أنا الذي قمت بالبحث في نفسي -; هيراقليطس أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي -; وأسمعت كلماتي من به صممُ -; كم تطلبونَ لنا عيبًا فيعجزكم -; ويكره المجدُ ما تأتون والكرمُ -; ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي -; أنا الثّريا وذان الشيب والهرمُ -; وإذا أتتكَ مذمتي من نـاقصٍ -; فهي الشهادةُ لي بأني كاملُ -; المتنبي. انا البحر في احشائه الدر كامن -; فهل سألوا الغواص عن صدفاتي -; حافظ ابراهيم.أنا الأرضُ التي تُعطي كما تُعطَى -; فإن أطعَمتها زهـراً -; ستَزْدَهِـرُ -; وإنْ أطعَمتها ناراً -; سيأكُلُ ثوبَكَ الشّررُ -; أحمد مطر. بين قرب وبعد -; بين جلبة وضجة -; بين هيط وميط -; بين هياط ومياط. من الواضح ان أصل هيط بجميع تصاريفها له علاقة بإضطراب وصوت عالي وفيه إستضعاف للغير او للمقابل, ذكر ان اصل الكلمة ليس له علاقة بالهياط كمان نستخدمه في زمننا الحالي اي بمعنى المبالغة كظاهرة لما قد لايملكه الإنسان او بما يملكه والمفاخرة علنا بما قد يدخله كذب او مباهاة مبالغ بها شطرا وبطرا. أما العجيب في الكلمة ان بعض من تكلم عن منتزه الوهط والوهيط في الطائف, ذكر ان معناه لم يعرف السبب الحقيقي وراء تسميتها بذلك الاسم الرائع والذي يعني باللغة العربية المكان الهادئ المطمئن. الإسم رنان ولاشك في روعة جرسه ولكن المعنى لا يستند على دليل ومعناه في المعاجم على عكس ذلك. وتقع الوهط في غرب الطائف ويفصلها عن المثناة الطريق الدائري وهو على امتداد طريق وادي وج, وهي مستوطنة قديمة وجد فيها كسر زجاجية وفخارية وخزفية مما ينسب إلى العصر الأموي والعصر العباسي، وفيها ايضا مقبرتين: إحداهما جاهلية والأخرى إسلامية كما ذكر في موقع ويكيبيديا, وذكر عن ملامح نشأة وتطور مدينة الطائف في مجلة الدراسات العربية من محاضرة للباحثة سمر حمدان العبادي ﺍﻟﻁﺎﺌﻑ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻗﺩﻴﻤﺔ ﻨﺸﺄﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ,ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻀﻔﺔ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻭﺩﻴﺎﻥ,ﻭﺘﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻗﺴﻤﻴﻥ ﻴﻘﻊ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ﻭﻴﺩﻋﻰ ﻁﺎﺌﻑ ﺜﻘﻴﻑ,ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻵﺨﺭ ﻭﻴﺩﻋﻰ ﻭﻫﻁ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺤﺎﻟﺘﻬﺎ ﺴﻴﺌﺔ؛ ﻓﺒﻴﻭﺘﻬﺎ ﻀﻴﻘﺔ ﻭﻤﻴﺎﻫﻬﺎ ﻤﻠﻭﺜﺔ,ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻤﺤﺎﻁﺔ ﺒﺒﺴﺎﺘﻴﻥ ﻤﺜﻤﺭﺓ.