تشارك أرامكو السعودية في النسخة الثالثة لمنتدى المياه السعودي الذي تنظمه وزارة البيئة والمياه والزراعة في العاصمة الرياض، بمشاركة عددٍ من الخبراء الدوليين في مجال المياه وقادة الجهات الرسمية لبحث سبل مجابهة التحديات التي تواجه قطاع المياه في المملكة. ويهدف المنتدى الذي تشارك فيه أرامكو السعودية باعتبارها شريكًا للاستدامة، إلى تعزيز الأمن المائي، وتحقيق استدامة المياه، وفرص التعاون وبناء الشراكات. وأوضح النائب الأعلى للرئيس للخدمات الهندسية في أرامكو السعودية خالد بن يحيى القحطاني، في كلمته خلال المؤتمر، أن سعي أرامكو السعودية لحماية البيئة بدأ منذ عام 1963 من خلال إطلاق سياسة حماية البيئة، ومن ثم إنشاء سياسة خاصة بالحفاظ على المياه، مما نتج عنه تأسيس معمل معالجة مياه البحر في القُريّة والذي نال لقب أكبر معمل في العالم للمحافظة على ضغط المكامن، ووفّرت من خلاله الشركة أكثر من 160 مليار جالون من المياه الجوفية سنويًا لدعم عمليات الحقن الجوفية للمكامن، مشيراً الى أنه بمقتضى اتفاقية تعاون مع أرامكو السعودية، تقوم شركة المياه الوطنية بتزويد مصفاة الرياض بما يقارب 3.8 مليون جالون في اليوم من المياه المعالجة، في محطة “هيت” التابعة لشركة المياه الوطنية، وإعادة استخدامها في عمليات التصنيع المختلفة وتكرير الزيت الخام في المصفاة . وحول جهود الشركة في مجال استخدامات ومعالجة المياه بين القحطاني، أن أرامكو السعودية تعمل على إعادة استخدام أقصى قدر من مياه الصرف الصحي، وفي الوقت الحالي تُعيد الشركة استخدام نحو 70% من هذه المياه المعالجة في أحياء السكن التابعة لها لغايات مفيدة، مثل الري وأبراج التبريد، حيث تُنتج محطة معالجة المياه المتطورة في الظهران أكثر من 12 مليون جالون في اليوم من المياه. وفي مجمع مصفاة جازان، تُعاَلج المياه الصناعية والصحية العادمة في محطة مركزية حديثة مزوّدة بتقنيات متطورة لإعادة استخدام المياه بالكامل بهدف حماية بيئة البحر الأحمر، وترشيد الاستهلاك المياه . وأشار إلى أن أرامكو بفضل جهودها الممتدة تتمتع بواحدٍ من أدنى مستويات استهلاك المياه العذبة لكل برميل مقارنة بشركات إنتاج النفط والغاز الأخرى عالميًا، وما زالت تستثمر للمحافظة على هذه المكانة، ولدى أرامكو السعودية حاليًا أكثر من 1.800 نقطة اختبار لمراقبة المياه الجوفية في 63 مرفقًا من مرافق الشركة، وتتم المراقبة عن طريق جمع عينات المياه بشكل دوري وتحليلها في مختبرات خاصة بهدف تقييم جودة المياه الجوفية ورصد أيّ تلوث محتمل وذلك تماشيًا مع التنظيمات والضوابط ذات الصلة بحماية المياه الجوفية”. وبشأن التقنيات التي تستخدمها أرامكو السعودية في مجال المياه، افاد القحطاني، أن أرامكو تقدم برامج نشطة في مجال البحث وتطوير تقنيات المحافظة على المياه بالتعاون مع أكاديميين ومبتكرين تقنيين عالميين، تشمل بعض هذه البحوث المستمرة تطوير العديد من التقنيات المعتمدة في مجالات متعددة منها التناضح العكسي الذكي لتحلية المياه، وتقنيات الري الموفرة للمياه، وحلول كشف تسرب المياه وإصلاحها في مختلف مرافق الشركة. وقد وضعنا هدفًا يتمثل في أن نصبح شركة رائدة في مجال التحوّل الرقمي، حيث أنشأنا مركزًا متطورًا للثورة الصناعية الرابعة يجمع أكثر من 25 مليون نقطة بيانات يوميًا، بمساعدة الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، ليتمكّن مهندسو أرامكو السعودية من إدارة المياه المنتجة في آبار النفط. كما تساعد الرقمنة على تطوير حلول متنوّعة لوضع معايير إدارة تآكل خطوط الأنابيب التي تنقل مياه البحر المعالجة، وكانت أرامكو السعودية قد نالت عام 2022 جائزة أفضل تقنية لإدارة المياه خلال توزيع جوائز “وورلد أويل”، عن تقنية وقف تصريف السوائل والتي تهدف لإيجاد حل مستدام لإدارة المياه المصاحبة لإنتاج النفط من خلال معالجتها وإعادة استخدامها.
مشاركة :