أطلقت مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال برنامج «الأسرة الإيجابية» بهدف تعزيز أواصر التواصل والحوار والتفاعل الإيجابي بين أفراد الأسرة في دبي، لا سيما الآباء والأبناء، بما يعزز الدور المحوري للأسرة كنواة لنهضة وازدهار ومستقبل مجتمع دبي ودولة الإمارات. ويؤكد البرنامج، الذي يحقق غاية أجندة دبي الاجتماعية المتمثلة ببناء الأسر الأكثر سعادة وترابطاً وتسامحاً وتمسكاً بالهوية الوطنية، أن الأسرة الإيجابية المتضامنة والمتماسكة والمتمسكة بهويتها الوطنية وقيمها الإنسانية وطابعها الأخلاقي والفكري والحضاري هي الضمانة لمستقبل مزدهر ونمو شامل ومستدام في المجتمع. وأشادت شيخة المنصوري، مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال بالإنابة، بإطلاق البرنامج في ضوء المُستجدات العلمية حول العلاقات بين الآباء والأبناء وتأثيرها في المجتمع والمستقبل، موضحة أن البرنامج يأتي في إطار الجهود الرامية لمساندة الأهالي والعاملين في القطاع الأسري، فيما يتعلق بتطبيق مفاهيم وأسس التربية الحديثة. وقالت إن البرنامج يشجع التحول من التربية التقليدية إلى مفهوم الأسرة الإيجابية، مما يدعم بشكل فعّال، نمو وتعزيز مظاهر النمو الصحي والسليم، لدى الأطفال وأسرهم، ويستند إلى نتائج البحوث العلمية في مجالات علم النفس والعلوم النفسية والعصبية، ويشتمل على جلسات تدريبية، يشرف عليها نخبة من الخبراء المتخصصين، لتعزيز مهارات التواصل الإيجابي، والتفاعل مع الذات والأطفال، وكذلك استراتيجيات التعامل مع التحديات السلوكية، وإكساب الآباء مهارات التكيف الإيجابي مع الضغوط، والتعامل مع التحديات المختلفة التي تواجه الأسرة، وعلى رأسها التحديات التي تتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي والضغوط الاجتماعية. وتتولى مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال مسؤولية الإشراف على تنفيذ برنامج «الأسرة الإيجابية» لترسيخ قيم ومبادئ التفاعل الإيجابي المثمر والمؤثر داخل الأسر وبين الآباء والأبناء في المجتمع من خلال مبادرات عملية، في مقدمتها برنامج تربوي تدريبي بعنوان «الأسرة الإيجابية» والذي يهدف إلى تمكين الآباء والأمهات والعاملين في القطاعات النفسية والاجتماعية والتربوية من استخدام المهارات التربوية الإيجابية الفعّالة خلال تفاعلهم مع الأطفال، لتلبية حاجاتهم النمائية، وإعداد أجيال مؤهلة لتصميم وقيادة فرص المستقبل في مجتمع متلاحم متمسك بقيمه وهويته. ويستهدف البرنامج الذي يتضمن 12 جلسة تدريبية لتدريب العاملين، في القطاعات النفسية والاجتماعية والتربوية، على استخدام المهارات التربوية الإيجابية الفعّالة، خلال تفاعلهم مع الأطفال لتلبية حاجاتهم، كما يسعى إلى تقديم تدريبٍ مُكثف للمهنيين، في القطاعات النفسية والاجتماعية والتربوية، على النحو الذي يُساهم في تزويدهم بالمهارات اللازمة، لتطوير استراتيجيات التعامل مع التحدّيات السُلوكية التي قد تواجه الأُسر. وستصدر مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال دليلاً تدريبياً للأسرة الإيجابية كوثيقة توجيهية لتقديم الإرشادات اللازمة. ويركّز البرنامج كذلك، على تعليم المُتدربين الاحتياجات النمائية للأطفال، في مرحلتي الطفولة والمراهقة، بالإضافة إلى كيفية تقديم الرعاية اللازمة للموهوبين والمتفوقين، وأُسس التكيف الإيجابي، مع الضغوط، والتقنيات اللازمة لإدارة التحدّيات الأُسريّة، لا سيما المُرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي. ويولي البرنامج التدريبي، اهتماماً كبيراً، بتدريب العاملين في مجال رعاية الأطفال، ممن يقدمون الخدمات النفسية والتربوية والاجتماعية في المؤسسات الإيوائية، بمن فيهم الأُمهات البديلات، في تلك المؤسسات. تحديات تركز الفترة المسائية على إدارة التحديات الأُسرية، في ظل هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي، وما يستدعيه ذلك من ضرورة إيجاد وتطوير استراتيجيات وأدوات للتعامل معها، وفق مفاهيم الوالدية الإيجابية، وكذلك إدارة التحدّيات الأُسريّة، ذات الصلة بالموضوع ذاته. ويختتم البرنامج بمناقشة موضوع التعامل مع ضغط الرفاق، وكيفية مُساعدة الأطفال على التعامل مع الضغوط من قِبل الأقران والمُجتمع.
مشاركة :