كان صديقاً مقرَّباً لسعاد، وأخاً مخلصاً. علي بدرخان. استمرَّ زواجهما 12 عاماً، أمَّا سرُّ حبها لعلي، فهو أن شخصيته قويَّةٌ، إلى جانبِ إخلاصِه واحتوائه لها طوالَ فترةِ الزواج، حتى أنهما بقيا صديقَين بعد الانفصال، كما قبلت سعاد فيلمَ «الراعي والنساء» مجاملةً لعلي، إذ كانت مريضةً في ذلك الوقتِ بآلامِ الظهر. بعد انفصالها من علي بدرخان، تزوَّجت سعاد من الفنَّان زكي فطين عبدالوهاب، ابن الفنَّانة ليلى مراد، التي رحَّبت بهذا الزواجِ، وكانت دائمةَ الاتصالِ بها. استمرَّ ارتباطهما شهرَين فقط، وشعرت أختي بعد تركه بأنها كانت مخطئةً لموافقتها على زكي، وقد يكون السببُ وراءَ قبولها به «تخبُّطها نفسياً» في تلك الفترةِ عقب صدمةِ طلاقها من علي، لذا جاء قرارها غير صائبٍ. كانت تتمنَّى أن يكون لها أبناءٌ، لكنْ لم يكتمل حملها أثناءَ زواجها من علي بدرخان بسببِ «الأكروبات» التي كانت تقدِّمها في فيلم «المتوحشة»، حيث أدَّت إلى عدمِ إتمامِ الحمل. سعاد كانت ترفضُ، أن تكون لها «دوبليرة»، تقدِّمُ المشاهدَ الصعبة بدلاً منها، وكانت تصرُّ على أن تؤديها بنفسها، وكانت تعدُّ أبناءَنا أبناءها. السيناريست ماهر عوَّاد، كان آخر أزواجِ سعاد قبل سفرها إلى لندن، ولم يكن فارقُ السنِّ كبيراً بينهما. ماهر كان زوجاً مخلصاً، ورجلاً محترماً وخلوقاً جداً، ولم يستغل وفاتها بالظهورِ في برامجَ، والحديثِ عنها، بل التزم الصمت تماماً. ما رأيك في جولة مع "سيدتي" في فيلا رجاء الجداوي مع ابنتها أميرة مختار   إنها السندريلا سعاد حسني التي اجتمعَ على حبِّها ملايينُ الناسِ في كلِّ مكانٍ. ملكةُ الإحساسِ في جيلها، بل وعلى مرِّ العصورِ في الفنِّ. لم تعرف السينما المصريَّة نجمةً مثلها، إذ كانت تمتلكُ كلَّ مقوماتِ النجوميَّةِ من موهبةٍ، وخفَّةِ ظلٍّ في أفلامٍ، مقابلَ نضجٍ، وواقعيَّةٍ، ونجاحٍ منقطعِ النظيرِ في أدوارٍ مركَّبةٍ وصعبةٍ، تبكيكَ بها في أفلامٍ أخرى. كانت بحق نجمةً، تنفردُ بأدواتها الفنيَّة، وموهبتها الفطريَّة، ما جعلَ منها فنَّانةً شاملةً، تجيدُ كافةَ الأدوارِ التي تؤديها بحرفيَّةٍ عاليةٍ حتَّى اجتمعَ على حبِّها كلُّ الجماهير، وما زالت في قلوبهم على الرغمِ من رحيلها قبل 23 عاماً.   تنسيق : كلودين كميد حوار : هبة خورشيد  تصوير : حامد كامل  ذكريات عائلية سعاد حسني «سيدتي» زارت منزلَ أختها من والدتها، السيدةُ جيهان عبدالمنعم، ففتحت لنا قلبها، وسردت ذكرياتٍ لا تنساها مع أختها الكبرى سعاد. أخبرتنا كيف كانت أختاً حنونةً، مرحةً، تحبُّ جوَّ العائلةِ، وتحرصُ على الوجودِ دائماً وسطَ إخوتها من والدتها. كانت تشعرُ بأن أبناءَهم أبناؤها، وأحفادَهم أحفادُها. بدأت السيدةُ جيهان، التي