أرجعت الهيئة السعودية للمهندسين أسباب انجراف سكة قطارات شحن البضائع بين الرياض والخرج جراء السيول، إلى ضعف الدراسات الهندسية التي أجريت على الخط قبل عملية تنفيذه، مشددة على ضرورة دراسة متكاملة لنوعية التربة وتمهيد الطريق بالشكل الهندسي الصحيح، الذي يضمن عدم تأثر البنية التحتية للسكة على المديين المتوسط والبعيد. وخلال حديثه لـ"الوطن" عد أمين عام الهيئة السعودية للمهندسين الدكتور غازي العباسي، ما تعرضت له السكة الحديدية من انجراف عن موقعها بسبب السيول، يؤكد على ضعف الدراسات، مضيفاً: "لو أن المهندس المنفذ لتصميم المشروع كان مهندسا مهنيا، لما رضي بعمل مسار قطار بدون دراسة التربة ودراسة الدك، وهذا يعد إخفاقا لأنه ليس طريقا ممهدا، فهناك خطوات هندسية لا ترضي ولا يقبل تنفيذها إلا من قبل مهندس حقيقي يقف على المشروع بدراسة متكاملة ويتأكد من عدم وجود مجرى للسيول أيضاً". حديث العباسي تطرق بشكل مفصل إلى مستوى الدراسات الهندسية في المملكة، وما يعتريها من ضعف، مما دفعه إلى المطالبة برفع مستوى مزاولة المهنة وتطوير الدراسات المختصة بذلك، إضافة إلى أمر عده بالضروري والذي يتمثل في خضوع مهندسي الدولة إلى الاعتماد الأكاديمي للهيئة، والذي يعد المحك والاختبار الحاسم لأهلية المهندسين، مضيفاً: "نظامنا صارم ولا يسترجئ أحد التقدم إلينا إلا إذا كانت شهادته صحيحة". ومع وصول عدد المهندسين المعتمدين لدى الهيئة السعودية للمهندسين إلى أكثر من 130 ألف مهندس سعودي وأجنبي، بحسب العباسي، جددت الهيئة دعواتها للجهات الحكومية بتسجيل مهندسيها في الاعتماد الأكاديمي للمهندسين، في ظل إقبال بعض الوزارات على تسجيل مهندسيها ولكن على استحياء. وقال العباسي: "نضمن عدم إعطاء أي مهندس إقامة إلا أن يستحق بالفعل مسمى مهندس، ونتمنى أن نعلم أن المهندسين السعوديين العاملين بالجهات الحكومية مهندسون فعلاً، وفائدة الكادر الهندسي ليست مادية فقط، بل تعطي المهندس الدرجات المستحقة له. يذكر أن الأمطار التي هطلت على منطقة الرياض تسببت في انجراف سكة قطارات شحن البضائع عند الكيلو 534 بين الرياض والخرج، وألحقت أضرارا وصفت بالبسيطة، مما أدى إلى جرف التربة تحت مسار الخط الحديدي. وأوضح الناطق الإعلامي للخطوط الحديدية محمد أبو زيد، أن السيول الكثيفة تسببت في جرف التربة تحت مسار الخط الحديدي في قرية هيت، وذلك بسبب غزارة الأمطار المتساقطة خلال الثلاثة أيام الماضية وعدم قدرة عبارات تصريف الأمطار الموجودة في هذا الجزء من الخط استيعاب كميات الأمطار الغزيرة، التي تعرضت لها المنطقة مما تسبب في انجراف التربة وتضرر الخط الحديدي.
مشاركة :