وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان "تم (صباح الخميس) إطلاق صاروخ بالستي مضاد للسفن من المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن باتجاه خليج عدن". وأضافت أنه "لم يتم الإبلاغ عن وقوع أي إصابات أو أضرار من قبل السفن الأميركية أو سفن التحالف أو السفن التجارية". وقالت القيادة إن قواتها تمكنت بعد ساعات من "تدمير سفينة سطحية ومركبة جوية بدون طيار في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن"، مشيرةً إلى أنهما كانتا تمثلان "تهديدًا وشيكًا للولايات المتحدة والتحالف والسفن التجارية في المنطقة". والخميس هو اليوم الثاني على التوالي الذي يشنّ فيه الحوثيون هجمات، بعد تسجيل تراجع في عملياتهم ضد السفن في البحر الأحمر وبحر العرب في الآونة الأخيرة. منذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يعتبرون أنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعمًا للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وأفاد "مركز المعلومات البحرية المشتركة" التابع لقوات بحرية متعددة الجنسيات تضمّ الولايات المتحدة ودولا أوروبية ومقرها البحرين، أن هجوم الخميس استهدف سفينة ترفع علم ليبيريا اسمها "أم اس سي داروين 6" في خليج عدن. وأضاف في بيان نشره الجمعة، أن "السفينة لم تصب والطاقم بخير". وكان الحوثيون قد اعلنوا عن الهجوم مساء الخميس معتبرين أن السفينة إسرائيلية. وجاء في بيان تلاه المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع: "استهدفتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ... سفينةً إسرائيليةً MSC DARWIN في خليجِ عدن، وذلكَ بعددٍ منَ الصواريخِ البحريةِ المناسبةِ وعددٍ منَ الطائراتِ المسيرة" مؤكدًا أن "العملية حققت أهدافَها بنجاحٍ". وقال الحوثيون أيضًا إنهم أطلقوا "عددًا منَ الصواريخِ الباليستيةِ والمجنحةِ على عددٍ منَ الأهدافِ التابعةِ للعدوِّ الإسرائيليِّ في مِنطقةِ أُمِّ الرشراشِ جنوبيِّ فلسطينَ المحتلة" (إيلات). والحوثيون جزء من "محور المقاومة" الذي تقوده إيران ويضمّ حزب الله اللبناني وفصائل عراقية مسلحة تستهدف إسرائيل احتجاجًا على حربها ضد حماس في قطاع غزة. وتقود واشنطن تحالفًا بحريًا دوليًا بهدف "حماية" الملاحة البحرية في هذه المنطقة الاستراتيجية التي تمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية. ولمحاولة ردعهم، تشنّ القوّات الأميركيّة والبريطانيّة ضربات على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن منذ 12 كانون الثاني/يناير. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ ومسيّرات يقول إنها معدّة للإطلاق. وردًا على الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف سفن أميركية وبريطانية، معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافا مشروعة". ودفعت الهجمات على السفن الكثير من شركات الشحن الكبرى الى تحويل مسار سفنها الى رأس الرجاء الصالح في أقصى جنوب إفريقيا.
مشاركة :