مقالة خاصة: الطلاب العرب يستمتعون بسحر "دوري السوبر للقرى" في الصين

  • 4/28/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كان الوقت يقترب من منتصف الليل، بينما لا يزال ملعب لكرة القدم في محافظة رونغجيانغ بمقاطعة قويتشو في جنوب غربي الصين، مكتظا بأعداد كبيرة من المتفرجين، الذين يستمتعون بأجواء الفرح والبهجة لـ"دوري السوبر للقرى". وعلى عكس الرياضات الاحترافية، احتضن "دوري السوبر للقرى"، المعروف اختصارا في اللغة الصينية باسم "تسون تشاو"، لاعبين من خلفيات متنوعة كبائعين أو سائقين أو جزارين. وأثناء فترات الراحة بين المباريات، يغني القرويون، الذين يرتدون الأزياء التقليدية، الأغاني الشعبية ويرقصون، ما يخلق جواً احتفالياً رائعاً. وشارك عرفات الزبيدي، طالب يمني يدرس الماجستير في كلية الإدارة بجامعة قويتشو، في مباراة ودية دولية بـ "دوري السوبر للقرى" جرت مؤخرا بين فريق الطلاب الوافدين بجامعته وفريق من مقاطعة جيانغشي الصينية. ورغم خسارة فريقه أمام نظيره الصيني بنتيجة 4 : 2، كان عرفات في غاية السرور لمشاركته في تلك المباراة الشعبية والأنشطة الترفيهية الممتعة. وقال عرفات، البالغ من العمر 29 عاما، "كنا نريد الفوز، ولكن هذا ليس هدفنا الأساسي للقدوم إلى هنا. أتينا للاستمتاع بالمباراة مع الشعب الجميل والناس الرائعين هنا". وأرسل فريق الطلاب الوافدين بجامعة قويتشو 28 لاعبا للمشاركة في المنافسة، برفقة مجموعة مكونة من 90 مشجعا وجميعهم طلاب دوليون من 37 دولة، بما فيها دول عربية مثل اليمن ومصر وموريتانيا. وأعرب عرفات، الذي انضم للفريق منذ دخوله الجامعة قبل أربع سنوات، ويشارك مع زملائه في مباريات دوري الجامعات كل سنة، عن رضاه عن أداء الفريق، مضيفا "لعبنا بشكل جيد، ولم نكون محظوظين، لأن العديد من الفرص ضاعت. هذه هي كرة القدم". وعلى هامش المباريات، كان الملعب الأخضر بحراً من الغناء والرقص، حيث لم تتألق العروض المتنوعة الدولية التي يقدمها الطلاب الدوليون فحسب، بل أيضا العروض المحلية الفريدة مثل أوبرا "قان". واطلع اللاعب المصري في الفريق مصطفى محمود على مقاطع فيديو لـ"دوري السوبر للقرى" قبل أكثر من سنة على تطبيق "دوين"، النسخة المحلية من تطبيق "تيك توك"، وعندئذ خطرت له فكرة القدوم إلى محل إقامة المباريات وتجربة هذه الأجواء الحماسية بنفسه. ووصف محمود، البالغ من العمر 27 سنة، "دوري السوبر للقرى" بأنه حدث يذكّره باللحظات التي كان يتابع فيها مباريات بين النادي الإسماعيلي المصري وأندية أخرى، لأنه ينحدر من مدينة الإسماعيلية بمصر. وقال محمود، وهو طالب ماجستير في التجارة الدولية بجامعة قويتشو: "أحس بنفس الشعور، مثلما كنت أشاهد المباريات في مدينتي. وأحب هذه الأجواء المتشابهة"، مشيرا إلى أن المتفرجين المحليين يرحبون بهم كثيرا، مما يجعله يشعر بالسعادة ويتطلع إلى الحضور مرة أخرى. وبعد انتهاء المسابقات، هرع المتفرجون من المدرجات إلى وسط الملعب، حيث رقصوا يدا بيد مع قرويين محليين من قومية دونغ على إيقاع ديناميكي ذي طابع شعبي. وبتوجيه من المضيفين، تجمع الجمهور على شكل دوائر ذات أحجام مختلفة، منغمسين في رقص "ديسكو دونغ" الذي يدمج الفن الشعبي مع الأنشطة الرياضية الريفية. وفي عام 2023، انتشرت مقاطع فيديو لـ"دوري السوبر للقرى" على منصات التواصل الاجتماعي، وأثارت اهتماما واسع النطاق في أنحاء البلاد. ومنذ العام الماضي، استقبلت رونغجيانغ، المحافظة المضيفة لـ"دوري السوبر للقرى"، والتي تقع في منطقة نائية بمقاطعة قويتشو، أكثر من 7.3 مليون سائح، ما حقق إيرادات سياحية تزيد عن 8.1 مليار يوان (حوالي 1.14 مليار دولار أمريكي). وفي الوقت الحالي، يسعى "دوري السوبر للقرى" لتحقيق تطور عالي الجودة من أجل مواكبة التطورات العالمية في مجال كرة القدم. ومن جانبه، قال شيوي بوه، رئيس محافظة رونغجيانغ، إن التعلم من الدوري الإنجليزي الممتاز، أحد الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا، هو المفتاح لتعزيز نمو "دوري السوبر للقرى"، مؤكدا على ضرورة استخدام كرة القدم كوسيلة لتوسيع التبادلات الثقافية بين مختلف البلدان والمناطق. ولفت شيوي إلى أن رونغجيانغ تخطط لإقامة سلسلة من المباريات الودية الدولية لـ"دوري السوبر للقرى" في أكتوبر المقبل، داعيا المزيد من محبي كرة القدم الأجانب للاستمتاع بـ"دوري السوبر للقرى" ونقل فرحة وشغف الجماهير بالرياضة في الصين إلى بقية العالم.

مشاركة :