الرياض - يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في السعودية التي وصلها اليوم الاثنين في أول محطة من جولة أوسع في الشرق الأوسط تهدف إلى مناقشة شكل الحكم في قطاع غزة بمجرد انتهاء الحرب مع إسرائيل وكذلك مسألة التطبيع. وسيتوجه بلينكن إلى إسرائيل في وقت لاحق من هذا الأسبوع حيث من المتوقع أن يضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاتخاذ خطوات جادة وملموسة بشأن ما طالبه به الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الشهر لتحسين الوضع الإنساني المتردي في غزة. ووفقا لمسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، من المتوقع أن يلتقي الوزير الاميركي في الرياض بكبار القادة السعوديين وأن يعقد اجتماعا أوسع مع نظرائه من خمس دول عربية هي قطر ومصر والسعودية والإمارات والأردن لإجراء المزيد من المناقشات حول الشكل الذي يمكن أن يكون عليه الحكم في قطاع غزة بعد الحرب. ومن المتوقع أيضا أن يجمع وزير الخارجية الاميركي بين ممثلين لدول عربية وأوروبية لبحث الكيفية التي يمكن أن تساعد بها أوروبا في جهود إعادة بناء قطاع غزة الذي حول القصف الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من ستة أشهر معظم مناطقه إلى ركام. وبدأت محادثات حول إعادة بناء غزة وطريقة إدارتها قبل أشهر دون أن تظهر في الأفق آلية واضحة بعد. وتتفق الولايات المتحدة مع إسرائيل في هدفها بأن هناك حاجة للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأنه لم يعد من الممكن أن تلعب الحركة دورا في مستقبل غزة إلا أن واشنطن تعارض قيام إسرائيل بإعادة احتلال القطاع. وتتطلع بدلا من ذلك إلى إطار يتضمن إصلاح السلطة الفلسطينية بدعم من دول عربية. وقال البيت الأبيض إن بايدن ونتنياهو ناقشا هاتفيا مسألة فتح إسرائيل معابر إضافية إلى شمالى غزة في وقت لاحق من هذا الأسبوع للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة. وقالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إن المعابر المشار إليها يبدو أنها معبر كارني وإيرز اللذين تخطط إسرائيل لفتحهما بالكامل بالإضافة إلى البوابة رقم 96 إلى شمالى غزة. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن بيان للبيت الأبيض تضمن عرضا لما دار في المكالمة الهاتفية أن الزعيمين ناقشا مسألة شن إسرائيل هجوما محتملا في رفح وأن بايدن "أكد من جديد موقفه الواضح." ولم يوضح بيان البيت الأبيض مزيدا من التفاصيل، لكن الولايات المتحدة كانت قد أعلنت أنها لا تستطيع دعم أي عملية لا تضمن الحماية الكاملة لنحو مليون فلسطيني يحتمون في مدينة رفح الواقعة أقصى جنوبي مدينة غزة، ولا تعتقد أن إسرائيل ستكون قادرة على إخلاء هؤلاء بأمان وتوفير الرعاية لمثل هذا العدد الكبير من المدنيين. كما سيناقش بلينكن مع القيادة السعودية الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق تطبيع بين المملكة وإسرائيل، في صفقة ضخمة تتضمن إبرام واشنطن اتفاقيات مع الرياض بشأن التزامات دفاعية وأمنية ثنائية فضلا عن تعاون نووي. وفي المقابل، ستدفع دول عربية وواشنطن إسرائيل للموافقة على مسار لإقامة دولة فلسطينية، وهو أمر أكد نتنياهو مرارا رفضه. وسيتوجه بلينكن بعد الرياض إلى الأردن وإسرائيل حيث سيتحول تركيز الرحلة إلى الجهود المبذولة للنهوض بالوضع الإنساني المتردي في غزة. وفي عمان، سيجتمع بلينكن مع كبار المسؤولين الأردنيين والمنظمات الإنسانية للوقوف على تطورات جهود الإغاثة والخطوات التي لا يزال من الممكن القيام بها، قبل أن يعود لاحقا إلى الإسرائيليين بما جمعه من مواقف.
مشاركة :