ثورة الذكاء الاصطناعي.. هل تحكم الروبوتات العالم؟

  • 4/28/2024
  • 09:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

هل حقًا ما يدور في مخيلة البشر ونراه في أفلام السينما حول أن الذكاء الاصطناعي سيصل أو وصل بالفعل لمرحلة شديدة الخطورة تشكل تهديدًا للوظائف والعلاقات البشرية؟ وهل يمكننا معه القول إن الذكاء الاصطناعي أصبح يهدد الحضارةَ البشرية ذاتها عبر سيناريو مخيف؟   حذر "ستيفن هوكينغ"، عالم الفيزياء النظرية الشهير، في حديثه لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، يوم 3 ديسمبر من عام 2014 من أن الاستمرار في تطوير الذكاء الاصطناعي يمهد الطريق لفناء الجنس البشري، لأنه عند الوصول للذكاء الاصطناعي الكامل ستكون الروبوتات قادرة على إعادة تصميم نفسها ذاتيًا.  منذ ظهور مصطلح الذكاء الاصطناعي لأول مرة في عام 1956 على يد العالم الأمريكي الشهير جون مكارثي، وذلك في كلية "دارتموث" بمدينة هانوفر الأمريكية، ويحظى "الذكاء الاصطناعي" بتطوير مستمر حتى بدأ يهدد البشر عبر الاستيلاء على وظائفهم، وكذلك يهدد حضارتهم من خلال الأسلحة ذاتية التشغيل.     ويستعرض "ستيوارت راسل"، في كتابَه: "ذكاء اصطناعي متوافق مع البشر: حتى لا تفرض الآلات سيطرتها على العالم"، كيف يمكن للبشرية أن تتجنب حدوث صراع محتمل بين الروبوتات والإنسان، إذ إن الاستمرار المتوقع لتطوير الذكاء الاصطناعي وظهور الذكاء الاصطناعي الخارق، يعني إيجاد كيانات آلية تعمل بالذكاء الاصطناعي أكثر قوة من البشر.  قد تكون لهذه الروبوتات السيادةُ على البشر ما يجعل هناك صراعًا مرعبًا بين والبشر والآلات كما نشاهده في أفلام هوليوود، ونقرؤه في روايات الخيال العلمي.   إذ يتناول الكاتب -السابق ذكره- طرقًا عديدة يُسيء الإنسان من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي الآن سواء من خلال استخدام أسلحة مدمرة كليًا وفتاكة ذاتية التشغيل، وحتى الحرب البيولوجية وإنتاج الفيروسات. بدأت مباراة الشطرنج، يوم 3 مايو عام ١٩٩٧ بين "ديب بلو"؛ كمبيوتر شركة IBM، وبين لاعب الشطرنج الروسي "جاري كاسباروف" الفائز ببطولة العالم في الشطرنج، والذي يعد من أعظم لاعبي الشطرنج في تاريخ اللاعبة.  ووصفت مجلة "نيوزويك" الأمريكية حينها هذه المباراة قائلة: إنها "معركة الصمود الأخيرة للعقل البشري" أمام الذكاء الاصطناعي.   وجاءت نتيجة المباراة التي انتهت يوم 11 مايو 1997 بفوز كمبيوتر IBM على بطل العالم "كاسباروف" في المواجهة النهائية بينهما بعد أن كانت النتيجة التعادل ٢٫٥–٢٫٥.  ورفعت نتيجة هذه المباراة القيمة السُّوقيَّة لشركة IBM حينها إلى 18 مليار دولار. اقرأ أيضًا:«The Safe Zone».. تجربة فريدة من صُنع الذكاء الاصطناعي ما يراه الناس من قدرة وقوة للذكاء الاصطناعي مثل تحقيق الفوز الساحق على الإنسان، ليس إلا القليل من حقيقة ما يجري في المُختبرات حول العالم بشأن القدرات الخارقة للذكاء الاصطناعي والتي منها أنك تستطيع رؤية العالم كله في آنٍ واحد، حيث تصور الأقمار الاصطناعية كوكب الأرض بشكل يومي، وتكون هذه الصورة بدقة ووضوح قوية، إذ إن كل منزل على الأرض، وكل سفينة في البحر أو في المحيط، وكل سيارة على طريق، وكل حيوان أو شجرة في مزرعةٍ تكون ظاهرة وواضحة بشكل جيد.  ويتطلب فحص كل هذه الصور ما يربو على 30 مليون موظف يعملون بدوام كامل، فكان من الطبيعي أن غالبية هذه الصور الخاصة بالأقمار الاصطناعية لم يسبق أن اطَّلع عليها البشر.   توجد العديد من الاستخدامات الرائعة للذكاء الاصطناعي التي تجعل حياة البشر أكثر رفاهية مثل المنازل الذكية، والروبوتات المنزلية، والسماعات الذكية، السيارات ذاتية القيادة، والمساعد الشخصي الذَّكي.  ولكن هناك معدلاً سريعًا للابتكار والتطوير في مجال الأعمال غير المشروعة للذكاء الاصطناعي من قبل أشخاص ذوي نيات خبيثة يسعون لابتكار آلات ذكية لاستخدامات مدمرة. قدمت سلسلة أفلام "The Terminator" أو "المدمر" بطولة النجم العالمي "آرنولد شوارزنيغر" الروبوتات القاتلة التي تسعى للسيطرة على العالم وتدمير الجنس البشري.  