نائب البرهان يكشف عن مخطط الجيش لما بعد الحرب: سنحكم السودان بمفردنا

  • 4/30/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أطلق نائب قائد الجيش السوداني الفريق ياسر العطا سلسلة من التصريحات خلال جولة تفقدية على الوحدات العسكرية في أم درمان، المدينة التوأم للخرطوم، وتمحورت تلك التصريحات حول رؤية الجيش لما بعد الحرب، وهي توليه السلطة لعدة سنوات وتحييد جميع القوى السياسية، في إشارة واضحة للمكون المدني. الخرطوم - كشفت قيادة الجيش السوداني عن مخططها لما بعد الحرب، وهي إقامة مرحلة تأسيسية تستمر لسنوات ويتولى فيها الجيش إدارة الحكم في البلاد، بدعم ما يسمى “المقاومة الشعبية”، التي هي في واقع الأمر أذرع الحركة الإسلامية. وتقول أوساط سياسية سودانية إن ما أعلنت عنه قيادة الجيش، خطير جدا، ويكشف بكل وضوح الأهداف الكامنة خلف الحرب التي يخوضها الجيش ضد قوات الدعم السريع، وهي استعادة التحالف بين العسكر والإسلاميين حكم البلاد، وتحييد القوى المدنية. وتلفت الأوساط نفسها إلى أن المخطط المعلن، يجعل من الحديث عن عودة منبر جدة، “أمر عبثي”، حيث أن قيادة الجيش ليست لديها أي إرادة سياسية للتوصل إلى تسوية لإنهاء النزاع الذي دخل عامه ثاني. وتشير الأوساط إلى أن تصريحات قيادة الجيش، تضع القوى المدنية أمام واقع جديد، يفرض عليها مغادرة المنطقة الرمادية التي تحاول منذ تفجر الصراع الاحتماء بها، مشيرة إلى أنه لم يعد بالإمكان الاستمرار في المسار ذاته، وأنه حان الوقت لإعلان موقف حاسم. ياسر العطا أحد أبرز القيادات الراغبة في مواصلة القتال بأي ثمن، ويرفض كل ما له علاقة بالجنوح للتفاوض وقال مساعد قائد الجيش السوداني الفريق أول ياسر العطا، الأحد، إن القوات المسلحة ستتجاوز القوى السياسية خلال مرحلة التأسيس التي تمتد لعدة سنوات. وأضاف العطا خلال جولة تفقدية على المواقع المتقدمة للعمليات العسكرية بأم درمان، المدينة التوأم للعاصمة الخرطوم، أنه “بعد الانتصار القريب جدا، سنعمل على فترة تأسيسية لعدة سنوات دون أي حاضنة سياسية”. وأضاف “الحاضنة ستكون الشعب السوداني، والمقاومة الشعبية الفتية”. ومضي قائلا في تصريحات نشرتها وسائل الإعلام المحلية “سنقود تأسيس الدولة على أطر وطنية صحيحة لا للعمالة ولا للارتزاق ولا للعملاء ولا لخونة الأوطان وكل من أخطأ في حق الوطن سيحاسب”. وأوضح العطا أن العمليات العسكرية تسير وفق المخطط، مشددًا على ألا خيار أمامهم سوى الانتصار، كما أكد عدم الرضوخ لمن أسماها “دول الشر وعرب الشتات”. وقال سياسي سوداني، تحدث لـ”العرب” شريطة عدم ذكر اسمه، إن الطريقة التي تتعامل بها المؤسسة العسكرية مع القوى المدنية قبل وبعد انطلاق الحرب والإشارة إلى أنهم لا يجيدون التعامل مع السلطة وتسببوا في الصراع تجعل تصريحات العطا غير مستغربة. ولفت المصدر نفسه الانتباه إلى أن حديث العطا ينطوي على إشارة مفرطة بالثقة في تحقيق الانتصار قريبا، في حين يشير الواقع إلى أن الجيش أبعد ما يكون عن حسم المعركة التي