تحتفظُ بكثيرٍ من مقتنياتِ شقيقتها من فساتينَ، وإكسسواراتٍ، وصورٍ خاصَّةٍ وفنيَّةٍ في منزلها، حكاياتها وذكرياتها مع السندريلا منذ طفولتها بالقول: «أنا أختُ سعاد من الأمِّ، فبعد انفصالِ والدها عن والدتنا، وزواجِ أمي من أبي، انتقلت سعاد وكوثر وصباح، وهنَّ شقيقاتٌ من الأبِ والأمِّ، للإقامةِ معنا. سعاد كانت أختاً حنونةً، ودائماً ما كانت بيننا علاقةُ محبَّةٍ واحترامٍ. كانت تلعبُ معنا أنا وإخوتي، وفي الأعيادِ، ترسمُ على وجوهنا بشكلِ البلياتشو، وتجري وراءنا، وتُعطينا العيديَّة. في ذلك الوقت، كانت سعاد تشتركُ في برنامجِ الإذاعةِ بابا شارو، ولم تكن قد عملت في السينما. أذكرُ أنها كانت تنصحنا دائماً مثل أختٍ كبرى، وتذاكرُ لنا دروسنا على الرغم من أنها لم تتعلَّم، لأن والدها، كان يرفضُ تعليمَ بناته!». يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط ثقَّفت نفسها بنفسها كيف ثقَّفت سعاد حسني نفسها على الرغمِ من أنها لم تتعلَّم؟ أبي قام بتعليمها القراءةَ والكتابةَ واللغةَ الإنجليزيَّة، كما أنها تعاملت مع كبارِ المثقَّفين أمثال يوسف السباعي، الدكتور مصطفى محمود، وصلاح جاهين، الأبُ الروحي لها. كانت تقرأ كتبَ نجيب محفوظ، ولكبارِ الكُتَّابِ والأدباء، لذا حينما التحقَ ابن شقيقتي بكليَّةِ الآدابِ، نصحته سعاد بأن يدرسَ في قسمِ الفلسفةِ، بل وصارت تذاكرُ له الموادَّ الفلسفيَّةَ أيضاً بحكمِ أنها كانت تقرأ جيداً في الفلسفةِ، وعلمِ النفس، والعلومِ الإنسانيَّة، وتثقِّفُ نفسها على الدوام. والدكِ كان سبباً في دخول سعاد مجال الفنِّ، كيف كان ذلك؟ أبي كان صديقاً للكاتبِ والمخرجِ عبدالرحمن الخميسي، لذا كان يزورنا في منزلنا كثيراً، وفي يومٍ من الأيامِ، وبالصدفةِ شاهدَ سعاد، وتوسَّم فيها خفَّةَ الظلِّ، والموهبةَ الفنيَّة، فأسندَ إليها بطولةَ فيلم «حسن ونعيمة». كانت سعاد تبلغُ من العمرِ 14 عاماً حينها، وبعد دخولها عالمَ السينما، تولَّدت لديها رغبةٌ بالإقامةِ في منزلٍ هادئ، يوفِّرُ لها التركيزَ عند قراءةِ السيناريوهات التي كانت تعرضُ عليها، وأخبرت والدتنا بأنها ستنتقلُ إلى منزلٍ آخرَ، فوقتها كنا أطفالاً، نلعبُ، ونصرخُ، لذا لم تكن تجدُ الهدوءَ المطلوب. وحقاً، انتقلت سعاد للإقامةِ في منزلها الجديدِ، وسكنت معها أختنا صباح، التي كانت مقرَّبةً جداً منها، فهي أختٌ شقيقةٌ لها، كما أن صباح، كانت تشبه سعاد كثيراً، وتجمعهما علاقةُ صداقةٍ قويَّةٌ أيضاً، وتتوافقُ آراؤهما بشكلٍ كبيرٍ. وأذكر أنه قبل رحيل صباح، تعاقدت سعاد على ثلاثةِ أفلامٍ، ومسلسلٍ، ومسرحيَّةٍ، وتحديداً في الستينيات. لقد كانت سعاد تعدُّ «صباح» توأم روحها، وفي إحدى الليالي، كانت الأخيرةُ في طريقها إلى مدينةِ الإسكندرية لحضورِ حفلِ شقيقتها المطربةِ نجاة الصغيرة، لكنَّ القدرَ كتب نهايتها خلال هذه الرحلة، إذ توفيت بحادثِ سيرٍ مؤلمٍ. الإقامة مع سعاد بعد رحيل صباح هل أقامت سعاد بمفردها في شقَّتها بـ «العجوزة» بعد رحيلِ صباح؟ بعد وفاةِ صباح، انتقلتُ للإقامةِ مع سعاد في شقَّةِ «العجوزة». وقتها كنت في المرحلةِ الإعداديَّة، وعلى الرغمِ من فارقِ العمرِ بيننا إلا أنها كانت تعدُّني صديقةً لها، وتأخذُ رأيي في أشياءَ كثيرةٍ بحياتها، وفي عملها، وعندما دخلتُ المرحلةَ الثانويَّة، بدأت تذاكرُ لي الفلسفةَ، وعلمَ النفس، إذ كانت تعشقُ العلومَ الإنسانيَّة. ما الأعمالُ التي أدَّت بطولتها، وحضرتِ تصويرها؟ حضرتُ معها تصويرَ مسلسلِ «هو وهي»، وتصويرَ أغنيةِ «بانو بانو على أصلكم بانو» في فيلمِ «شفيقة ومتولي» ببيتِ السحيمي. كانت سعاد مهتمَّةً جداً بمعرفة رأيي في الأغنية، فقلتُ لها: «حبيبتي، إنها رائعةٌ». فردَّت: «تجاملينني لأنني أختك». فأجبتها: «صدقاً يا سعاد أنتِ رائعةٌ». لقد كانت متواضعةً جداً، وتحبُّ أن تكون معنا ومع والدتنا في كلِّ المناسباتِ العائليَّةِ، وتشتري لنا الهدايا، والملابسَ، والأحذيةَ في الأعيادِ، وتهديني ملابسَ من خزانتها، لأن مقاسَ جسمها مشابهٌ لمقاسِ جسمي، كما أنها لم تكن من هواةِ الاحتفاظِ بالملابس. سعاد كانت تساعدُ أي إنسانٍ، يطلبُ منها ذلك، في المقابلِ كانت ترفضُ أن يساندها أحدٌ، أو يساعدها مالياً، مثلاً خلال رحلةِ علاجها من العمودِ الفقري والعصبِ السابع في لندن، رفضت مساعدةَ الدولةِ لها في التكاليفِ على الرغمِ من إنفاقها كلَّ مدخراتها على العلاجِ، وعليه قرَّرت أن تقرأ أشعار صلاح جاهين في العاصمةِ البريطانيَّة، وتسجِّلها بمقابلٍ مادي حتى تتمكَّن من العيشِ هناك. كيف كانت علاقتها بالنجمِ أحمد زكي؟ جمعتهما علاقةُ صداقةٍ واحترامٍ، لكنْ بحكم أن كلَّ واحدٍ منهما فنَّانٌ، وله آراءٌ يتمسَّكُ بها، كانا يدخلان في مشكلاتٍ كثيرةٍ بالعمل، خاصَّةً أثناءَ تصويرِ مسلسل «هو وهي». ما رأيك بالاطلاع على هذا اللقاء مع إيمان ذو الفقار ابنة مريم فخر الدين   "كانت تساعد أي إنسانٍ يطلب منها ذلك، وكانت ترفض أن يساندها أحدٌ، أو يساعدها مالياً" احتفلت بزفافي في منزل سعاد     3. 6. 8. إكسسواراتٌ خاصَّةٌ بسعاد حسني تحتفظ بها شقيقتها جيهان عبدالمنعم في منزلها  4. صورة لسعاد حسني في منزل شقيقتها جيهان عبدالمنعم 5. الصورة من تصميم عبد الرحمن محمد  7. ارتدت سعاد هذا الفستان في فيلم «خلي بالك من زوزو» ما ذكرياتكِ عن حفلِ زفافكِ في منزل سعاد؟ خلال إقامتي مع سعاد في منزلها بـ «العجوزة»، ربطتني في المرحلةِ الثانويَّةِ علاقةُ حبٍّ بمهندسِ طيرانٍ. اعترفتُ لسعاد بأنني أعيشُ قصَّةَ حبٍّ مع هذا الشاب، وبالفعلِ تقدَّم لخطبتي من والدتي. كانت سعاد، تقولُ لي: «أنتِ صغيرةٌ على الحبِّ والخطوبة». لكنني كنت أؤكِّدُ لأختي دائماً حبّي له، وحقاً تمَّت الخطوبة، وبعدها سافرَ خطيبي في «حرب 73»، وعقب 20 يوماً، جاء في إجازةٍ لمدةِ ثلاثةِ أيامٍ إثر تعرُّضه لإصاباتٍ خفيفةٍ، وأصرَّ على أن نتزوَّج، فوافقَ أهلي على طلبه، واحتفلنا بـ «عقدِ القران» والزفافِ في منزلِ سعاد، ويومها أعطتني فستاناً من خزانتها بديلاً لفستانِ الزفاف. الحاضرون لحفلِ زفافي، كانوا بالصدفةِ فريقَ عملِ فيلم «الزواج على الطريقة الحديثة»، منهم حسن يوسف، وزوجته في ذلك الوقت لبلبة. حسن كان صديقاً مقرَّباً لسعاد، وأخاً مخلصاً. بالحديثِ عن الزواج، مَن أكثرُ زوجٍ أحبَّته أختكِ من أزواجها؟ علي بدرخان. استمرَّ زواجهما 12 عاماً، أمَّا سرُّ حبها لعلي، فهو أن شخصيته قويَّةٌ، إلى جانبِ إخلاصِه واحتوائه لها طوالَ فترةِ الزواج، حتى أنهما بقيا صديقَين بعد الانفصال، كما قبلت سعاد فيلمَ «الراعي والنساء» مجاملةً لعلي، إذ كانت مريضةً في ذلك الوقتِ بآلامِ الظهر. سعاد تمنّت الأبناء حدِّثينا عن ارتباطها بزكي فطين عبدالوهاب؟ بعد انفصالها من علي بدرخان، تزوَّجت سعاد من الفنَّان زكي فطين عبدالوهاب، ابن الفنَّانة ليلى مراد، التي رحَّبت بهذا الزواجِ، وكانت دائمةَ الاتصالِ بها. استمرَّ ارتباطهما شهرَين فقط، وشعرت أختي بعد تركه بأنها كانت مخطئةً لموافقتها على زكي، وقد يكون السببُ وراءَ قبولها به «تخبُّطها نفسياً» في تلك الفترةِ عقب صدمةِ طلاقها من علي، لذا جاء قرارها غير صائبٍ. هل تمنّت سعاد أن تكون أماً لأبناءٍ من علي بدرخان؟ كانت تتمنَّى أن يكون لها أبناءٌ، لكنْ لم يكتمل حملها أثناءَ زواجها من علي بدرخان بسببِ «الأكروبات» التي كانت تقدِّمها في فيلم «المتوحشة»، حيث أدَّت إلى عدمِ إتمامِ الحمل. سعاد كانت ترفضُ، أن تكون لها «دوبليرة»، تقدِّمُ المشاهدَ الصعبة بدلاً منها، وكانت تصرُّ على أن تؤديها بنفسها، وكانت تعدُّ أبناءَنا أبناءها. السيناريست ماهر عوَّاد، الزوجُ الأخيرُ لسعاد، كيف كان دوره في حياتها؟ السيناريست ماهر عوَّاد، كان آخر أزواجِ سعاد قبل سفرها إلى لندن، ولم يكن فارقُ السنِّ كبيراً بينهما. ماهر كان زوجاً مخلصاً، ورجلاً محترماً وخلوقاً جداً، ولم يستغل وفاتها بالظهورِ في برامجَ، والحديثِ عنها، بل التزم الصمت تماماً. ما رأيك في جولة مع "سيدتي" في فيلا رجاء الجداوي مع ابنتها أميرة مختار                                                                                                    جيهان عبد المنعم  

مشاركة :