وكانت تلك الروبوتات تتمتع بهيئة بشرية ووعي شرير، وقادرة على إعادة تصليح نفسها ذاتيًا.     وهذه الروبوتات القاتلة ليست خيالاً من نسج أفلام هوليوود، لكنها موجودة بالفعل إذ عرفت الولايات المتحدة الأمريكية الروبوتات القاتلة بأنها تلك الأسلحة الفتاكة ذاتية التشغيل القادرة على تحديد الأهداف البشرية والتصويب والقضاء عليها من دون أي تدخلٍ بشري.   كما اختبرت وزارة الدفاع السويسرية بالفعل نماذج حقيقية من الروبوتات القاتلة، وأثبتت نتائج التجارب أنها تقنية فعالة وعملية وفتاكة.  كما وُصفت الروبوتات القاتلة بأنها الاكتشاف الثوري الثالث في مجال الأسلحة، بعد اختراع البارود والأسلحة النووية، حيث لا تحتاج إلى أفرادٍ بشريين لمُراقبة عملهم. ويتحدث العالم عن موضوع استيلاء الروبوتات على وظائف البشر، وتشير مراكز الأبحاث إلى أن ذلك سيحدث على الأرجح، حيث قدم "مارتن فورد" بحثًا بعنوان: "بُزوع فجر الروبوتات: التقنية وخطر المُستقبل الخالي من الوظائف". كما كتب "كالوم تشيس" بحثه بعنوان : "التَّفرُّد الاقتصادي: الذكاء الاصطناعي وموت الرأسمالية".  ويتناول البحثان القلق حيال هذا الأمر بشكل ممتاز فيما يعرف بمشكلة "البطالة التقنية" التي ظهرت للمرة الأولى في مقالٍ مشهورٍ لـ"جون ماينارد كينز" تحت عنوان "الخيارات الاقتصادية لأحفادنا" في عام 1930خلال فترة الكساد الكبير الذي تسبَّب في موجةٍ ضخمة من البطالة.   ويوجد مثال رئيس لتلك البطالة التقنية تردده وسائل الإعلام هو وظيفة قيادة السيارات، إذ يوجد ما يقرُب من ثلاثة ملايين ونصف المليون سائق شاحنة في أمريكا، وذلك يعود إلى أن شركة "أمازون" وغيرها من الشركات تستعمل حاليًّا شاحنات ذاتية القيادة مع وجود إشراف بشري في حالات الطوارئ لنقل البضائع على الطرق السريعة ما بين الولايات الأمريكية.  ويتوقع قريبًا جدًا أن تسير هذه الشاحنات خلال الجزء الأطول من رحلة نقل البضائع على الطرق السريعة من خلال الذكاء الاصطناعي فقط، فيما سيكون للسائق البشري القيادة داخل المدن، والقيام باستلام البضاعة وتسليمها.   ونتيجة لهذه التَّطورات المستمرة والمتوقعة، فإن الشركات التي استخدمت معظم البشر لأداء مهامّ يدوية وذهنية متكرِّرة مثل الروبوتات، لن يكون من المُستغرب أن تحل الروبوتات مكانهم قريبًا للقيام بتلك الوظائف. اقرأ أيضًا:تطبيق ChatGPT يُحيي خوف البشر من الذكاء الصناعي يسعى مطورو الذكاء الاصطناعي لصُنع روبوتات تحاكي البشر في المشاعر والعواطف، كما في فيلم "Bicentennial Man" أو "رجل المائتي عام"، من بطولة النجم العالمي الراحل "روبين ويليامز".  ويتناول الفيلم شراء عائلة لروبوت ذكي لأداء بعض المهام اليومية يسمى "أندرو" لكن العائلة تكشف أنه يفهم المشاعر والأحاسيس الإنسانية، ما يجعل العائلة تبدأ رحلة الدفاع عنه بكل السبل ممن يريدون تدميره.  ويوجد بالفعل مجموعات بحثية أنتجت روبوتات على هيئة البشر الحقيقية كأنهم ينبضون بالحياة البشرية، لذا يوجد مقترح من لجنة الشئون القانونية بالبرلمان الأوروبي يُوصي بإعطاء صفةٍ قانونيةٍ خاصة للروبوتات على المدى الطويل.   ما يعني أن الروبوتات ستصبح مسؤولة أمام القانون عن أيِّ ضررٍ بغض النَّظر عن مُصِنِع الروبوت أو صاحبه،  وهذه إشارة إلى أن الروبوتات ستكون عُرضة للعقوبات إذ لم تلتزم بالقوانين، ولكن عند الحكم على أحد الروبوتات بالسجن فما الذي سيضيره؟!  كما أنهم سيكونون مصدرًا للتضليل والكذب، إذ يسعون لتجنب وعي البشر لمخاطبة عواطفهم مُباشرةً، وُربَّما يُقنعُون البشر بأنَّهم أذكياء بشكل حقيقي.   ولك أن تتخيل مثلاً القيام بغلق وإعادة تشغيل روبوت ذكي لأَن به مشكلة ما، ولكنه يخبرك بأنه لا يُريد أن يُطفئه أحد، كما لك أن تتخيل كم سيكون مُربكًا للأطفال أن يكون في رعاية روبوتات. لهذا بات لزامًا على البشر أن يخطِّطوا لاحتمالية أن تتفوق الروبوتات على القدرة البشر العقلية لتكون قادرة على اتِّخاذ القرارات في العالم الواقعي.  

مشاركة :