ﻭﻟﻤﺎ ﻋﻤﺭﺕ ﺍﻟﻁﺎﺌﻑ ﻭﻜﺜﺭﺕ ﺨﻴﺭﺍﺘﻬﺎ ﻭﺍﺸﺘﺩﺕ ﺸﻭﻜﺔ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺜﻘﻴﻑ,ﺭﻤﺘﻬﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺒﺎﻟﺤﺴﺩ ﻭﺸﻨﺕ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﻐﺎﺭﺍﺕ ﻓﺎﻀﻁﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺇﺤﺎﻁﺔ ﻤﺩﻴﻨﺘﻬﻡ ﺒﺴﻭﺭ ﻴﻤﻨﻊ ﻏﺎﺭﺍﺘﻬﻡ,ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺴﻤﻴﺕ الطائف نسبة إليه وكان للسور بوابتين ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺒﻨﻲ ﻴﺴﺎﺭ ﻭﺘﺴﻤﻰ ﺼﻌﺏ,ﻭﺍﻷﺨﺭﻯ ﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺒﻨﻲ ﻋﻭﻑ ﻤﻥ ﺜﻘﻴﻑ ﻭﺘﺴﻤﻰ ﺴﺎﺤﺭ, ذكره شهاب ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺒﻲ ﻋﺒﺩﺍﷲ ﻴﺎﻗﻭﺕ ﺒﻥﻋﺒﺩﺍﷲ ﺍﻟﺤﻤﻭﻱ ﺍﻟﺭﻭﻤﻲ ﺍﻟﺒﻐﺩﺍﺩﻱ في ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ. هيراقليطس فيلسوف يوناني في عصر ماقبل سقراط عرف بالفيلسوف الباكي وتاثر بأفكاره كل من سقراط وافلاطون وأرسطو, كتب عنه الاستاذ عبد الغفار مكاوي في كتابه مدرسة الحكمة كونه آخر الفلاسفة المعروفين بالأيونيين وأكبرهم، وذكر عنه امور كثيرة منها ذكره لتلك الجمله التي التي تصدرت هذا المقال وكان مرصعة بكلمة (الأنا) وربما لم تسمع بهذا الشكل والرنين المليء بالعظمة. أنا الذي قمت بالبحث في نفسي!! نشأ هيراقليطس في بيتٍ ثريٍّ نبيل، وتخلَّى عن وظيفة الكاهن الموروثة في أسرته إلى شقيقه الأصغر، ورفض أن يشارك في حكم المدينة التي وُلِدَ فيها، أو يشرِّعَ لها القوانين؛ لا عن أنانية أو تكبُّر، بل لاعتقاده بأن دستور هذه المدينة ومواطنيها قد بلغوا من الفساد حدًّا يعجز معه عن إصلاحهم: «من الخير للأفيزيين أن يشنقوا أنفسهم واحدًا واحدًا، وأن يتركوا المدينة لغير الذكور؛ فهم الذين طردوا هرمودوروس (أحد أصدقاء هيراقليطس) أكرم رجالهم قائلين له: ليس مِنَّا من يفضلنا في الكرامة، وإن وُجِدَ فينبغي له أن يعيش في بلدٍ آخر وعند قوم آخرين. وراح هيراقليطس يعبِّر عن احتقاره المر للجماهير الذين يسميهم بالكثيرين والذين يرقدون على حد قوله: «شباعًا كالبهائم»، ويُسفِّه آراءهم ويزري بشعائرهم وطقوسهم، إيمانًا منه بأن «الواحد حين يكون عظيمًا يفضل عنده عشرة آلاف»، وصف فيثاغورس وأصحابه بالنصابين والغشاشين، ولا يعترف لأحد من السابقين بفضل المعلم، بل يقول في كبرياء واعتزاز بالنفس: «أنا الذي قمت بالبحث في نفسي. وفي هذه الكلمة الأخيرة نغمة لم تُسْمَع من قبلُ في فجر الفلسفة، ﻓ «الأنا» تُعْلِن لأول مرة عن نفسها وتطالب بحقها، ويتكشَّف أفقٌ جديد لم يعرفه الإنسان من قبلُ: هو أفق الذات، فها هي ذي عميقة عمق الهاوية، لا يستطيع غواص أن يصل إلى قرارها، متسعة الأرجاء، لا يملك أحد أن يلمس حدودها وهكذا وعلى مر العصور تجد ان الأنا اخذت حيزا من التعليم والبحث والدراسة عن معناها وقيمتها أهميتها في تحليل الشخصيات والسمات. وأعوذ بالله من كلمة أنا. للتواصل مع الكاتب Adel-al_baker@hotmail.com
مشاركة :