لن يكون فيها منتصرا، حيث فشل في وقف تقدم قوات الدعم السريع على جبهات مختلفة، وكل يوم يزداد أعداد النازحين والفارين من مناطق الصراع. وأوضح السياسي السوداني لـ”العرب” أن اللهجة التي تحدث بها ياسر العطا أخيراً تسير على نفس نهج الأصوات التي تعارض موقف القوى المدنية من إنهاء الحرب، باعتباره أحد أبرز الشخصيات التي لديها رغبة في مواصلة القتال بأي ثمن، ويرفض كل ما له علاقة بالجنوح نحو التفاوض والحلول السياسية، ومن المؤكد أنه في حال وقفت الحرب فالقوى المدنية سيكون لها حضور واضح في السلطة “رغمًا عن أنفه”. وأشار المصدر إلى أن مثل هذه التصريحات تفاقم الخلافات بين الجيش والمدنيين، وتؤدي إلى اشتعال المزيد من النيران في مناطق الصراعات وتؤكد أن هناك رغبة من جانب الجيش للاستمرار في الحرب بلا سقف زمني محدد، وهو ما يجعل الصراع بين مجموعات مسلحة عديدة متناحرة وليس بين قوتين عسكريتين رئيستين، ولم تعد هناك قدرة على الفرز الدقيق وتحديد هوية الفصائل والميليشيات المسلحة التي قد تختبئ تحت ستار الجيش أو قوات الدعم السريع. تصريحات قيادة الجيش، تضع القوى المدنية أمام واقع جديد، يفرض عليها مغادرة المنطقة الرمادية التي تحاول منذ تفجر الصراع الاحتماء بها ولفت السياسي السوداني إلى أن ياسر العطا أراد من حديثه عن المستقبل إرسال إشارة لقوى داخل الجيش لديها رغبة في وقف القتال والاتجاه إلى المفاوضات من خلال منبر جدة، وهو يعبر بشكل عام عن موقف التيار الإسلامي في الجيش الساعي إلى استمرار الحرب، وتغيب عنه الحنكة السياسية التي تضعه في مواجهة القوى المدنية التي لها حضور في الشارع السوداني، ويتبرأ من أصول المؤسسة العسكرية التي عليها واجب حماية المواطنين ووقف كل أحداث من شأنها توسيع دائرة الانفلات. وتجري جهود إقليمية ودولية من أجل استئناف المفاوضات بين طرفي النزاع في منبر جدة، وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان رجح قبل فترة إجراء المحادثات خلال أبريل لكن ذلك لم يتحقق، وتم مؤخرا تداول أنباء على أنها ستعقد في مايو المقبل، وسط شكوك في إمكانية تحقق ذلك، لاسيما على ضوء المواقف المتشددة التي ما فتئت قيادات الجيش تطلقها في الفترة الأخيرة. وكان أعضاء في مجلس الأمن الدولي طالبوا الجمعة الماضية بضرورة التحرك سريعا لوقف الحرب، وحذروا من أن الوضع في السودان يتجه نحو طريق مسدود وصراع طويل الأمد يؤدي إلى انهيار البلاد وتطال تداعياته المنطقة ككل. وحمل أعضاء المنتظم الدولي، قائدي الجيش والدعم السريع مسؤولية التدهور الذي آلت إليه الأوضاع في السودان، مشددين على الضغط على الأطراف المتحاربة لحملها على التفاوض. وقبل ذلك بيوم أعلن الاتحاد الأفريقي عن إجراء تحقيق في الانتهاكات التي ارتكبت في الحرب الحالية السودان. ودعا أطراف النزاع للمشاركة الكاملة في عملية السلام الموسعة والأكثر شمولا في جدة، بمشاركة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية في أفريقيا “إيغاد” والدول المجاورة.

مشاركة :